بقلم : د. مختار القاضي
لاشكَ أن حزب مستقبل وطن قد حقق خلال الفترة الأخيرة الكثير من النجاحات التي يعلمها جيدا قدامى المشتغلين بالسياسة ، ولعل من أهم هذه النجاحات دعم الدولة المصرية بكافة أجهزتها لمواجهة التهديدات الحالية ، سواء بالداخل أو الخارج . أضف إلى ذلك أيضا النجاح منقطع النظير في تشكيل كافة أمانات الحزب ، سواء على مستوى المحافظات أو المراكز ، وكذلك القرى والنجوع .
من أهم ما تم خلال الفترة الماضية كذلك هو حسن اختيار القيادات الحزبية الوطنية التي تعمل بلا كلل أو ملل في سبيل تحقيق المصلحة العامة على كافة المستويات .
ولعل الأهم من ذلك كله ، هو التعلم من أخطاء المرحلة الحالية ، والإسراع في تصحيح المسارات التي قد تؤثر على مستقبل الحزب وشعبيته في الشارع ، مع تقبُّل النقد البنَّاء ، وكذلك سماع الرأي والرأي الآخر .
أتوقع خلال الفترة القادمة أن يتم ضخ دماء جديدة في شرايين الحزب ، مع الاستعانة بالشباب في ممارسة العمل السياسي ، وتعظيم دور المرأة والدفاع عن قضاياها ، مثل العنف ضد المرأة وتمكين المرأة من تولي المناصب القيادية ، مع تبني قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة ، والعمل على حل مشاكلهم ، وأعتقد أن الحزب سيقوم أيضا بإعادة ترتيب صفوفه لمواجهة تحديات الفترة القادمة ، بحيث يكون الحزب الأول في كل شيء ، عن طريق تبني القضايا الهامة التي من شأنها النهوض بالعمل السياسي والوطني ، وطرح القضايا الهامة ليتم حلها ، سواء عن طريق مجلس الشيوخ أو النواب ، أو حتى التواصل مع الوزراء ومقابلتهم لوضع الحلول المناسبة لمشاكل المواطنين ، من مياه وصرف صحي وكهرباء ومناطق عشوائية ومعاشات ، وتوفير فرص عمل للشباب في كافة المجالات .
ورغم تعرض الحزب لهجمات شرسة من منافسيه ، من السياسيين والأحزاب الأخرى ، وهو أمر طبيعي في مجال السياسة ، من تقديم رشاوى انتخابية من أموال ومواد تموينية وغذائية ، وسيطرة رجال الأعمال على الحزب وغير ذلك من الاتهامات ، إلا أنه لم يثبت حتى الآن صحة هذه الاتهامات ، إلا في حالات قليلة قام بها بعض المرشحين من مرشحي الفردي الذين لا ينتمون للحزب ، وبعض حديثي العمل بالسياسة عن قصد سوى مساعدة الفقراء ممن لايستطيعون الذهاب إلى اللجان الانتخابية ، ولا يملكون حتى ثمن تذكرة الأتوبيس أو مصاريف الانتقال ، وهذا قد يجوز طالما أن الهدف هو وصول الناخب للجنته والإدلاء بصوته ، بدلا من الانضمام إلى حزب الكنبة الذي لم يشارك في الحياة السياسية طالما لم يجد الحافز على ذلك ، وعندما وجد الحافز انطلق ليدلي بصوته ، وإن كنت عن نفسي لا أرضى بذلك ، مع أنه ضرورة بحكم ظروف الفقر والحاجة التي يعاني منها الفقراء بسبب ضيق ذات اليد ، وعدم القدرة على المشاركة في الحياة السياسية .
أنا لا أبرر الخطأ ، ولكن هذا ما حدث بالفعل في بعض اللجان ، فالمرشح قوي ولديه أموال ، والناخب فقير وغير قادر ، وبالتالي أعطى المرشح الحافز للناخب لكي يقوم بدوره المنوط به . أعتقد أن الحزب قد تعلم الكثير خلال الفترة الماضية ، وأنه سوف يقدم في المرحلة القادمة نموذجا يُحتذى به في الممارسة السياسية ، التي تخدم الوطن والشعب المصري كله ؛ ليضع بنفسه ويسطر الكثير من الخطط لمستقبل مصر في كافة المجالات ، وذلك سواء بمشاركة الأحزاب المتحالفة معه خلال فترة الانتخابات أو حتى بمفرده .