أهم وأدق أسرارالتحنيط في العصر الفرعوني. مقال

أهم وأدق أسرارالتحنيط في العصر الفرعوني.
مقال بقلم. مختار القاضي.
مر فن التحنيط في مصر القديمه بعده مراحل حتي وصل إلي قمته في عصر الدوله الحديثه وهي علي النحو التالي.
1- عصور ما قبل الأسرات:
دأب المصريون أن الروح التي تركت الجسد عند الوفاه ستعود اليه ثانية فقد دأب القدماء علي الحفاظ علي جثث موتاهم بالطرق الطبيعية فقط ولم يلجاوا إلي الطرق الصناعية . ولهذا كانوا يكتفون بدفن الموتي في حفرات في الارض الرملية بالصحراء ، بحيث تكون ملفوفة في عدة طيات من الكتان أو جلد الحيوانات المختلفة أو ببعض اغصان الجريد المنزوع من النخل. وكانت الحراراة الشديدة المختزنه في رمال الصحراء كفيلة بتجفيف الجلد والأحشاء الداخلية وساعد ذلك علي حفظ الجثة من الفساد والتحلل كما هو ظاهر في الجثث التي اكتشفت والمعاصره للفترة ما بين 8000- 5000ق.م. وظلت هذه الطريقة الطبيعية لحفظ الجثث بدون تغيير إلي بداية عصر الاسرات حيث دأبوا علي تزيين
الجثث بالأساور الملونه ولفها بعدة طيات متعاقبة من الكتان المنسوج كما هو ثابت طوال الأسرة الأولي.
العصر العتيق:
وخلال الأسرة الثانية فقد خطوا خطوة إلي الأمام حينما وضعوا الجثه في صندوق خشبي بعد تغليفها
تماماً بأشرطة عريضة من الكتان المنسوج تبلغ العشرين طية مع العناية بتغليف كل ساق
علي حدة بطيات من القماش بحيث يتخلل كل طية كمية كبيرة من ملح النظرون الجاف (لامتصاص الماء).

عصر الدولة القديمة:

