مقال بقلم : د. مختار القاضي
مراجعة لغوية : جيهان الجارحي
تعتبر الفيوم من أغنى المحافظات المصرية بالمناطق السياحية والتاريخية والمحميات الطبيعية ، ويطلق على الفيوم اسم مصر الصغرى ؛ وذلك لتعدد البيئات فيها من الفلاحين والحضر والبدو والصيادين ، وجميعهم يتعايشون مع بعضهم البعض في وئام وود كبيرين . هناك الكثير من المعالم الأثرية والسياحية التي تشتهر بها محافظة الفيوم منذ عصور ماقبل التاريخ ، مرورا بالعصر الفرعوني فالعصر اليوناني الروماني ، ثم العصرين القبطي والإسلامي ، بالإضافة إلى المحميات الطبيعية الرائعة . ومن أهم المحميات الموجودة بالفيوم محميتا قارون والريان ، وهما محميتان طبيعيتان تحويان بقايا متحجرة لفيل الفيوم القديم والتماسيح وغيرها من الحفريات ، بالإضافة إلى وادي الحيتان وجبل النهود ، والتي كان يمر بها سباق رالي الفراعنة منذ عدة سنوات .
ومن أهم المعالم الأثرية في محافظة الفيوم أيضا ، والتي تلقى الكثير من الإعجاب لدى السائحين العرب والأجانب ، أهرامات هوارة واللاهون وهرم سيلا ، وكلاهما مشيد من الطوب اللبن ، ويعودان إلى عصر الدولة الوسطى ، بالإضافة إلى مدينة ماضي الأثرية التي تحتوي على المعبد الوحيد الباقي في مصر ، من عصر الدولة الوسطى ، وهو معبد صغير به طريق يقف على جانبيه أسود رابضة منحوتة من الحجر الجيري ، وقد شيد هذا المعبد الملك إمنمحات الثالث ، وأكمله من بعده الملك سنوسرت الرابع ، وهذه المنطقة تعتبر متحف مفتوح وقد عملت بها البعثات المصرية والإيطالية .
يوجد بمحافظة الفيوم أيضا متحف آثار كوم أوشيم الذي يتكون من دورين ، ويحتوي على آثار من عدة عصور ، منها العملات والنسيج والفخار والخشب والمعادن والخرز وغيرها . كذلك توجد مدينة ديمية السباع الأثرية والتي يرجع تاريخ بنائها إلى العصر اليوناني الروماني ، ويحيط بها سور فخم كبير مشيد من الطوب اللبن ، بالإضافة إلى قصر الصاغة وقصر قارون ، وهو معبد لعبادة الإله دينوسس ، إله الخمر لدى اليونان ، والعلاقة له بالفرعون قارون الذي جاء ذكره فى القرآن الكريم ، والذي يتكون من ثلاثة أدوار وبه نقوش تمثل الإله سوبك إله الفيوم ويرمز له بالتمساح ، والإله دينوسس إله الخمر لدى اليونان ، ولايزال المعبد يحتفظ بعناصره المعمارية حتى الآن ، وهو معبد فخم يقبل عليه الزوار بكثرة نظرا لروعته وجمال بنائه .