القروض الاستهلاكية…وضعف القوه الشرائيه …كتب الشريف المستشار اسماعيل الانصارى
عندما لا يجد محدودى الدخل فرصه فى تجاوز اعباءه الماليه والوفاء بالتزاماته المعيشيه الا من خلال الاستدانه واللوجوء مضطرا الى القروض الاستهلاكية والتى ياخذها بنسبة فائده كبيره فان ذلك يعطى مؤشرا على ان القدره على الانتاج لزيادة المعروض لتغطية كافة الاحتياجات المعيشبه التى تتطلبها حياة المواطن انحرفت عن مسارها الصحيح واصبحت هى وحياة المواطنين فى مهب الريح… مما حدا بالمستثمرين فى ظل هذه الظروف بتحويل مجرى استثمارتهم وتوجيهها الى قروض استهلاكية للوفاء باحتياجات المواطنين الذين هم فى امس الحاجه اليها مع اخذ كل الضمانات الكافيه لاستيفائها منهم وقت حلول السداد فاما ان يسددها فى مواعيدها المستحقه عليه واما ان يسجن لعجزه عن السداد ….وسبب لوجوء المستثمرين لهذا المنحى ان راس المال جبان ولرغبتهم فى تامين اموالهم وتجنبهم مخاطر الانتاج وتقلب الاسعار وغياب الاسواق والمنافسه غير العادله والزياده الفلكيه فى ادوات الانتاج وارتفاع الاجور والضرائب وضعف القوه الشرائيه للعمله الوطنيه … من هنا بدات العمله الوطنيه رحلتها فى التراجع وبدات تترنح حتى اصبحت الحى الميت وعلى وشك الانهيار …. وسبب ما نحن فيه الان من ظروف اقتصاديه صعبه دمرت حياة المواطنين اننا كنا فى الماضى ننتج ما نحتاجه ونستهلكه حتى بدانا فى تطبيق النظريه الاستعماريه الاقتصاديه الفاسده وهى الانفتاح على الأسواق العالميه لاستيراد كل نحتاج اليه بتكلفه اقل من انتاجه فى الداخل حتى سقطنا مع مرور السنين فى مصيدة توقف عجلة الانتاج لكثير من المنتجات والسلع والخدمات حتى اصبحت تكلفة استرادها الان خمسين ضعف ما كنا نحتاجه لانتاجها وتقديمها فى الماضى فساهم ذلك بمرور الوقت الى فقد العمله الوطنيه لقوتها الشرائيه واصببت بالشلل فلا هى تقوى على الانتاج او على الاستيراد من الخارج فما كان من التجار والمصنعين الا السير فى طريق واحد هو اللجوء الى اخذ التوكيلات والعلامات التجاريه من الخارج وفتح اسواق لها لى فى الداخل
فبدأ الخراب الاقتصادى ياكل الاخضر واليابس وزادت على المواطنين فجوه الاعباء المعيشيه حتى اتسعت فابتلعت حياة المواطنين وحولتها الى كتله من النار يكوى بها هو وأولاده وافراد أسرته وعائلته بالليل فلا يهنئ بالنوم وبالنهار فيجن جنونه ومهما حاول الخروج منها فانه يجد نفسه قابع فى وسطها يتعذب ويحترق دون ان يجد احدا يمد له طوق الإنقاذ او يخفف عنه تلك الاعباء قليلا …. ولان المواطن ليس له ذنب او يد فيما يحدث له ويقع عبء حل هذه الكارثه على عاتق الدوله وفى رقبة الحكومه لانها هى من تسببت فى ذلك حينما قامت بتحميل المواطنين بمزيد من الاعباء لتغطية انفاقتها التى تتزايد دون توقف فلا هى قادره على ترشيد الانفاق ولا هى قادره على دعم الاستثمار وتوفير ظروف امنه لوجوده ولا هى تتيح للمنتجين فرصة التواجد والمنافسه بازالة بعض العقبات الاداريه وتيسيرها عليهم … والحل الان وقبل كل شئ هو غلق كل ابواب الاقتراض الاستهلاكى التى يلجأ اليها المواطنين لتغطية تكاليف ومتطلبات حياتهم والسماح بتوفير ضمانات اجتماعيه حقيقيه تسمح لهم بان يعيشوا فى اجواء هادئه دون ضغوط تهلكهم وهذا يمكن تحقيقه ببعض الاجراءات دون ان يحمل ذلك على الدوله اى اعباء ماليه ..حفظ الله الاوطان من شر الاقترلض والمواطنين من شر السؤال والحاجه