(من 2900-2600ق.م) نجد ان المصرين القدماء أحرزوا
(اثناء الأسرة الثالثة) تقدما كبيراً في فن التحنيط وذلك عندما قاموا بتغليف الجثة بعدة طيات من قماش الكتان بحيث تكون أول لفه منقوعة مسبقاً في راتنج منصهر ثم تضغط بقوة علي الجسد بحيث تاخذ نفس الشكل وتترك لتكون مكونه بذلك طبقة سمكية صلبة حوله وذلك بعد تفريغ الاحشاء الداخلية وحشوها بالكتان المغموس في الراتنج المنصهر. بدهن عطري
خاص فيما عدا الظهر حيث يدهن بدهان عطري آخر، في حين توضع الأحشاء الداخلية في أربعة أوعية جنائزية خاصة مملوؤة بمحلول من ملح النظرون ، أما داخل الجمجمة
فانهم كانوا يملأونه بمختلف أنواع الادوية والأعشاب العطرية.
كما كانوا قبل تفريغ احشاء الجسد يقومون بنقعه كاملاً في ملح النظرون لمدة أربعين يوما تزيد إلي سبعين يوما في أحيان كثيرة.
أيضا بدات في الظهور خلال تلك الفترة ، أول محاولات فنية لتلوين
الوجه بمختلف انواع الأصباغ.
عهد الدولة الوسطي:
المصريون بحقن الجسد بمادة راتنجية منصهرة عن طريق فتحه الشرج.
ومن الطريف أن بعض المومياوات كانت تحمل ثار الوشم بعد الوفاه.
في حين أن الوجه كان مغطي بطبقة صلبة لاصقة تماماً بالجلد. وكان الشعر مصبوغا باللون الأخضر وكذلك الشارب والذقن وكل الوجه مصبوغاً باللون الأصفر.كذلك كان الجسد جميعه يغلف بطبقات عديدة من قماش الكتان المغموس في راتنج منصهر في حين
أن داخل الجسد كان يحشي بنشارة الخشب مخلوطة بالكتان والراتنج علي هيئة كرات كبيرة
بحيث تكون الشرائط الكتانية الخارجية مغطاة بطبقة راتنجية حمراء في حين أن الشرائط الداخلية
سوداء اللون وبها بلورات ملحية وكذلك كان الوجه يغطي بطبقة كثيفة من الراتنج.
ومن الجدير بالذكر ان عملية تفريغ الجمجمه في ذلك الوقت كانت غير مستخدمة بعد، وكان الفم وفتحتا الآنف والعينان تحشي بمزيج من الكتان والراتنج، وعمدوا كذلك إلي وضع
الاحشاء في اوان جنائزيه مملوءة بالراتنج المنصهر يطلق عليها الأواني الكانوبيه ، أما اصابع إليدين والقدمين
فكانت مغلفة تماماً خشية أن تنفصل عن الجسد أثناء نقعه في ملح النظرون، كما جري
استخدام محلول الحناء المائي بكثرة في صبغ الجلد كمجفف له ، واثناء عصر احتلال
الهكسوس لمصر (1788-158ق.م) تداخلت بعض العادات الجنائزية الأسيوية في الحياة المصرية القديمة بحيث اثرت قليلاً في طريقة التحنيط فأصبحت الايدي والأرجل تغلف كل
علي حدة (وليست مضمونه علي جانبي الجسد ويغلف كله مره واحدة في حين انهم قاموا بحشو التجويف البطني بعد تفريغة بالكتان (وكان تفريغ التجويف يتم عن طرق فتحة جانبية في البطن)
ولم يقوموا بتفريغ جمجمة الرأس واكثروا من استخدام التوابل العطرية في دهان كل أجزاء الجسد.
أما في عصر الدولة الحديثة:
فقد تطور التحنيط تطوراً كبيرا فنجد في الأسرة الثامنه عشر
