حرب أكتوبر “ملحمة مضيئة” في تاريخ العسكرية المصرية

كتبت : جيهان الجارحي

كانت ومازالت حرب أكتوبر المجيدة ملحمة العزة والكرامة واستعادة الحقوق المسلوبة ، والتعبير عن إرادة أمة واعية ، لا تزال هي الملحمة المضيئة في تاريخ العسكرية المصرية ، بعد القضاء على أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر ، قدّم فيها جنودنا البواسل أروع الأمثلة في الفداء والتضحية ، فشهدت لهم مصر بالبطولة ، وسجل لهم التاريخ تضحياتهم بحروف مضيئة في صفحات مشرقة ، شاهدة على أن مصر مقبرة للغزاة والمعتدين ، وأن قواتها المسلحة دائما وأبدا هي الدرع الواقي والحارس الأمين لمصر وشعبها العظيم ، في السلم وفي الحرب .

وإننا إذ نخوض اليوم حربا ضروسًا من نوعٍ آخر ، لم نعهدها من قبل ، هي ليست حربا نظامية ، نحتاج فيها إلى جيش ومعدات وأسلحة ، تكون على الجبهة وتعرف فيها عدوك عن كثب ، وتوجه إليه الضربات الموجعة بين الحين والآخر ، ألا وهي الحرب على الإرهاب ، ذلك العدو الشرس الذي يستهدف الحالة المعنوية للأمم والشعوب ، ويعمل على نشر الفتن والفوضى ، وزعزعة أمن واستقرار الوطن ، وإحداث الفرقة وعدم الثقة بين الجيش والشعب ، وخلق حالة من اليأس والإحباط والخوف والفزع بين المواطنين ، والتشكيك في قدرات القيادة العليا ومؤسسات الدولة ، مستخدمين في ذلك الأساليب الدنيئة من بث الإعلام الكاذب والمخادع ، ونشر الإشاعات والأكاذيب .
هذا النوع من الحروب هو أشد وأنكى من الحروب النظامية السابقة ، والتي يتضح فيها العدو أمامك ، وتتضح فيها كل ملامح المعركة وتفاصيلها .

الحرب التي نخوضها الآن أشبه بسرطان خبيث ينتشر في الخفاء ، ويتغلغل في نسيج المجتمع في مكر ودهاء ؛ ليفت في عضد الأمة ويهدم كيانها ، هي هجمة شرسة من الخارج ، مستعينة بعملاء لها في الداخل ، فيما يسمى بحروب الجيل الرابع ، هذه الهجمة الشرسة تزيِّف الحقائق وتصوِّر لبعض البسطاء وضعاف النفوس الجيش والشرطة على أنهم العدو الحقيقي للشعب ، وأن الجهات الخارجية الداعمة للإرهاب هي الملجأ والملاذ !
ويتوقف مدى إحراز النصر في هذه الحرب الضروس ، على مدى وعي الشعب وتماسكه ، واصطفافه خلف قيادته الحكيمة ؛ لكي نعبر سويا هذه الطريق الوعرة ، ونصل جميعا إلى بر السلامة والأمان .

عن Gihan Elgarhy

شاهد أيضاً

الكاتب الصحفي والإعلامي محمد مصطفى شردي يقدم برنامج “كل يوم” على شاشة “ON” الأربعاء المقبل

كتب ابراهيم احمد يبدأ الكاتب الصحفي والإعلامي، محمد مصطفى شردي، رحلة إعلامية جديدة خلال الأيام …