خبايا وأسرار تأخر سن الزواج لدى البنات

مقال بقلم : د. مختار القاضي

مراجعة : جيهان الجارحي

مشكلة تأخر سن الزواج لدى البنات أصبحت من أهم المشاكل الاجتماعية التي تطفو على السطح ، وخصوصا في مجتمعاتنا العربية المتحفظة ، أو بحكم العادات والتقاليد أو القيم الدينية والأخلاقية ، خاصة مع تعقيد المشكلة لتصل إلى العنوسة التامة التي يستحيل معها زواج الفتاة . ولعل لهذه الظاهرة أسباب شتى ، من أهمها تحرر الفتاة وانطلاقها في فترة المراهقة للتعرف على الشباب ، أو عمل علاقات معهم مما يسيء لسمعتها ، وعند وجود نية لأحد الشباب للتقدم لخطبتها والسؤال عنها يلاحقها ماضيها ، فيعزف الشاب عن الارتباط بها .

 

أما الفتاة التي تعمل وتساعد أهلها في تكاليف المعيشة ، فقد يضع أهلها العراقيل أمام زواجها ؛ لأنها البيضة التي تبيض لهم ذهبا ، أو لعدم قدرتهم على المعيشة بدونها ، فيطلبون من العريس مطالب تعجيزية وتفشل الخطوبة تلو الأخرى ، مما يجعل الشباب لايتقدمون لخطبتها بفعل جشع وطمع والديها . مشكلة أخرى تعوق الفتاة عن الزواج ، وهي كونها فتاة مادية لا تنظر إلا لمصلحتها فقط ، فهي لا تعرف الحب ولا قدسية الزواج ، ولكنها تعرف المادة وحسب ، فتطالب كل من يتقدم لها بشقة باسمها ، أو رصيد في البنك لتأمين مستقبلها ، وأشياء أخرى تجعل مطالبها ليست في متناول أي شاب ، وبالتالي ترفض الارتباط من الشاب تلو الآخر ، فتصبح عانس وغير مرغوب فيها بفعل غرورها وجشعها وطمعها .

هناك أسباب أخرى تقف دون زواج الفتاة ، فهي تريد زوج تفصيل فيه مواصفات محددة ، وفي حالة عدم وجود هذه المواصفات ، فهي رافضة بقوة وغير راضية إلا بها ، وهي غالبا لا يعجبها العجب ، فهذا العريس أقرع وذاك أحول ، وهذا قصير وذاك كثير الكلام.. إلخ .. وأخيرا تخسر كل العرسان ويبتعد الجميع عنها ؛ لأنها تحتاج إلى مواصفات خاصة لن تتنازل عنها ، وتظل هكذا حتى تمر الأيام وتكبر يوما بعد يوم ، وتضيع فرصتها في الزواج بفعل عقلها الصغير وغبائها ؛ لأنه لا يوجد إنسان كامل ، وكلنا بنا عيوب ، ولكن هناك عيوب يمكن التعايش معها وعيوب يستحيل أن يتحملها أحد .

 

سبب آخر يؤدي إلى عدم زواج الفتاة ، ألا وهو إصرار الأهل على اعتبارها سلعة تباع وتشترى ، فيطلبون مقابلها الكثير مما لا يقدر كثير من الشباب على تلبيته ، والنتيجة معروفة ، عنوسة الفتاة وعدم زواجها . من أسباب تأخر سن الزواج لدى الفتاه أيضا هو عدم رجاحة عقلها ، فهي جميلة ومغرورة ، وسطحية التفكير ، وقد تكون عصبية ونرجسية وطويلة اللسان ، مما يسبب عدم تعلق أي شاب بها لسوء طباعها وعدم رجاحة تفكيرها . هناك أيضا فتيات جميلات يرفضن الارتباط كثيرا حتى يفوتهن قطار الزواج ، فهي فلانة بنت فلان ، ولابد لمن يرتبط بها أن يكون فلان بن فلان ذا المنصب المرموق والمال الوفير ، ومع رفض العريس تلو الآخر تكبر وتكبر الفتاة ، وتصبح عانسا رغم جمالها وعراقة أسرتها  .

هناك كذلك فتاة لا تتزوج أبدا ؛ لأنها تلبس الملابس الفاضحة ، وتضع الماكياج الصارخ ، وتصر على إبراز مفاتنها لكل من هب ودب ، ولا تنصت لنصائح الوالدين أو الأصدقاء المقربين ، ومع الوقت يسرقها الزمن ، فلا هي تصلح من نفسها أو تغير من طباعها ، فتضيع احتمالية زواجها وتكبر في السن يوما بعد يوم ، وتفقد الأمل في تكوين أسرة بمرور الوقت .

 

هناك أيضا فتيات لايتزوجن أبدا ؛ لأنهن وهبن أنفسهن لرعاية الأب أو الأم المريضة ، فيطول المرض كما تطول أعمار الآباء وتكبر الفتاة وتصبح عانسا وقد تخطت سن الزواج ، وهذه الحالات منتشرة وكثيرة في مجتمعنا ، فترفض الفتاة ترك الأب أو الأم المريضة ؛ حتى لا تكون سببا في تدهور الحالة الصحية لأحدهما أو كلاهما ، وخوفا من أن يحد العريس من رعايتها لأبويها وزيارتهما للعناية بهما .

عن Gihan Elgarhy

شاهد أيضاً

عدد خاص من مجلة المصور عن الذكرى 11 لثورة 30 يونيو 

كتب إبراهيم أحمد تحتفى مجلة المصور بمرور 11 عاما على ثورة 30 يونيو العظيمة، وتصدر …