انتشرت طريقة تفريغ جمجمة الرأس كجزء اساسي من عملية التحنيط كما ذكره هيرودوت ثم قاموا بحشوها بشرائح من الكتان المغموسة مسبقاً في الراتنج المنصهر
من خلال فتحة الانف أو من خلال ثقب في مؤخرة العنق بحيث كانت الفقرة العليا منها تنزع بدقة متناهيه مما يدل علي أن المصريين القدماء كانوا علي درجة كبيرة من التقدم في الجراحة ، كما زاد استخدامهم لكميات كبيرة من الراتنج بغرض الحفاظ الجيد لجسد المتوفي عند ما يجف.
وشاعت طريقة غمر الجسد كله في حمامات خاصة رأسية مملوءة بملح النظرون لمدة (40) يوم بحيث يكون الجسد في وضع (راسي) وخلال فترة تنفصل البشرة الجلدية عن الجسم حاملة معها الشعر. كذلك شاعت عادة تغليف الاصابع برقائق من المعدن أو من شرائح كتانية مثبته بخيوط باحكام
تام خشية انفصالهم وسقوطهم وضياعهم نهائياً. اما فروة الرأس فكانت دائما متواجدة بسبب تخمر الجسد كلة في ملح النظرون وابقاء الراس بأكملة خارج الحمام الملحي. وفي أثناء الأسرتين التاسعة عشرة والعشرين: كانت مواد التحنيط المستخدمة بعد أخراج الجسد من حمام ملح النطرون وهي الكتان وشرائح من قماش الكتان المشبعة بالراتنج ونشاره الخشب المخلوطة بالراتنج المنصهر والرمل المخلوط بالراتنج وحشو التجويف البطني والمكون من نبات الشيبة. وقد وجد بعض المومياوات مغطاه تماماً بطبقة كثيفة من الراتنج.
فيما عدا الرأس والتي كانت تحوي بصلتين صغيرتين مكان العينين.
وفي عهد الأسرة الحادية والعشرون: حدث تطور سريع في فن التحنيط ادي إلي محاولة المحنط بكل ما في طاقته وفي وسعه الحفاظ علي المظهر الخارجي للجسم وذلك عن طريق تغطيتة بمزيج من الصمغ.
وكذلك عمدً إلي وضع أعين صناعية في تجويف العيون مصنوعة
من الزجاج او الفخار المحروق الملون او الاحجار الكريمة.
أما الاحشاء الباطنية فقد حفظها في اوان فخارية جنائزية واكتفوا بلفها مع بعضها ثم توضع في التجويف البطني مرة اخري وحشو الفراغ المتبقي بنشارة الخشب.
أما في عصر الأسرة الثانية والعشرون والعصر المتأخر فقد قلت جودة التحنيط في
هذه الفترة ويعبر عصر الدولة الحديثة بمثابة عهد النهضة المصرية القديمة ونتج عن ذلك:-
حدوث تطور كبير في فن التحنيط كالتالي.
1- أحداث فتحات جراحية دقيقة في الجسم مثل عمل فتحه في مؤخرة العنق وازالة الفقرة العظمية العنقية الأولي.
2- أجراء عملية جراحية علي مستوي واسع لتفريغ محتويات الجمجمة .
3- اجراء التجارب العلمية المختلفة علي المواد المستخدمة في حشو الجسد .
4- احداث فتحة في مؤخرة الجمجمة لطرد الارواح الشريرة.
5- كثرة استخدام الراتنج وملح النطرون وأنواع اخري في الأملاح.
6- استخدام الصمغ كدهان للجسد.
7- الاهتمام الكبير بالمعالم الخارجية للمومياء. اما عن مكان التحنيط:
هذا المكان كان ينقسم إلي ثلاثة اقسام

