مقال بقلم : د. مختار القاضي
مراجعة : جيهان الجارحي
لعل خروج الجامعات المصرية من الترتيب العالمي منذ عدة سنوات ، يجعلنا نفكر جيدا في كيفية عودة مصر إلى صدارة الجامعات العالمية ، من حيث التعليم والجودة ؛ وذلك حتى نصل إلى ما نرجوه من جودة التعليم ونحقق المستهدف للنهوض بالجامعات المصرية علميا . ولعل الوصول إلى المستوى المطلوب لتحقيق هذا الهدف المنشود جعلني أفكر كثيرا ، وخصوصا مع وجود نخب علمية مصرية تقوم بالتدريس في أولى عشر جامعات مصنفة عالميا ، وبالتالي فإن مصر تمتلك القدرات والكوادر القادرة على جعل التعليم الجامعي في مصر يتصدر الجامعات العالمية .
من ناحية أخرى ، نحن نجد من هذه الكوادر من يقوم بالتدريس بالفعل ، ومنها من يقود هذه الجامعات من رؤساء أقسام وعمداء ، ممن حصلوا على أعلى الشهادات العلمية في مجالات تخصصهم المختلفة بالجامعات في شتى دول العالم المتقدم . وفيما يلي بعض الأفكار الفعالة للنهوض بالتعليم الجامعي ؛ لتتولى الجامعات المصرية دور الريادة العالمية ، وتتصدر المشهد العلمي الدولي في ترتيب أفضل الجامعات في العالم ، أو على الأقل تكون هناك جامعة تتولى الصدارة ضمن أولى عشر جامعات ، من حيث جودة التعليم .
يمكن أن نتفاوض مع كبار الأساتذة في أولى عشر جامعات في الترتيب الدولي للقيام بالتدريس في جامعة مصرية جديدة ، يتم إنشاؤها ضمن خطة الدولة الاستثمارية ، أو عن طريق مستثمرين مصريين وطنيين يسعون بصدق لموقع الصدارة المصرية في مجال التعليم ، وأن يكون هناك مجلس أمناء لهذه الجامعة من الشخصيات العامة والمجتمعية ورجال الأعمال ، ثم يتم بعد ذلك التركيز على إقناع أساتذة كبرى جامعات العالم ضمن العشرة الأوائل للتدريس في جامعة مصر الدولية أو العالمية ، أو حسب المسمى الذي يتم الاتفاق عليه ، وتكون الأولوية للأساتذة ذوي الأصول المصرية للتدريس في هذه الجامعة ، وتولي المناصب العلمية والقيادية فيها ، من رؤساء أقسام ونواب لرئيس الجامعة وعمداء كليات ووكلاء .
تتولى هذه الكوادر العلمية خلق نظام تعليمي متطور ، يمكن أن يرتقي إلى مصاف العشر جامعات الأوليات ضمن التصنيف العالمي . يتم إنشاء مركز متخصص في جودة التعليم ، ومركز آخر متخصص في منح شهادات التعليم الدولية لأساتذة الجامعات المصرية ، وفقا للمقاييس العالمية المعمول بها في الجامعات المتقدمة في الترتيب العالمي . يمكن أيضا عمل بروتوكولات تعاون مع خمس جامعات ممن يقعن ضمن العشر جامعات الأوليات في التصنيف العالمي ؛ وذلك لتبادل الخبرات فيما بينها وبين الجامعة المصرية الوليدة ، وبذلك تتوافر لدينا الكوادر العلمية المتخصصة في كافة المجالات المطلوبة ، ويمكن أن تقوم هذه الجامعة بمنح درجات الماچستير والدكتوراه للراغبين ، وذلك طبقا للائحتها الداخلية ونظم التدريس العالمية بها .