أسرار حرب الأفيون بين الصين وبريطانيا والتي حولت الشعب الصيني إلى الإدمان
Gihan Elgarhy
مايو 28, 2020
الثقافة
415 زيارة
مقال بقلم : د . مختار القاضي
كيف يتم احتلال إمبراطورية مثل الصين تضم أكبر عدد من السكان في العالم ومساحتها شاسعة وقدراتها القتالية عالية ؟ للإجابة عن هذا السؤال نعود بالتاريخ إلى الوراء ، حيث أنه في أي دولة تتخذ الحكومة فيها قرارا بتجريم تجارة الأفيون ، سوف ينظر إليها كدولة محترمة ، وسيجد القرار التأييد والدعم من الغالبية إلا في الصين ، فقد كان هذا القرار سببا في احتلالها ونهب خيراتها . قرر إمبراطور الصين “شيان لونج” مع مطلع القرن التاسع عشر إغلاق الموانئ الصينية في وجه التجارة البريطانية ؛ بحجة أن لدى الصين اكتفاء ذاتي من السلع ، فطلب منه ملك إنجلترا چورچ الثالث فتحها ، ولكن إمبراطور الصين رفض .
![](https://i0.wp.com/newsegypttoday.com/wp-content/uploads/2020/05/FB_IMG_1590636020802.jpg?resize=300%2C204&ssl=1)
غضبت بريطانيا في حينها كون الصين كانت أكبر أسواقها ، فأوعزت الحكومة البريطانية سنه ١٨١٧ م إلى شركة الهند الشرقية المملوكة لبريطانيا ، والتي كانت هي فقط المسموح لها بالتجارة مع الصين ، بزراعة مساحات شاسعة من أراضيها بالأفيون والبدء في تصديره للصين بأسعار رخيصة جدا وفي متناول الشعب الصيني ، ومضى على القرار عشرة أعوام ليصبح 90 بالمائة من الشعب الصيني وجيشه غارقا في إدمان الأفيون ، وباتت نصف إيرادات الصين من الأفيون .
![](https://i0.wp.com/newsegypttoday.com/wp-content/uploads/2020/05/FB_IMG_1590636015080.jpg?resize=300%2C296&ssl=1)
اضطر إمبراطور الصين إلى سن قانون يجرم تجارة الأفيون وتعاطيه ، إلا أن الشركة الموردة للأفيون استمرت في توريده للصين سرا ليقوم الإمبراطور بتفويض الجيش بالتصرف ومحاصرة تجارة الأفيون . قام الجيش الصيني بإلقاء القبض على كل المهربين البريطانيين وجميع العاملين معهم من الهنود والصينيين ، كما قام الجيش بإحراق آلاف الأطنان من المخدرات ، الأمر الذي أغضب حكومة بريطانيا العظمى . أمرت بريطانيا أسطولها بالتحرك وقصف السواحل الصينية ، كما قامت إنجلترا برشوة قيادات الجيش الصيني الذين كانت غالبيتهم من المدمنين بهدف احتلال الصين .
![](https://i0.wp.com/newsegypttoday.com/wp-content/uploads/2020/05/FB_IMG_1590636008435.jpg?resize=300%2C196&ssl=1)
تمكنت إنجلترا من اجتياح الأراضي الصينية عام ١٨٤٢ م ، ووصلت إلى أبواب القصر الإمبراطوري ، واضطرت الصين إلى توقيع اتفاقية “نانكنج” لعودة التجارة مع إنجلترا ، وعمل ميزات خاصة لها بما فيها عودة تجارة الأفيون ، الأمر الذي أنعش الاقتصاد الإنجليزي وأثار حفيظة الفرنسيين والأمريكيين الذين سعوا للحصول على امتيازات مشابهة لامتيازات الإنجليز . في عام ١٨٥٥ م وافقت بريطانيا على طلبات فرنسا والولايات المتحدة بالدخول للسوق الصينية التي تنتعش بها تجارة المخدرات وتجارة أخرى يطلق عليها تجارة الخنازير ، ويقصد بها العبيد الصينيون ، ولكن الصين رفضت ورأت في ذلك أمرا مهينا ، ورفضت تعديل الاتفاقية ، فقامت بريطانيا عام ١٨٥٦ م باتهام الصين بالاعتداء على جندي بريطاني ، وطالبت باعتذار رسمي موقع من الإمبراطور الذي رفض الاعتذار .
![](https://i0.wp.com/newsegypttoday.com/wp-content/uploads/2020/05/FB_IMG_1590635995364.jpg?resize=300%2C169&ssl=1)
شنت البحرية الفرنسية والإنجليزية حربا جديدة ضد الصين ، وقامت باقتحام القصر الإمبراطوري وإجبار الإمبراطور على توقيع اتفاقية جديدة عرفت باسم (تيان _ تسن ) والتي سمحت للدول الغربية بالتجارة البحرية في السوق الصينية . بعد مرور عدة سنوات على هذه الاتفاقية قررت روسيا استباحة السوق الصينية ، واتحدت مع بريطانيا لتقوم حرب ثالثة سنة ١٨٦٠ م وتهزم الصين ، ويوافق الإمبراطور على تقسيم الصين بين أربعة دول هي : أمريكا وروسيا وفرنسا وإنجلترا ، كما سمحت الصين بأخذ مواطنيها كعبيد تحت اسم تجارة الخنازير . ماهي إلا أعوام قليلة حتى أصبح سكان الصين مدمنين للأفيون ، لتطوى بذلك صفحة من أسوأ الحروب في التاريخ والتي افتعلتها الدول الغربية لنهب الثروات واحتلال دول أخرى .
![](https://i0.wp.com/newsegypttoday.com/wp-content/uploads/2020/05/FB_IMG_1590635989363.jpg?resize=299%2C196&ssl=1)
مرتبط