إسماعيل الإنصاري
المواطن المستكن صمام امن وامان الاوطان …. وهو من يغيير الموازين ….كتب الشريف المستشار اسماعيل الانصارى
المواطن المستكن المنقلب هو هذا المواطن القابع الكامن المتربص بكل حكمه وحذر لكل مايدور حوله من احداث خوفا على مصلحة وطنه … وهو هذا الشخص المجتهد الاكثر انتماءا وحبا لاستقرار وطنه … وهو هذا المواطن الشريف المتواضع فى تعاملاته ، الكريم فى أخلاقه وصفاته والذى يقبل الاخر ويسمع له ويحترمه … وهو هذا الانسان الرحيم الذى يدعم من حوله فى كل ظروف حياتهم بقدر ما يستطيع ولكنه لا يتركهم ابدا … انه صمام امن وامان هذا الوطن … انه هذا المواطن الذى لايمكن لاى ثوره او انقلاب ان تنجح بدونه اذا ما اندلعت شرارتها الاولى بدونه ، وهو القادر على اخمادها وافشالها …اما من يتصوره البعض خطا ان الثوار هم القادرين على انجاح ثورتهم بعد انطلاقها فهو مخطئ ، وما يظنه البعض ان اى نظام حكم ما قادر على القضاء على اى ثوره تلوح بالافق بما يمتلكه من قوة ردع هائله فهو واهم… ولكنه هذا المواطن المستكن الذى يستطيع اسقاط اى نظام حكم او السماح ببقاءه وهو من يعطى لاى حكومه انتقاليه مؤقته بعد الثورات حق محاكمة من اقترفوا جرائم فى حق الوطن محاكمه عادله … انه هذا المواطن المستكن الذى يملك تغيير الموازين … ولكن علينا الان وقبل فوات الاوان ان نعترف جميعا ونصرح بان الثورات لا تاتى فى اغليها بالخير الذى ينتظره الناس وعلينا ان نؤكد انها استثناء فرضه الواقع وسمحت به الظروف ولكنها غالبا ما تفشل فلا يجب ان نقرها او ندعوا اليها بل من الواجب علينا ان ندعوا للإصلاح الذاتى ونسمح له ان ياخذ مساحته فى المجتمع ليهدأ الجميع ويستقر …وعلينا ان نكتشف ونعيد النظر والتدقيق فى اهمية هذا المواطن المستكن المتميز الذى بمقدوره ان يتحمل بصبر وصمت كل ظروف القهر والاستبداد ليس من باب الرضا والخنوع او الضعف …ولكن من باب إيمانه المطلق وحبه فى ان يرى وطنه مستقرا امنا فينتظر ان تحدث انفراجه تسمح بها انظمة الحكم ليهدأ المجتمع شريطة ان تاتى تلك الانفراجه فى حينها والا تتأخر فسيبقها التغيير الجذرى الذى لن ينتظر احدا عندما تخرج الامور عن السيطره …. انه هذا المواطن المستكن الذى شهد له التاريخ انه عندما ينتفض فانه يمحوا انظمه حكم اراقت دماء شعبها ونهبت ثرواته وجلبت له الاعداء من الخارج وتعاونت مع الخونه والمتامرين والفاسدين من الداخل لمظنة منه ان فى هذا حماية لوجوده واستمرار لحكمه …فمن هو هذا المواطن المستكن انه هذا الشخص المحب لوطنه العازف عن اى مشاركه سياسيه تاتى بالخلاف والفساد والتناحر وتعظم الصراعات وتفتت المجتمع وتقسمه ، تلك السياسه التى لا تعترف الا بالانتهازيه ” الغايه تبرر الوسيله ” فتحقيق المصلحه هى ما يسعى اليها كل سياسى على وجه الأرض بغض النظر عما اذا كانت تتفق مع اخلاقيات المجتمع ام لا او تحقق مصلحه عامه ام لا ” انها ام الفساد ومنبعه ” ….