الأول : كان مباح لدخول الجميع وكان يحتوي علي الادوات الصناعية المطردة.

الثاني : لا يدخلة الا المدرس الذي يقوم بعملية التشريح.
الثالث: وهي المكان الذي توضع فيه المواميات المحنطة وتسلم بعد تحنيطها إلي اهلها.
ويبدو أن محل التحنيط كان مكاناً مؤقتاً علي هيئة خيمة تقام للمتوفي المراد إجراء عملية التحنيط له.
وعندما تنتهي العملية تتم أزاله هذه الخيمة وكانت تقام في الغرب قريبة من مكان الدفن وكان يطلق عليها اسم (خيمة الرب) اما الكلمة المصرية التي كانت تطلق علي مكان التحنيط كله
هي “وعبت” المعني الطاهر” أو كلمة اخري بمعني “دار الأله الطاهر” .

أنواع التحنيط

ينقسم التحنيط إلي نوعين
1-انسان 2- حيوان
والانسان ينقسم إلي (ملوك وافراد)
وتوجد ثلاثة انواع لتحنيط الأفراد
1- نوع غإلي 2- نوع متوسط 3- نوع رخيص
أما الحيوان : –
فقد قام المصري القديم بتحنيط الحيوانات المقدسة مثل بتاح في صورة عجل والاله أمون في صورة كبش والالهة حتحور في صورة بقرة.
أدوات التحنيط:
تشمل الآلات الجراحية التي استخدمها قدماء المصرين في الاغراض الطبية
بصفة عامة ومنها العمليات التشريحية الخاصة بالتحنيط.
1- الأزميل وكانوا يثقبون به العظمة المصفوية بالانف
2- القضيب علي شكل سنارة ليقطعوا به أغشيه المخ (الجفت)
3- المشرط: استخدمت لعمل الثقب الجانبي بجدار البطن لاستخراج الاحشاء
4- المقص والابر والملقاط والموس:- تستخدم لقطع الحجاب الجانبي لاستخراج الرئتين وفصل المعدة والأمعاء والكبد والطحال والمثانه بعضها عن بعض
وابرة الحياكة التي استخدمها لخياطة شق البطن.
5- الفرشاه: لتنظيف فراغ البطن بعد استخراج الأحشاء والتي استخدمت ايضا لعلاج
الاحشاء وكذلك لعلاج سطح الجسم بالراتنج المنصهر.
6- أواني الاحشاء (الكانوبية)
هي أوعية من الفخار أو المرمر كانت تستخدم لحفظ احشاء الميت عند نزعها من جسمة اثناء التحنيط وهي تتكون من الرئتين والكبد والأمعاء والطحال كانت تحفظ في محلول ملحي في صندوق .
وأقدم الأمثلة علي ذلك هو الصندوق المرمر المربع المقسم إلي اربعة اجزاء الخاص بالملكة
(حتب حرس) وعثر داخل الصندوق علي بقايا احشاء محفوظة في محلول ملحي . وفي الدولةالحديثة كانت توضع الاحشاء في اواني ذات اغطية علي هيئة رؤوس بشرية ثم وضعه في توابيت ومن أهم الأمثلة علي ذلك التوابيت الصغيرة الخاصة بالملك توت عنج آمون المصنوعه
من الذهب. وفي نهاية الدولة الحديثة وبداية الأسرة 21. أخذت الأواني ذات أغطية علي هيئة
أبناء
حورس الاربعة . وقد ارتبط كل اناء منهما بجزء خاص من أجزاء الجسد ويأخذ المعبودات الآربعة وهي كما يلي:
1- امستي (راس أنسان) للكبد
2- حابى (راس قرد) للرئتين
3- دوا- موت – أف (رأس ابن أوي) للمعدة
4- قبح – سنو – أف (رأس صقر) للأمعاء
اما عن تسمية اواني الاحشاء باسم الآواني الكانوبية فذلك يرجع إلي منطقة كانوب
وهي مدينة ابو قير الحالية بعد الاغريق. وكان معبودها المحلي يأخذ شكل أوزير في هيئةإناء مصمت ، تعلوه رأس أوزير. ولما كان هذا التمثال يشبه أواني الاحشاء . ولا سيما
بعد تغطيتها بغطاء الرأس الأدمي، ولذلك أطلق علي هذه الأواني اسم الآواني الكانوبية.

