المخابرات العامه المصريه وحرب الجواسيس وسر اعدام عميل اسرائيل الاثيوبى

سر الجاسوس الأثيوبي الذى تم إعدامه وعلاقته بالموساد الإسرائيلى .
مقال بقلم . مختار القاضى .
عقب إحتلال إسرائيل لدوله فلسطين حرص المحتل الأسرائيلى على معرفه أخبار الدول العربيه فكثف من تواجده فيها عن طريق عملاؤه كما كون شبكه جواسيس كبيره أغدق عليهم الأموال والشهوات فى سبيل التجسس على الأحوال العسكريه والإقتصاديه وإتجاهات الرأى العام فى كل دوله من هذه الدول بعد أن أصاب الخوف والرعب إسرائيل من رد فعل العرب على إحتلال فلسطين . كانت إسرائيل تقوم بفتح شركات لها فى هذه الدول وتعلن عن إحتياجها إلى موظفين فيتقدم من يرغب فى العمل دون أن يعلم طبيعه عمل هذه الشركات التى يديرها الموساد الإسرائيلى . قام الموساد بفتح إحدى الشركات التابعه له فى آثيوبيا وهى شركه تأمين على الحياه كستار لأعمالها الجاسوسيه وأعلن عن حاجته إلى تعيين موظفين جدد بالشركه ووقع الإختيار على شاب آثيوبى اتضح على ملامحه الذكاء والإستعداد لعمل أى شيئ مقابل المال . فى شهر مارس سنه ١٩٥٩ م تم تجنيد الشاب الآثيوبى ميليس أستفانوس الذى كان يجيد التحدث باللغه العربيه بطلاقه وتقابل مع عميل الموساد سيف إسماعيل . تم اختبار الشاب الأثيوبى عده مرات من جانب الموساد إلى أن أطمأنوا له تماما وتأكدوا من رغباته فى الثراء السريع والحصول على الأموال مهما كان الثمن . صارح أبو سيف الشاب الآثيوبى بأهداف الشركه التى ترغب فى تجنيد جواسيس لها فى الدول العربيه ليكونوا عيونا وآذانا صاغيه للموساد هناك لمعرفه كل مايدور فى هذه الدول . وافق ميليس أستفانوس على الإستمرار بالعمل فى الشركه مقابل إعطاؤه كل مايريد من أموال . صارح سيف الشاب الآثيوبى باسمه الحقيقى وهو إيلا عوفاديا ووعده بتدريبه لمده ٣ شهور مقابل ٢٠٠ دولار شهريا وبعدها يتم رفع راتبه إلى ٣٥٠ دولار كل شهر . تم تدريب ميليس أستفانوس على فنون الجاسوسيه وكيفيه التخفى والتنكر وإستخدام الحبر السرى وأجهزه الإرسال وتم إرساله إلى اليمن للتجسس على المواقع العسكريه هناك وتم منحه جواز سفر باسم على أحمد على للتجسس على مطار تعز ومطار الحديده ومطار صنعاء من عدد الطائرات والخبراء الروس وكيفيه التدريب وعدد الضباط المصريين هناك وطبيعه عملهم وانشطه المطارات وكل مايتعلق بها . نجح على فى القيام بمهمته فى اليمن ففى خلال ٤ شهور تمكن من جمع معلومات عسكريه خطيره . تم إعاده الجاسوس الآثيوبى إلى آثيبوبيا وإلتقى بعميل الموساد وأبلغه بضروره السفر إلى مصر بعد تلقى تدريبات مكثفه من كيفيه التصوير والتحميض وطباعه الأفلام وإستخدام الشفرات فى الإرسال والإستقبال كما تم منحه جواز سفر يمنى باسم على أحمد على الفارحى . سافر على الفارحى إلى مصر وكانت مهمته جمع كافه المعلومات الممكنه عن مدن القناه سواء التجمعات أو المنشآت أو التحركات العسكريه . فى ٢٢ يوليو سنه ١٩٦٠ م وصل على أحمد على إلى القاهره وكانت التعليمات أن ينزل بالقاهره لمده شهر ثم يذهب للإسكندريه لمده شهر ثم يذهب لإحدى مدن القناه ويستقر بها لجمع المعلومات المطلوبه . اثناء إستقرار على أحمد بالإسكندريه تعرف على رقيب بالقوات الجويه كان يعمل فى ميكانيكا الطائرات ونشأت صداقه بينهما . فقام على أحمد بدعوه الرقيب بالجيش المصرى عده مرات الى الملاهى الليليه لقضاء سهرات حمراء وشرب الخمور وتناول الوجبات المتنوعه فى الأماكن الفخمه وكلما غاب الرقيب المصرى عن الوعى حصل منه الجاسوس الآثيوبى على معلومات عسكريه جديده عن المطارات وأنواع الطائرات والتدريب وساعات الطيران وكيفيه الصيانه والإصلاح وغيرها . صارح على أحمد الرقيب المصرى بالعمل معه مقابل ٥٠ جنيها شهريا وعندما ساله عن السبب فى رغبته فى الحصول على المعلومات أكد له انه يعمل مع احدى وكالات الأنباء الأجنبيه التى تقوم بجمع هذه المعلومات ونشرها فى جرائدها الخاصه خارج مصر . عمل الرقيب المصرى فتره مع الجاسوس الآثيوبى وظل يمده بالمعلومات الا أن الشك ظل يراوده حتى قرر الذهاب إلى المخابرات العامه المصريه ليخبرهم بكل شيئ . اعطت المخابرات العامه تعليمات للرقيب بأن يماشى الجاسوس الاسرائيلى فى كل مايطلبه بل وقامت بمد الرقيب المصرى بالمعلومات ليحصل عليها العميل الإسرئيلى ويرسلها إلى الموساد . حصل الرقيب على تعليمات من المخابرات بأن لديه معلومات هامه جدا تحتاج الى كم كبير من الأموال للإبلاغ بها وبالفعل حضر ضابط الموساد الإسرائيلى إيلى عوفاديا إلى القاهره وأثناء لقاء الثلاثه فى أغسطس سنه ١٩٦٢ م تم القاء القبض عليهم جميعا ليتم التحقيق معهم وإحالتهم للمحاكمه بعد أن إعترفوا بكل شيئ . صدر الحكم بالإعدام على الجاسوس الآثيوبى على أحمد على الفارحى أو ميلى استفانوس كما تم الحكم على ضابط الموساد الإسرائيلى بالأشغال الشاقه المؤبده .