حرب أكتوبر “ملحمة مضيئة” في تاريخ العسكرية المصرية
Gihan Elgarhy
أكتوبر 7, 2020
الثقافة
284 زيارة
كتبت : جيهان الجارحي
كانت ومازالت حرب أكتوبر المجيدة ملحمة العزة والكرامة واستعادة الحقوق المسلوبة ، والتعبير عن إرادة أمة واعية ، لا تزال هي الملحمة المضيئة في تاريخ العسكرية المصرية ، بعد القضاء على أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر ، قدّم فيها جنودنا البواسل أروع الأمثلة في الفداء والتضحية ، فشهدت لهم مصر بالبطولة ، وسجل لهم التاريخ تضحياتهم بحروف مضيئة في صفحات مشرقة ، شاهدة على أن مصر مقبرة للغزاة والمعتدين ، وأن قواتها المسلحة دائما وأبدا هي الدرع الواقي والحارس الأمين لمصر وشعبها العظيم ، في السلم وفي الحرب .
وإننا إذ نخوض اليوم حربا ضروسًا من نوعٍ آخر ، لم نعهدها من قبل ، هي ليست حربا نظامية ، نحتاج فيها إلى جيش ومعدات وأسلحة ، تكون على الجبهة وتعرف فيها عدوك عن كثب ، وتوجه إليه الضربات الموجعة بين الحين والآخر ، ألا وهي الحرب على الإرهاب ، ذلك العدو الشرس الذي يستهدف الحالة المعنوية للأمم والشعوب ، ويعمل على نشر الفتن والفوضى ، وزعزعة أمن واستقرار الوطن ، وإحداث الفرقة وعدم الثقة بين الجيش والشعب ، وخلق حالة من اليأس والإحباط والخوف والفزع بين المواطنين ، والتشكيك في قدرات القيادة العليا ومؤسسات الدولة ، مستخدمين في ذلك الأساليب الدنيئة من بث الإعلام الكاذب والمخادع ، ونشر الإشاعات والأكاذيب .
هذا النوع من الحروب هو أشد وأنكى من الحروب النظامية السابقة ، والتي يتضح فيها العدو أمامك ، وتتضح فيها كل ملامح المعركة وتفاصيلها .
الحرب التي نخوضها الآن أشبه بسرطان خبيث ينتشر في الخفاء ، ويتغلغل في نسيج المجتمع في مكر ودهاء ؛ ليفت في عضد الأمة ويهدم كيانها ، هي هجمة شرسة من الخارج ، مستعينة بعملاء لها في الداخل ، فيما يسمى بحروب الجيل الرابع ، هذه الهجمة الشرسة تزيِّف الحقائق وتصوِّر لبعض البسطاء وضعاف النفوس الجيش والشرطة على أنهم العدو الحقيقي للشعب ، وأن الجهات الخارجية الداعمة للإرهاب هي الملجأ والملاذ !
ويتوقف مدى إحراز النصر في هذه الحرب الضروس ، على مدى وعي الشعب وتماسكه ، واصطفافه خلف قيادته الحكيمة ؛ لكي نعبر سويا هذه الطريق الوعرة ، ونصل جميعا إلى بر السلامة والأمان .
مرتبط