1- الخطاف لعمل طقس فتح الفم :-
هي أهم الطقوس الجنائزية حين كان يتم هذ الطقس علي مومياء المتوفي قبل دخولها
المقبرة مباشرة لاعادة القوي الحيوية لكل اعضاء المتوفي حتي يتمكن من أستقبال الروح، كان يعتقد انهما سوف تمنح الشخص الذي يعيش في الحياة الآخري قدرة كاملة علي استعمال فمة ليشرب و ويأكل ويرشد الناس يقوم الكاهن المرتل “سم” بإداء الطقس
– التوابيت:
كان التابوت احد الاشياء الضرورية للدفن في مصر القديمة فهو واقي لجسم المتوفي من رمال الصحراء . واختلفت التوابيت بأختلاف العصور وانتشر التابوت في هيئة ادمية مع بداية الدولة الحديثة والمزود بقناع يصور ملامح الوجه ومزخرفة بفقرات من كتاب الموتي وهناك التابوت المستطيل.
مواد التحنيط
1- النطرون: هو عبارة عن مزيج من كربونات وبيكروبات الصوديوم وكان يستخدم
علي هيئة محلول أو ملح جاف لتجفيف الماء الموجود في الجسم.
وكان يوجد في ثلاث اماكن 1- النطرون 2- البحيرة 3- اقليم الكاب باسوان
2- الجير: ظن انه استخدم لازالة البشرة والدليل علي ذلك وجود مومياء تنقصها البشرة ويحتمل
أن هذا الجير نزل علي الجثة وقت نزولها المقبرة أو وقت
خروجها منها واحتمال أن هذا الجير هو ناتج من النطرون.
3- الملح: كان يستخدم لحفظ الاسماك فمن المحتمل أنه استخدم في التحنيط حيث استخدم لتجفيف الجثه حيث وجد ملاحقاً للجثة.
4- شمع النحل: استخدم لتغطية منطقة الاذنين والعينين والانف والفم وشق البطن والدليل
علي ذلك وجود طبقة علي مومياء من الاسرة الحادية عشرة وبالتحليل اتضح انها شمع النحل.
5- القار: استخرج من البحر الميت واستخدم في مصر لحفظ الموتي ويبدوا أنه استخدم في تحنيط المومياوات الغير أدمية مثل الطيور.
6-الكاسيا والقرفة: هما عبارة عن توابل كانت تستخدم في الحشي مكان الاحشاء
وتوضع في لفافات داخل الجسم ، وذكرت هذه المواد في برديه هاريس. 7- زيت الارز: يوجد اختلاف في الرأي من ديودورس وهيردوت في كيفية استخدامة حيث
يقول احدهما أنه استخدم لحقن الجثه والاخر قال انه استخدم لدهان الجثة
8- الحناء: استخدمت لتعطي الدهانات رائحة ذكية وايضا لصبغ الاقدام والاظافر والايدي والشعر
والدليل علي ذلك نجد كثير من المومياوات مصبوغة باللون الاحمر.
9- حب العرعر: لاينمو هذا النبات في مصر وكان يوضع في المقبرة وعلي المومياء حيث إتضح ان له استخدامان أما لحماية الجثة وأما طقوس وتنبية ولو كان لحماية الجثة
لم يكن ليؤدي إلي وضعه في المقبرة اذا هو كان يستخدم كطقوس دينية.
10- الاشن: كانت تحشي به البطن مكان الاحشاء.
11- البصل: وجد بين لفائف المومياوات وفي التوابيت وكذلك وضع القش علي العين ويتضح أنه كان
يوجد عندهم اعتقاد أن هذا البصل يساعد علي البعث والخلود مرة اخري.
12- عرقي النخيل: استخدم لغسل تجويف الجسم والاحشاء اثناء عملية التحنيط
13- الراتنجات: هي عبارة عن نبات عديم الشكل وقابل للاشتعال وكان يستخدم قبل عملية التحنيط كبخور ولكن بعد عملية التحنيط استخدام كدهان وكمادة لاصقة وأيضاً استخدم في الحشو مكان الاحشاء.
14- الكتان: كان يستخدم علي شكل لفافات كانت تشبع بالراتنج وتحشي مكان الاحشاء وكانت تستخدم
علي هيئة لفافات لتعمل علي تجفيف الماء الموجود في الجسم.
15- نشارة الخشب: كان زو رائحة طيبة فمن المرجح انه من
خشب العرعر وكان يستخدم للحشو مكان الاحشاء.
تطورت عملية التحنيط في العصور المختلفة إلي أن بلغت أقصي درجاتها في عصر الدولة الحديثة،
وتعتبر مومياوات الملوك تحوتمس الأول وأمنحتب الثاني وسيتي الأول ورمسيس الثاني ،
