![](https://newsegypttoday.com/wp-content/uploads/2025/02/IMG-20250213-WA0014.jpg)
كتب ابراهيم احمد
في ظل الجهود المستمرة للحد من مخاطر التدخين التقليدي، تتزايد الدعوات من قِبَل الأطباء والخبراء حول العالم لاعتماد بدائل التدخين الخالية من الدخان كوسيلة أقل خطورة بالنسبة للمدخنين البالغين. وقد شهد عام 2024 العديد من المؤتمرات التي ناقشت هذه القضية، حيث قدم المتخصصون أدلة علمية تدعم التحول إلى بدائل أقل خطورة، سواء للمستخدمين أنفسهم أو لمن حولهم. يركز هذا التقرير على أبرز التصريحات الصادرة عن أطباء وخبراء في المجال، مسلطًا الضوء على أهمية تبني استراتيجيات قائمة على الأدلة العلمية لتقليل مخاطر التدخين السلبي.
وقد اتفق العديد من الخبراء المشاركين في المؤتمرات الطبية الأخيرة على أن بدائل التدخين الخالية من الدخان تُعد أقل خطورة من التدخين التقليدي. حيث أوضح أكينواند بوديكومب من نيجيريا قائلاً: “من خلال تزويد المدخنين البالغين ببدائل خالية من الدخان، يمكننا تقليل الأمراض والوفيات المرتبطة بالتدخين، وتحسين الصحة العامة، وحماية غير المدخنين من مخاطر التدخين السلبي.”
وأكد الخبراء أن التكنولوجيا الحديثة المستخدمة في منتجات التبغ المسخن والسجائر الإلكترونية تسهم في تقليل نسبة المواد الكيميائية الضارة الناتجة عن عملية الاحتراق، ما يقلل بشكل كبير من المخاطر الصحية المرتبطة بالتدخين التقليدي، وبينما يُعتبر النيكوتين مسببًا للإدمان، فإن الدخان الناتج عن الاحتراق هو السبب الرئيسي للمخاطر الصحية. لذلك، فإن اعتماد بدائل مبتكرة يُمثل خطوة جوهرية نحو تعزيز صحة الأفراد والمجتمعات، مع العلم أن الإقلاع عن التدخين نهائيًا يظل الخيار الأفضل دائمًا.
ورغم التقدم العلمي، لا تزال هناك معارضة ثقافية ومهنية لتبني هذه البدائل، وهو ما أشار إليه كلايف بيتس من البرازيل بقوله: “إن الجمعيات الطبية، والهيئات المهنية، والجماعات الناشطة، كلها تخلق بيئة ثقافية معادية لتقليل مخاطر التبغ، ويعكس العلم، إلى حد ما، تلك البيئة والمعايير السائدة فيها.” مشيرُا إلى أن تبني استراتيجيات جديدة للحد من مخاطر التدخين قد يكون صعبًا في ظل المواقف الراسخة ضد أي تغيير قد يُنظر إليه كدعم لبدائل التبغ.
وتشير التجارب الدولية إلى نجاح بعض الدول في استخدام بدائل التدخين كأداة للإقلاع عن التدخين التقليدي وتقليل انتشاره. في هذا السياق، عبر د. فرناندو فرنانديز بوينو من إسبانيا عن استياءه من تجاهل هذه النجاحات، قائلاً: “من المدهش أن جزءًا من المجتمع العلمي في إسبانيا يشكك باستمرار في استراتيجيات تقليل الحد من المخاطر الناجحة للغاية في المملكة المتحدة والسويد ونيوزيلندا، على سبيل المثال، مما يساعد على تسريع انخفاض انتشار التدخين السلبي؛ على عكس ما تُحققه إسبانيا تمامًا.”
وأضاف أن المؤتمر العالمي للجمعية الأمريكية للأورام السريرية بدأ يمنح مساحة أكبر لمناقشة دور السجائر الإلكترونية كوسيلة للإقلاع عن التدخين، مشددًا على ضرورة أن تستند السياسات الصحية إلى الأدلة العلمية بدلاً من المواقف المسبقة.
ولم تتوقف الأدلة العلمية عند الجانب النظري، بل امتدت إلى دراسات سريرية أثبتت فعالية التحول إلى بدائل التدخين الخالية من الدخان. وفقًا لما صرح به د. إدين بيجيتش، طبيب قلب من صربيا قائلًا:”هناك أدلة مستمدة من الدراسات السريرية تُشير إلى أنه في حال استبدال الشخص السجائر التقليدية بتقنية تسخين التبغ، فإن ذلك يؤدي إلى انخفاض مستوى الكوليسترول الضار (LDL)، وارتفاع مستوى الكوليسترول النافع (HDL)، وانخفاض الكوليسترول الكلي، بالإضافة إلى تحسين تدفق الدم عبر الأوعية الدموية.” وتدل هذه النتائج على أن التحول إلى بدائل خالية من الدخان لا يقلل فقط من المخاطر الصحية العامة، ولكنه قد يوفر فوائد مباشرة لصحة القلب والأوعية الدموية.
ختامًا، يؤكد الخبراء أن البدائل الخالية من الدخان تُعد خطوة مهمة في تقليل مخاطر التدخين السلبي، لكن ذلك يتطلب تغييرًا في الثقافة الصحية العالمية، يستند إلى العلم والأدلة بدلاً من الأحكام المسبقة. وبينما تواصل بعض الدول تحقيق نجاحات في هذا المجال، لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الحوار المفتوح والبناء حول هذه القضية لضمان أفضل النتائج الممكنة للصحة العامة.