الوطن عمل وامانه ورجال الوطن معنا فى كل زمان رجال من دهب

الوطن هو الأمن والأمان والنعمة التي حباها الله للإنسان

كتبت : جيهان الجارحي

الوطن هو الملجأ والملاذ الآمن ، لا يعي قيمته إلا مَن افتقده وعانى ويلات الغربة والتهجير .. إن العواقب الوخيمة التي تنجم جرَّاء تهوُّر شِرذمة غير مُدركة ولا تعي المشهد كاملا ، ولا ترى الصورة بتفاصيلها ، هي التي تؤدي إلى تأجج الفتن والصراعات ومن ثَمَّ ضياع الأوطان.. ربما كان مؤلما أن يضيع الوطن تحت وطأة الاحتلال والاستعمار ، ولكنّ المرء عندما يُضيِّع وطنه بيديه فتلك هي الطامة الكبرى ، والعاقبة أشدّ وأنكى !

على الرغم من معاناة الشعوب في أوطانها في أغلب دول العالم ، إلا أن الخروج على الحاكم حرام شرعا ؛ لدواعي وأسباب كثيرة تهدد الأمن القومي للوطن ، وتثير الفتن والصراعات ، وتنقل البلاد من السيئ إلى الأسوأ .. عليكم أن تستشعروا جيدا نعمة الوطن والملاذ ، حتى وإن لم تجدوا غطاءً وظللتكم السماء ! ..

اقرءوا التاريخ جيدا ، انظروا ماذا فعل الحسن البصري مع أهل العراق حينما أرادوا الخروج بسيوفهم على الحجَّاج بن يوسف الثقفيّ ، لقد نهاهم عن ذلك عندما قالوا له : ماذا نفعل يا مولانا وهو يهدر أموال المسلمين فيما يُغضب الله ، ويقتل أعداءه دون محاكمة ؟! .. فردَّ قائلا : إن تكن عقوبة من الله ، فما أنتم براديّ عقوبة الله بسيوفكم ، عليكم أن تصبروا إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا ..

لنأخذ نموذجا من كلمة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء في اجتماعه مؤخرا مع المحافظين عبر تقنية الفيديو كونفرانس ، والتي أزالت الغموض عن كثير من الأمور ، وأوضحت كيف أن الدولة تحمَّلت الأعباء من أجل توفير الدعم للمواطن ورفع العبء عن كاهله لسنواتٍ عدة ، على الرغم من التدهور الاقتصادي والأزمة المالية التي يعاني منها العالم بأسره ؛ جرّاء فيروس كورونا المُستجدّ وتحوراته ، وأخيرا الحرب الروسية الأوكرانية وما لها من تداعيات خطيرة على الأمن الغذائي وأزمة الطاقة على مستوى العالم .

تحدث مدبولي عن زيادة سعر السولار لأول مرة منذ 30 شهرا ، وأوضح أن الدولة تحمَّلت على مدار الفترة الماضية الزيادة غير المسبوقة في أسعار المنتجات البترولية ، وخاصةً السولار باعتباره عنصرا أساسيا للعديد من الأنشطة .. أوضح مدبولي أن تكلفة سعر السولار بلغت في آخر 3 شهور 11 جنيه في المتوسط ، والدولة تبيعه بسعر 6.75 جنيه ، فكان هناك دعم كبير من الدولة يصل لنحو 4.25 جنيه للتر ، وهذا يصعب على الدولة الاستمرار في تحمله ، فجاء قرار لجنة التسعير بتحريك سعر السولار بنحو 50 قرش للتر .

لقد تابع الدكتور مصطفى مدبولي مع غالبية المحافظين الموقف على الأرض فور تطبيق تلك القرارات، كما قام وزير التنمية المحلية ، اللواء محمود شعراوي بالتواصل مع المحافظين لمتابعة الموقف بأنفسهم والتواجد في الشوارع ؛ حتى لا يُسمَح لأحد بأن يستغل الوضع بفرض زيادات غير مناسبة في الأسعار .

أضاف مدبولي أن كل محافظ قام بتحديد الزيادة التي ستحدث في تعريفة الركوب للسرفيس ووسائل النقل العام والجماعي، سواء داخل المحافظة، أو ما بين المحافظات وبعضها البعض، وقد تم تطبيق هذه التعريفة بعد جهود مُضنية من جانب المحافظين للاتفاق على الأرقام الجديدة بصورة نهائية، مُشدداً على أهمية الاستمرار في تطبيق هذه التعريفة الجديدة، وتعريف المواطنين بها، باستخدام مختلف الوسائل الممكنة، من مُلصقات داخل المواقف أو على سيارات النقل العام، واستثمار صفحات التواصل الإجتماعي الخاصة بكل محافظة ؛ لإعلام المواطنين بالتعريفة الجديدة والخاصة بسيارات السرفيس والرحلات والنقل الجماعي بين المحافظات وبعضها، مع توحيد هذه التعريفة بين المحافظات .

وفيما يتعلق بسيارات نقل الخضراوات والفاكهة، أكد الدكتور مصطفى مدبولي ضرورة عدم استغلال البعض لزيادة أسعار السولار في القيام برفع أسعار السلع، وخاصةً أن اتحاد الغرف التجارية أجرى تحليلا على زيادة تكلفة السلع ، في ضوء زيادة أسعار المنتجات البترولية، فكان من نتائجه أن هذه الزيادة لن تتجاوز نسبة تأثيرها على التكلفة 1 في الألف ، وهي نسبة طفيفة للغاية، وهو ما يعني أنه إذا كانت قيمة سلعة 100 جنيه، فستكون تكلفة الزيادة المتوقعة 10 قروش فقط .

وفي هذا الإطار، حذَّر رئيس الوزراء من وقوع هذا الاستغلال لزيادة أسعار السلع والخضراوات بالأسواق ، وخاصةً السلع الرئيسية، مُطالبا المحافظين بوقفة حاسمة في هذا الأمر ، ومتابعة حركة الأسواق أولا بأول ؛ للحفاظ على انضباطها بمنتهى الحزم والقوة، مع استمرار الحرص على توافر السلع بالأسواق بالكميات المطلوبة ، وتعريف المواطنين بالأسعار الجديدة للمنتجات البترولية، والتعريفة الجديدة للركوب التي تم إقرارها ..
لقد أكد المحافظون أنهم يقومون بجولات وتحركات دائمة للتعرف على الوضع على الأرض، وضمان عدم حدوث أي تلاعُب يمسّ حقوق المواطنين .

شعب مصر الأصيل ، الوطن أمانة في أعناقكم ، فصونوا الأمانة ولا تضيِّعوها .