والملكة نجمت من أروع الأمثلة علي مدي اتقان المصري القديم لعمليات التحنيط ونجاحة في احتفاظ الجسم بملامحة وأنسجته الأصلية.
وضع الجسم علي لوحة التشريح.عند وصول الجسم إلي معمل التحنيط وكان يسمي قديما ببيت التطهير (بروعبت)أو البيت الجميل (برنفر) كانت تنزع عنه كل الملابس ثم يوضع علي لوحة خشبية لآجراء العمليات الجراحية لاستخراج المخ والاحشاء وقد وجدت احدي هذه اللوحات بمعبد الدير البحري. وبعد وضعه علي سرير التطهير كان يدلك الجسم بالزيوت النباتية العطريه ثم يشطف بماء النيل
استخراج المخ:
لما كان المخ من الانسجة التي تتعفن بسرعة فقد حرص المصريون علي ان يبدؤا باستخراجه أولا عن طريق العظمة المصفوية بالانف وذلك بقضيب ملتوي من النحاس أو البرونز علي شكل ملعقة.
استخراج الاحشاء:
كان لاستخراج الاحشاء سببان: السبب الأول فني لان فضلات الطعام التي كانت بها
وكذلك بعض الانسجة الدهنية فيما بينهما قابلة للتعفن بسرعة فيما عدا القلب والكليتين اذا ان أنسجتهما عضلية قوية ، السبب الثاني ديني كما جاء في احدي البرديات
من القرن الثالث الميلادي التي تقول (إنني لم اقتل أي شخص ولم أخن الأمانه ولم ارتكب خطيئة
من الخطايا المميتة ولكن اذا كنت قد ارتكبت خطيئة في اكل أو شرب ما هو محرم فان الذنب لم يكن ذنبي بل هو ذنب هذه الأحشاء ).
وكانت الاحشاء تستخرج من شق كان يعمل إلي الجانب الايسر من البطن وقد وصف ديودور الصقلي
الطقوس التي كانت تجري في هذه العملية فقال ان شخصا ما كان يلقب بالكاتب كان يعين مكان الشق في الجانب الايسر من البطن ثم يأخذ ما يسمي بالقاطع حجراً نوبيا ويقطع به جدار البطن ومن خلال هذا الشق كانت تستخرج اولا كل محتويات الفراغ البطني وهي المعدة ، والكبد والطحال والامعاء الغليظة والامعاء الدقيقة ، أما الكليتان فقد كانتا احيانا تتركان
في مكانهما بالبطن واحيانا تنزعان مع باقي محتويات الفراغ البطني ثم يعمل شق في الحجاب الحاجز ، ومنه تستخرج محتويات الفراغ الصدري فيما عدا القلب والاوعية
الدموية الكبري المتصلة به اذ كانت للقلب اهمية خاصة لديهم فقد كان يعتبر مركزاً الشعور الطيب والاحاسيس الانسانية الرقيقة وخاصة الرحمة والحب .
والمسئول عن وجود الشخص كما كانت له أهمية عقائدية تقضي بتركة في الجسم اذ اعتقدوا ان القلب كان يوزن في عملية الحساب فاذا ثقل كان صاحبه قد اقترف ذنوبا كثيرة وحق عليه العقاب واذا تساوي مع علامة العدل في الميزان ان صاحبه شخصيا بارا
لم يقترف ذنوباً كثيرة ولذلك يحق له ان يدخل دار النعيم مع أوزوريس رب العالم
الاخر ولذلك كانوا يضعون بجوار القلب في الكثير من الاحيان جعرانا (علية نص) يسمي جعران القلب .
تعقيم فراغي الجسم والاحشاء:
كان الفراغان البطني والصدري يعقمان بغسيلهما بنبيذ النخيل، كما كانت الاحشاء
تفرغ من فضلات الطعام وتغسل جيداً بالماء ثم تعقم بغسيلها هي الاخري بنبيذ النخيل ،
كان نبيذ النخيل يحتوي عادة علي كحول بنسبة 14% تقريباً، ومما يذكر ان الكحول
لا يزال من أهم المواد المعقمة المستخدمة في الأغراض الطبية حإلياً.
تحنيط الاحشاء:
كانت الاحشاء بعد تعقيمها تحنط بوضع كل جزء منها في ملح نطرون جاف علي سرير صغير مائل إلي أن يستخلص كل الماء الذي بها وتجف تماماً، ثم تعالج بالزيوت العطرية والراتنج المنصهر وتلف في اربع لفافات مستقله توضع كل منها في بعض الاحيان في تابوت صغير قد يكون من الذهب كتوابيت احشاء توت عنخ امون او من الفضة كتوابيت احشاء شاشنق ثم توضع هذه التوابيت أو اللفافات بين توالبيت في اربع أوان تسمي بالاوان الكانوبية اغطيتها يحمل كل منها اسم احد اولاد حورس الاربعة، وقد شكلت رؤوس هذه الاواني علي شكل راس ادمي حتي اواخر الاسرة 18. ولكنها
