تداعيات انتخابات مجلس الشيوخ وكشف الحقائق

مقال بقلم : د . مختار القاضي

مراجعة : جيهان الجارحي

مجلس الشيوخ هو الغرفة الثانية للبرلمان بعد مجلس النواب ، ورغم كونه مجلس استشارى إلا أن دوره لا يقل أهمية عن مجلس النواب ، حيث أنه يضم النخبة المتميزة من المجتمع المصري في كافة التخصصات . عقب انتهاء الانتخابات التي تمخضت عن خريطة جديدة للتركيبة السياسية المصرية ، وإضافة كيان جديد قوي وفعال يشارك في سن القوانين والموافقة على الاتفاقيات الدولية وغيرها من المهام الأخرى ، إلا أن هذه الانتخابات كشفت الكثير من الكيانات الوهمية التي تدعي أنها الكيان الأقوى في المرحلة القادمة ، وهذا ينطبق على بعض الأحزاب وما يسمى بالاتحادات والقوائم التي تعمل من دون أن يكون لها أي غطاء شرعي أو قانوني .

 

كشفت الانتخابات حقيقة هؤلاء المتاجرين بأحلام الشعب ، من بيع كارنيهات وتوزيع ألقاب وعمل هيئات مكاتب وإنشاء كيانات بكل المحافظات المصرية ، بل وعمل أفرع منبثقة من الكيانات الرئيسية التي وصلت إلى حد إنشاء مقرات لها بالعاصمة والمحافظات والمراكز والقرى . من تداعيات الانتخابات أيضا كشف حقيقة بعض القوائم الوهمية التي كانت نتيجتها لم ينجح أحد ، فافتضح أمرها وسقطت فى بئر الفشل ؛ لأنه ليس لها أي قواعد شعبية ، وبالتالي لم تحصل حتى على مقعد واحد في مجلس الشيوخ ، رغم ما جمعته من أموال من قوت الشعب الذي – مع الأسف – لايزال البعض منه لم يصل للحقيقة بعد .

أحد الأحزاب السياسية الذي لا يزال تحت التأسيس ، أشاع صلته القوية بالجهات الأمنية والسيادية وحتى المؤسسة الرئاسية ، وأكد أنه حزب الأغلبية القادم ، وللأسف الشديد لم يتمكن من جمع الأعضاء المؤسسين ، وبالتالي لم يتم إشهار الحزب حتى الآن . أحد الأحزاب أيضا ، والذي يضم عددا من القيادات العسكرية السابقة ، أوعز إلى الشارع بأنه الحزب الأقوى القادم ، وأنه الحزب المقرب من كل مؤسسات الدولة ، ومع ذلك افتضح أمره وكشفت النتائج الانتخابية بأنه عكس ما قاله تماما ، بل تورط البعض منه في مصالح وسبوبات شخصية بعيدا عن أعين الرقابة ، ورغم سقوطه المدوي وتوالي الاستقالات به ، إلا أنه لا يزال يسلط أبواقه الكاذبة التي لم يعد يصدقها أحد .

 

لقد أكدت هذه الانتخابات أن الأحزاب السياسية والقوائم الحزبية الوطنية ، هي وحدها صاحبة القدرة على الممارسة السياسية على أرض الواقع ، وليس لمدعي السياسة والكيانات الهلامية أي دور في الفترة القادمة بعد افتضاح أمرها أمام الجميع . الأحزاب التي لا زالت بها نزاعات داخلية ، وخصوصا على منصب الرئيس فشلت كذلك في إيجاد أي دور لها ، فمن لم يستطع حل مشاكله ، كيف له أن يحل مشاكل شعب بأسره ؟! ..

حزب مستقبل وطن الذي تمكن من التواجد في الشارع ، والقيام بدور فعال في الحياة السياسية المصرية ، ورغم ما تعرض له من هجوم غير مبرر من بعض الحاقدين والحاسدين ومدعي العلم والمعرفة من السياسيين ، إلا أنه تمكن من الفوز بالأغلبية الساحقة من أعضاء مجلس الشيوخ ؛ وذلك لأسباب عدة ، منها خلق قواعد شعبية له بالعاصمة والمحافظات ، وتقديم خدمات جيدة للمواطنين ، ومساعدة الفقراء في القرى والنجوع وبعض الأحياء الشعبية ، مع التواصل مع جميع الكيانات وحسن اختيار القيادات ، مما يؤهله لقيادة الحياة السياسية في مصر خلال الفترة المقبلة .

 

تمكن الحزب أيضا من مشاركة بعض الأحزاب الأخرى في عمل تحالف يتمثل في قائمة قوية ، قادرة على النزول للشارع ، والحصول على الأصوات من الجماهير .
ورغم ما يتردد في الشارع عن المال السياسي والرشاوى الانتخابية التي ليس عليها أي دليل ، إلا أن هذا التحالف تمكن من المشاركة بفعالية في الحياة السياسية ، عن طريق التداول السلمي للسلطة ، من خلال صندوق الانتخابات ، وإضافة كيان جديد قوي يدعم المسيرة نحو الديمقراطية المرجوة خلال الفترة القادمة .

استقالات كثيرة حدثت بالعديد من الأحزاب والكيانات السياسية التي نشأت بعيدا عن القانون ، من اتحادات وقوائم فاشلة من أعضاء وقيادات فيها ، ليس لهم هم سوى السبوبة والمصالح من تحت الطاولة ، فأصبحت أكثر ضعفا وأقل تواجدًا في الشارع المصري ، بعد أن عرفتها الجهات المسئولة وكذلك المواطن العادي . أما ما قيل عن قلة أعداد الناخبين ، فقد كان ذلك نتيجة حتمية لجائحة كورونا ، وعدم حصول الموظفين على أجازة ، وكذلك ارتفاع الحرارة في لفح حر الصيف ، بعيدا عما ادعاه البعض من أسباب بعيدة تماما عن الحقيقة .

عن Gihan Elgarhy

شاهد أيضاً

قصي خولي في “كاربول كاريوكي”: العائلة مهمة في حياتي

كتب ابراهيم احمد حضور جماهيري لافت يحظى به الفنان السوري قصي خولي الذي تمكن من …