فلا صحه لمن يدعى ان ثورة الجياع هى من تحقق التغيير من منطلق ما يعانيه الفقراء من ظروف حياتيه قاسيه …ولا صحة لمن يدعى ان ظلم واستبداد نظام وطغيانه هو من ينجح الثورات ويقضى عليه …ولكن الحقيقه ان فقد الامل واليائس التام الذى يصدره نظام الحكم هو من يحرك هذا المواطن المستكن المنقلب فهو قنبله مجتمعيه موقوته اذا ما انفجرت احدثت تغييرا جذريا لاى نظام … انه هذا المواطن الرائع الذى يساهم باخلاص وتفانى فى ادارة كل هيئات ومؤسسات الدوله بنجاح ، ويبدع ويطور فى كل مهنه وحرفه …انه هذا المواطن الذى يمتلك كل مفاتيح حياه المجتمع وهو من يدور الوطن فى فلكه وجودا وعدما …. انه هذا المواطن القانع الراضى المطمئن الذى يعمل بحب ولا مطمع له فى مال زائد او منصب زائل وكل أحلامه البسيطه فى الحياه ان يرى اولاده يصنعون التقدم والازدهار لوطنهم وينهضون بانجازاتهم بمجتمعهم….انه هذا المواطن المستنير الحكيم الواعى الممتده جذوره الطيبه فى اعماق التاريخ والتى لا تستطيع قوة ما اقتلاعها من وطنه …انه هذا المواطن الصامت القابع المتربص الذى يتم استدعائه دائما فى لحظات الوطن الحاسمه ليغيير تاريخ الشعوب ويسطر لهم الامجاد …انه هذا المواطن الذى يعمل دون ان يسمع له صوت او يصدر عنه اعتراض او يتجمهر ضد احد … انه ياساده اعظم قوى الوطن الناعمه انه القوى الحقيقيه التى تصنع التوازن وتحقق النجاحات وعلى الجميع ان يدرك بعين الحقيقيه انه ليس بمقدور اى نظام السيطره عليه او التحكم فيه باى من سياسات الالهاء او تغيب الوعى او نزع هويته باى وسيله ما اعلاميه او رياضيه او فنيه ولا تستطيع تضليله بالشائعات او تمزق نسيجه الوطنى المتماسك بإثارة الفتن او يستطيع احد ان يخدعه من الساسه مهما اوتى من سحر البلاغه والفصاحه والبيان والمكر والدهاء والحنكه والعبقريه … ….انه هذا المواطن العظيم الذى يستطيع تدبر اموره فى احلج لحظات حياته صعوبه وهو قادر بعزيمته الجباره على مواجهة اقصى التحديات والعبور بنفسه وأسرته وعائلته ووطنه من كل الازمات …. انه هذا المواطن صمام الامن والامان فلا تجده ينحرف عن مساره لا يمينا او يسارا او تجده ينحاز لدعم فئه او جماعه او طائفه ولاتجده يتلون وفقا للمواقف او تجده قد اعتنق ايدولوجيه ما او تعصب لعقيده لانه يدرك حقيقة دوره فى الحياه وهو العمل من اجل الجميع …فهل مثل هذا المواطن يترك دون الإهتمام به والالتفاف حوله ورعايته …. ان القرار والرائ والحكم لكم ..ولكن اعلموا …ان هذا المواطن المستكن المنقلب نافع بطبيعته لغيره فلا ياتى من جانبه شر او ضرر ، ومسالم بفطرته للجميع فلا يغدر باحد او ينتقص من قدره ، خلق من رحم هذا الوطن العظيم من اجل ان يكون مساحة امن وامان للجميع…. فحافظوا عليه قدر استطاعتكم …فان فعلتم ذلك نجونا جميعا من براثن المؤامرات والانقلابات واصحاب المصالح وفزنا جميعا بالاستقرار .