شكلت بعد عهد هذه الاسرة طبقا للأشكال الفعلية لاولاد حورس الاربعة ، وهي ايمستي
علي شكل راس ادمي وتحتوي علي الكبد وحابي علي شكل راس قرد يحتوي
علي الرئتين . وداموتف علي شكل راس ابن اوي ويحتوي علي المعدة وقبح سنوف راس صقر ويحتوي علي الأمعاء واخيراً كانت هذه الاواني توضع في صندوق الاحشاء يعلوها احياناً تمثال للإله انويبس اله الجبانه والتحنيط.
– حشو فراغي الجسم بمواد حشو مؤقته:
– كان الفراغان البطني والصدري يحشوان بمواد حشو مؤقته تتألف من ثلاث أنواع من اللفافات: لفافات بها نطرون لاستخلاص ماء الجسم من الداخل ولفافات من قماش الكتان لامتصاص الماء المستخرج، ولفافات من قماش الكتان تحتوي
علي مواد عطرية إكساب الجسم رائحة طيبة في اثناء عملية التحنيط الرئيسية.
استخلاص ماء الجسم وتجفيفة:
وهذه هي العملية الرئيسية في التحنيط وكانت تعتمد عمليا علي استخراج الماء من أنسجه الجسم وذلك بوضع الجسم إلي كومة من ملح النطرون الجاف علي سرير التحنيط
وهو سرير مائل من الحجر في نهاية فتحه صغيرة تؤدي إلي حوض تتجمع فيه السوائل
التي تستخرج من الجسم ويبدوا ان هذه العملية كانت تستغرق أربعين يوماً ومن هذا يبدو ان العملية الرئيسية للتحنيط هي تجفيف الجسم علي سرير التحنيط كانت تستغرق
اربعين يوماً علي حين استغلت الايام الثلاثون الباقية من السبعين يوما اللازمة لعملية التحنيط كما جاء في كثير من النصوص المصرية القديمة لاجراء باقي التحنيط وتلاوة الطقوس والصلوات المتعلقة بها كما جاء في كتاب (طقوس التحنيط) استخراج مواد الحشو المؤقتة من الجسم:
يرجح انه بعد الأربعين يوماً التي استغرقتها عملية التجفيف كان الجسم يرفع من النطرون وتستخرج من فراغيه مواد : الحشو المؤقتة اذ كانت قد تبللت بالماء المستخرج
من داخل الجسم ولو تركت به لادت إلي تعفن انسجة الجسم، وكانت توضع في أوان خاصة
تطمر في حفرة خاصة أو غرفة صغيرة بجوار المقبرة ، وقد وجدت منها عينات كثيرة كانت
من ضمن اهم الوثائق التي ساعدت علي كشف تفاصيل عملية التحنيط.
حشو فراغات الجسم بمواد حشو دائمة:
بعد استخراج مواد الحشو المؤقته يبدو أن فراغي الجسم كانا يغسلان بنبيذ النخيل مرة أخري
ثم يملئان بمواد حشو جافة جديدة تشمل لفافات من القماش بداخلها ملح نطرون ونشارة خشب
ومر وقرفه وكاشيا ولفافات من قماش الكتان مشبعة براتنج وبصلة أو بصلتين في بعض الاحيان ، كما كان فراغ الجمجمة يملأ برانتج أو قماش كتان مغموس في الراتنج المنصهر ، ثم كانت تشد
حافتاً الشق البطني إلي جانب بعضها وبثبت علي الشق لوح معدني أو من شمع النحل علي شكل عين حورس ، ويثبت هذا اللوح في موضعه علي الشق براتنج منصهر لسد شق البطن وفي بعض الاحيان كان الشق يحاط بخيط من الكتان. دهان الجسم بمواد عطرية:
كان كل جسم يدهن بزيت الارز ودهانات عطرية أخري. وبذلك كل سطحه بمسحوق المر والقرفة ، لاكسابه رائحة عطرة .
حشو فتحات الجسم:
كانت فتحات الانف والاذنين تسد بقطع من قماش الكتان المغموس في الراتنج المنصهر ،
أما العينان فكان يوضع بكل منهما قطعة من هذا القماش المشبع بالراتنج تحت الجفن لكي تبدو العينان غير غائرتين بل في مستواهما الطبيعي في الحياة بقدر المستطاع.
علاج سطح الجسم براتنج منصهر:
كان كل سطح الجسم يعالج براتنج منصهر بفرشة عريضة وذلك لسد مسام الجسم حتي
لا تتعرض انسجة الجسم لتاثير الرطوبة مرة أخري ، وبذلك لا تتمكن بكتريا التعفن من العش علي انسجته ، كما ان الراتنح ايضا يقوي بشرة الجسم ويجعلها اكثر تماسكاً.

