بقلم : د. مختار القاضي
مراجعة : جيهان الجارحي
رجل المخابرات ليس كأي رجل ، ووظيفته تختلف تماما عن الوظائف الأخرى ، بما فيها من سرية وكفاءة ومهارة ، مثله في ذلك مثل الوظائف التي تحتاج إلى مهارات خاصة جدا . من أهم الصفات التي يجب أن يتمتع بها رجل المخابرات ، أنه يمتلك مجموعة من المهارات العقلية التي تختلف عن الإنسان العادي ، وفقا للدور الذي يقوم به داخل منظومة المخابرات متعددة التخصصات والمهام ، مثل الأقسام المعلوماتية والتحليلية والخدمة السرية التي تعمل ضمن منظومة كافة الأقسام وغيرها .
لابد وأن يكون لرجل المخابرات مجموعة من المواهب ، مثل الحفظ والرسم ، ثم تتكون لديه بعد ذلك مجموعة من الخبرات التي يكتسبها من خلال عمله وتعدد الأقسام التي يتعامل معها . رجل المخابرات ليس سوبر مان ، ولكنه يتمتع بذكاء شديد ، حيث أن الذكاء في هذا المجال أهم وأقوى من العضلات . رجل المخابرات لابد أن يكون هادئا جدا ، ولا يكون شديد التأثر بما حوله وهي صفة هامة جدا ، وخصوصًا في المجتمعات منفلتة الانفعالات ، فلابد أن يكون لديه ثبات انفعالي طوال الوقت ، وهو ما يتم تدريبه عليه بعد وضعه تحت ظروف قاسية ، وزيادة قوة تحمله تحت أي ضغوط يتعرض لها ؛ حتى يتعلم الثبات في أحلك المواقف ، بحيث يظل يقظا وثابتا ، وبذلك يتمكن من اتخاذ القرار الصحيح ؛ لأن الحماس هو نوع من الانفعال الذي يجعله لا يتمكن من اتخاذ القرار الصائب .
لابد أن يتصف رجل المخابرات بالعقل والحكمة والهدوء في كافة المواقف التي يتعرض لها ، من خلال ما يكتسبه من صفات تم تدريبه عليها أثناء عمله بجهاز المخابرات .
من الضروري أن يتحاشى رجال المخابرات التحدث في الموضوعات التي تثير الجدل وتسبب الخلافات والشقاق والعصبية ، مثل السياسة وكرة القدم والدين ؛ لأنها قد تؤدي أحيانا إلى العديد من المشاكل .
أضف إلى ماسبق ، أن رجل المخابرات لابد وأن يتقن فنون التخفي ومهارة الاختباء والمناورات أثناء حدوث أية مطاردات ، وإجادة فنون التنكر في الملبس والمظهر العام ، كذلك لابد أن يكون سريع البديهة ، يتصرف مع كافة المواقف ويتخذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب ؛ وذلك لأن عامل الوقت قد يفرق معه كثيرا .
رجل المخابرات لايستهين بأية معلومة على الإطلاق ، فجميع المعلومات هامة مهما كانت بسيطة ، طالما تأكدت صحتها ، ولا تثير أية شكوك . عضو المخابرات لا يمكن أن يبيع بلده أو يعمل لصالح الغير ؛ لأنه لا يفعل إلا مايؤمن به لتحقيق المصالح العُلى لوطنه وشعبه ، وهو مصدر ثقه لقياداته وعلى استعداد للتضحية بروحه في سبيل وطنه ، كما لا يمكن أن يبوح بأي سر من أسرار عمله حتى لأقرب الأقربين منه ؛ لأنه يعرف قيمة المعلومة ، ويعلم أن هناك مَن يمكن أن يستغلها بطريقة سلبية .