مقال بقلم : د. مختار القاضي
مراجعة : جيهان الجارحي
الأثريون هم من يقعون في المجموعة النوعية لوظائف الآثار ، وهم مفتشو الآثار وأمناء المتاحف وأخصائيو الترميم ، بالإضافة إلى أخصائيي التوثيق والتسجيل وجميع القائمين على هذه الوظائف ، يعملون في أعمال الحفائر والتنقيب وكذلك أعمال الصيانة والترميم ، فيما عدا أمناء المتاحف الذين يقومون بأعمال التوثيق والتسجيل ، واستلام الآثار الموجودة بالمتاحف ، سواء المعروض منها داخل ڤاترينات أو مشونة بالمخازن ، أو تلك المعروضة خارج فتارين العرض أو بالحديقة المتحفية .
وأعمال الحفائر والترميم التي تتم بالمناطق الأثرية لابد أن يراعي الأثريون فيها إجراءات احترازية معينه ؛ حتى لا يتعرضوا للأخطار ولضمان حسن سير العمل ، ومنها مثلا ضرورة ارتداء بوت أو حذاء برقبة داخل منطقة الحفائر ؛ حتى يتفادى لدغات العقارب والثعابين والعناكب والحشرات السامة ، كما يتيسر له السير على الأرض الرملية أو الطينية دون أن يقوم بخلعها ، كذلك يراعي أيضا ألا يقوم الأثريون بوضع أي نوع من الروائح ، مثل الكولونيا والبارڤانات أثناء أعمال الحفر والتنقيب والترميم ؛ وذلك لتفادي لدغات النحل الذي تجذبه هذه الروائح ، فيهاجم فورا كل من يضعها بكل قوة وشراسة .
يجب أن يراعي الأثريون أيضا ارتداء البنطلونات الچينس أو الهاف چينز أثناء العمل ؛ لأنها أكثر قدرة على التحمل من غيرها من الأقمشة الخفيفة التي قد تتعرض للتمزق أو التهتك أثناء العمل الذي يحتاج إلى الكثير من الحركة والنشاط . يراعى كذلك ارتداء القمصان الهاف جينز في العمل لمتانتها وعدم تسببها في الحساسية نتيجة التعرض للشمس لفترات طويلة ، ومن المهم أيضا أن يرتدي الأثري فوق رأسه كاب أو قبعة ؛ حتى لا يتعرض لضربات الشمس أثناء العمل لساعات طويلة بالنهار أثناء الصيف أو حتى في الشتاء .
عند توجه الأثري إلى عمله وحدوث مفاجآت أثناء السفر والانتقال ، مثل تقلب الأحوال الجوية أو سقوط الأمطار بغزارة أو هبوب رياح رملية شديدة ، مثل رياح الخماسين مثلا ، فيستحسن عدم الذهاب لموقع العمل حتى لا تتعرض حياته للخطر ، سواء نتيجة حوادث الطرق أو خشية أن يضل الطريق إلى موقع الحفر الذي قد يكون في منطقة صحراوية نائية وبعيدة عن العمران ، أو فوق التلال والوديان أو حتى في البحر أو النهر . يجب كذلك أن يراعي الأثريون ارتداء الكمامات أثناء العمل ؛ خشية تعرضهم لأبخرة المواد المتطايرة المستخدمة في الترميم ، سواء داخل المعامل أو داخل المباني الأثرية ، مثل المذيبات العضوية التي تتطاير في الهواء وتسبب الإغماء والغثيان ، وخصوصا داخل المباني المغلقة .
من الواجب أيضا ارتداء القفازات البلاستيك داخل المعامل ؛ لتفادي تعرض الجلد لأخطار مواد الترميم السامة أو التصاق المون المستخدمة في الترميم بجلد الأثري الذي قد يتعرض للالتهابات والاحمرار أو الحساسية . يراعى كذلك ضرورة وجود تهوية مناسبة داخل معامل الترميم ؛ حتى لا يتسبب كثرة غلق المعمل لفترات طويلة في وجود أبخرة مواد سامة داخل المعمل ، مثل الفورمالدهايد والتنر والأسيتون والتولوين والكحول بأنواعه ، والتي تسبب الغثيان وضعف الخصوبة أو عدم القدرة على الإنجاب .
عند التواجد بالمواقع الأثرية والمعامل الخاصة بترميم الأثار ، أو حتى بالمتاحف ، يجب عدم التعرض للأشعة الضارة بالجسم لفترات طويلة ، مثل أشعة إكس أو الأشعة تحت الحمراء التي تصدر من بعض الأجهزة المستخدمة في أعمال الصيانة . أثناء التواجد في المواقع الأثرية يجب على الأثريين أيضا ارتداء نظارات شمسية لها القدرة على منع الأشعة الضارة بالعين من الوصول إليها ، مما يسبب لها الحكة والحساسية الشديدة ، وبالتالي الاحمرار أو الالتهاب ، وتكرار ذلك يؤدي إلى ضعف الإبصار ، كما أن ارتداء النظارات الشمسية يحمي العين من التعرض للأتربة والرمال والحصى المتطاير أثناء أعمال الحفر والتنقيب ، وكذلك أعمال الصيانة والترميم .