الجميع مخترق والعالم على حافة الهاويه …الانهيار العظيم …كتب الشريف المستشار اسماعيل الانصارى
الجميع بات يؤمن انه لا وجود لقوى عظمى على وجه الأرض تستطيع ان تدعى بان لديها من الاجهزه الامنيه والمخابراتيه ما لا يستطيع احد اختراقها وتجاوز الخطوط الحمراء لها او الاقتراب منها والحقيقه ان جميع حكومات وانظمة الحكم فى العالم اصبحت مخترقه وغير محصنه ويسهل فك شفرات امنها المعقده مهما كانت تمتلك من قدرات تكنولوجيه وعسكريه واقتصاديه ومخابراتيه ….وساهم فى ذلك زيادة وتيرة الصراع والتصادم والحروب خلال السنوات السابقه والغير مبرره والمخالفه لكل المواثيق والمعاهدات والبروتوكولات والالتزامات الدوليه على وجود اختراقات ضخمه على كافة الاصعده الدوليه ….وانه لامكان لاى قوى عالميه الان ان تفرض على الاخرين سياسة الامر الواقع بالقوه العسكريه والتى تسببت فى زيادة الامور تعقيدا حتى افقدت شعوب العالم الامل فى ان يكون هناك حلول فى قادم الايام تنقل للبشريه رسائل طمأنينه وسلام وأمن وامان مجتمعى لا دمار فيه او سفك دماء …..لقد اصبح العالم الان على حافة الهاويه ……
والسر فى ذلك انه لم يعد بمقدور اى قوى عظمى الان السيطره والهيمنه وقيادة العالم بمفردها لان الجميع بات مخترق الاصدقاء منهم والاعداء والحلفاء والخصوم …. ان طبيعة الاختراقات انها تصنع معارك خفيه طويلة الامد تم التجهيز والاستعداد لها بقوه خلف الستار وفى الغرف المغلقه لحسم مواجهات قادمه سوف تحدث لا محاله لصالحها وهذا ما يحدث ويراه ويتابعه ويعيشه العالم الان ..وتلك الاختراقات مع مرور الزمن جعلت دول العالم جميعها متكافئه الضعيف منها والقوى والصغير منها والكبير ولا يمكن لقوى ما التغلب على غيرها مهما بلغ ضعفها ….. ومما زاد من الامر سهوله فى الاختراق ان الضعفاء استطاعوا بمهاره شديده استخدام ذات الطرق والقواعد والاساليب التى تتبعها الدول العظمى فى الاختراق فاستطعوا التغلب عليهم حتى فوجئ الجميع بانهم على قدم المساواه مع بعضهم البعض …
……والسر فى استخدام الاختراقات ……
انها بدأت مع بداية نظرية صناعة الاعداء التى أطلقتها الدول العظمى وانفقت عليها من ميزانيات الشعوب عشرات التريليونات كانت هى البوابه التى سمحت للجميع بامتلاك قوة الاختراق ..حتى باتت كل انظمة العالم واداراتها مخترقه وان جميع قراراتها يمكن توقعها من خلال مراكزهم الاستراتيجيه وقنواتهم الاعلاميه وتحركاتهم وتصريحاتهم الدوليه والتى كشفت للجميع كل مخططاتهم القادمه … ونقول للجميع بكل صدق انه ليس امام العالم الان الا التعايش فى سلام وتجنب كل انواع الحروب المباشره والغير مباشره المعلنه او التى تنسج فى الخفاء …وان اى دوله عظمى لن تستطيع قيادة العالم بمفردها لان كل نظرياتهم التى استطاعوا بها الهيمنه والسيطره والتحكم اصبحت الان مخترقه وفاشله ونتج عنها ضعف الجميع …ومن المؤكد ان العالم الغافل سوف يستيقظ يوما فيجد ان الامور انقلبت راسا على عقب ….وان قطار السلام مر عليهم ولن يعود …