وضع الحلي والتمائم ولف الجسم باللفائف:
حرص المصريون علي تزيين الجسم بكثير من الحلي فقد وجد عل ي مومياء توت عنج أمون 143 قطعة من الحلي المختلفة من الخواتم ومن الاقراط والعقود والأساور والصدريات والتمائم المختلفة ،
كما وضعوا في بعض الاحيان حول الوسط حزاما من الخرز في وسطه دلاية علي شكل صقر جاثم من العقيق الاحمر بحيث يقع فوق شق التحنيط كتميمة لحماية الشق ووقائية ثم يلف الجسم كله بلفائف من الكتان التي تلصق بعضها ببعض بالراتنج أو بالراتنج الصمغي العطري.
وبعد انتهاء كل هذه العمليات والطقوس التي تصاحبها تجري علي المومياء عملية خاصة هي عملية فتح الفم التي يلمس فيها الكاهن الاعظم فم المومياء بقضيب.

  • Related Posts

    الأربعاء… ليلة أدبية تفاعلية بنكهة “إسبانية .. نرويجية… تشيكية” في قلب القاهرة

    كتب ابراهيم احمد ينظم معهد ثربانتس بالقاهرة (المركز الثقافي الإسباني)، أمسية أدبية تفاعلية مجانية للترويج لأعمال الأدب الأوروبي المعاصر. وذلك في تمام السابعة مساء الأربعاء 20 نوفمبر الجاري، بمقر أكسس…

    وفد مصري يشارك في حوار معمق حول التعليم العابر للحدود بدعوة من المجلس الثقافي البريطاني

    كتب ابراهيم احمد شارك وفد من مصر مؤخراً في فعالية الحوار المعمق حول التعليم العابر للحدود، التي نظمها المجلس الثقافي البريطاني في مانشستر، المملكة المتحدة، في الفترة من 12 إلى…

    You Missed

    الشيخ سلطان بن خليفة بن شخبوط يكرم مجموعة يلا خلال فعاليات مؤتمر المطورين في الشرق الأوسط و شمال أفريقيا 2024

    الشيخ سلطان بن خليفة بن شخبوط يكرم مجموعة يلا خلال فعاليات مؤتمر المطورين في الشرق الأوسط و شمال أفريقيا 2024

    الإعلامية عائشة الرشيد : الرئيس الامريكي دونالد ترامب شعاره إسرائيل قبل كل شيء

    الإعلامية عائشة الرشيد : الرئيس الامريكي دونالد ترامب شعاره إسرائيل قبل كل شيء

    الإعلامية عائشة الرشيد : إنتقام ألمانيا وفرنسا من روسيا

    الإعلامية عائشة الرشيد : إنتقام ألمانيا وفرنسا من روسيا

    الإعلامية عائشة الرشيد : الإمارات دولة رائدة في الذكاء الاصطناعي

    الإعلامية عائشة الرشيد : الإمارات دولة رائدة في الذكاء الاصطناعي

    الإعلامية عائشة الرشيد : الإمارات تدعم حل الدولتين ومنح الفلسطينيين حق تقرير المصير

    الإعلامية عائشة الرشيد : الإمارات تدعم حل الدولتين ومنح الفلسطينيين حق تقرير المصير

    مصر تستضيف الدورة الثانية للحوار العالمى لحوكمة الذكاء الاصطناعى بين مجموعة عمل الاتحاد الإفريقى للذكاء الاصطناعى ومنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية OECD

    مصر تستضيف الدورة الثانية للحوار العالمى لحوكمة الذكاء الاصطناعى بين مجموعة عمل الاتحاد الإفريقى للذكاء الاصطناعى ومنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية OECD