سر الكربون الأسود والإطاحة بالمشير أبو غزالة بسبب التجسس على أمريكا

بقلم : د. مختار القاضي

مراجعة : جيهان الجارحي

تخرج الدكتور عبد القادر حلمي في الكلية الفنية العسكرية ، وكان متخصصًا في الكيمياء والهندسة النووية ، ثم سافر إلى كندا عقب إنهاء دراسته بالقاهرة ، وحصل على دراسات في نظم الصواريخ ، ثم عاد إلى مصر وعمل في عدد من المصانع . يُقال إن في هذا التوقيت كان المشير عبد الحليم أبو غزالة مديرًا للمخابرات الحربية ، وقد قام بتعيين الدكتور عبد القادر حلمي في شركة متخصصة في أنظمة الدفع الصاروخي ، لها علاقة بالبنتاجون الأمريكي .

 

سافر الدكتور عبد القادر حلمي إلى الولايات المتحدة الأمريكية مع أسرته وأولاده ، كما حصل على الجنسية الأمريكية . شغل المشير عبد الحليم أبو غزالة آنذاك منصب وزير الدفاع والإنتاج الحربي ، وكان يسعى لتطوير أنظمة الدفاع الجوي في الجيش المصري ، إلى جانب تطوير أنظمة الصواريخ ذاتها وتصنيعها محليا ، حيث كانت مصر تعتمد على الأسلحة الروسية في تسليح الجيش . تم الاتفاق بين مصر والأرچنتين والعراق على أن تقوم مصر بتقديم برنامج متطور عن أنظمة الدفع الصاروخية ، يتم بواسطة التجسس على أنظمة الدفع الصاروخية الأمريكية المتطورة ، وبعد ذلك يتم إنتاج الصواريخ بتمويل عراقي لتستفيد منه الدول الثلاثة .

قامت مصر عن طريق جهاز المخابرات المصري بالتواصل مع الدكتور عبد القادر حلمي للمساعدة في إمداد مصر بالمعلومات اللازمة لتطوير أنظمة الدفاع الصاروخية ، طبقا لأحدث أنظمة التكنولوچيا الأمريكية المتخصصة في هذا المجال . وبالفعل تمت مقابلة بين أحد ضباط المخابرات المصرية والدكتور عبد القادر حلمي في ڤيينا ، وتم الاتفاق على أن يقدم الدكتور عبد القادر المعلومات المطلوبة للاستعانة بها في تصنيع الصواريخ المصرية وتطويرها ، بحيث تحقق مصر الاكتفاء الذاتي من إنتاج هذه الصواريخ ، بالمشاركة مع العراق والأرچنتين بأقل تكلفة وبأقصى كفاءة .

وافق الدكتور عبد القادر حلمي على ماطلبته أجهزة المخابرات المصرية من توفير كافة المعلومات عن أنظمة الدفع الصاروخية المتطورة ، طبقا لما هو معمول به في المصانع الأمريكية ، كما تمكن من إرسال كافة التصميمات الخاصة بالصواريخ ، وكيفية تصنيعها والمواد والخامات المستخدمة . كان الدكتور عبد القادر حلمي يحمل تصريحًا من الدرجة الأولى لدخول البنتاجون والتجوُّل فيه كيفما يشاء ، وهو تصريح لا يحصل عليه سوى الموثوق بهم من الكفاءات والعلماء وقيادات وزارة الدفاع الأمريكية ، وبهذه الطريقة تمكن الدكتور عبد القادر حلمي من الحصول على تقنية النانو تكنولوجي لتطوير أنظمة الدفع الصاروخية الأمريكية ؛ وذلك لتستعين بها مصر في تطوير منظومة الصواريخ الخاصه بها ، بل وتطوير الطائرات ، بحيث تختفي عن أجهزة الرادار ، وتقلل من مدى احتكاك الهواء بجسم الصاروخ أو الطائرة ، وبالتالي تزداد قوة دفعه وقدرته على الانطلاق لمسافات طويلة المدى .

 

تمكن الدكتور عبد القادر حلمي ، نظرا لوطنيته وحبه الشديد لمصر ، من إرسال سر الكربون الأسود والمادة المستخدمة إلى مصر وبكميات كبيرة ؛ وذلك للاستعانة بها في تطوير أنظمة الصواريخ المصرية وتطويرها ، وكذلك التقنيات المستخدمة لتطوير قوة الدفع الصاروخية والتخفي عن أجهزة الرادار ، وبالتالي تم بالفعل تطوير الصواريخ المصرية والعراقية والأرچنتينية دون أي علم لدى الأمريكان .
بدأت الخلافات تنشب بين أمريكا والعراق ، وأعلنت العراق ملكيتها للصواريخ المتطورة ، وعلمت أمريكا بذلك .
وبفحص الصواريخ ، اتضح أنها تحمل نفس تكنولوچيا الدفع الأمريكية وليست الروسية ، وبالتالي استنتجت أن العراق تتجسس على أمريكا ، وأنها عن طريق التجسس حصلت على تقنية الصواريخ المتطورة .

جنَّدت أمريكا أجهزة مخابراتها للكشف عن الحقيقة ، حيث علمت باتفاقية “كوندور تو” بين الأرچنتين ومصر والعراق لتطوير أنظمة الصواريخ بتمويل عراقي ، كما تم رصد مكالمة بين المشير عبد الحليم أبو غزالة والدكتور عبد القادر حلمي للكشف عن سر الكربون الأسود ، وتطوير أنظمة الصواريخ ، طبقا لما جاء في تصريحات السي . آي . إيه ، التي روت هذه القصة بالكامل ، والتي لم تتحدث عنها سوى مصادر مصرية نادرة للغاية .
بمجرد اكتشاف أمريكا لواقعة التجسس المصرية ، قامت بإلقاء القبض على الدكتور عبد القادر حلمي ، وكل مَن هم على صلة به ، بما فيهم أسرته والمتعاملين معه ، كما قامت أجهزة الأمن الأمريكية باغتيال عناصر المخابرات المصرية في أمريكا ، التي جنَّدت عبد القادر حلمي ، وتمكنت من الحصول على أسرار عسكرية أمريكية .

 

كانت هذه العملية من دواعي السعي الأمريكي للإطاحة بالمشير عبد الحليم أبو غزالة ، بعد توصية أمريكية بذلك لدى القيادة المصرية ، مما تسبب في إقالة المشير عن منصبه كوزير للدفاع وتوليه منصب مساعد الرئيس ، ومطالبته بأن يقسم يمين الولاء ، وهو ما ليس مطلوبا في مثل هذا المنصب ، ثم تلى ذلك تشويه سمعة المشير أبو غزالة في قضية لوسي آرتين الشهيرة ، رغم أن المشير لم يكن يوما على علاقة مشبوهة بها أو بغيرها .

Related Posts

الأربعاء… ليلة أدبية تفاعلية بنكهة “إسبانية .. نرويجية… تشيكية” في قلب القاهرة

كتب ابراهيم احمد ينظم معهد ثربانتس بالقاهرة (المركز الثقافي الإسباني)، أمسية أدبية تفاعلية مجانية للترويج لأعمال الأدب الأوروبي المعاصر. وذلك في تمام السابعة مساء الأربعاء 20 نوفمبر الجاري، بمقر أكسس…

وفد مصري يشارك في حوار معمق حول التعليم العابر للحدود بدعوة من المجلس الثقافي البريطاني

كتب ابراهيم احمد شارك وفد من مصر مؤخراً في فعالية الحوار المعمق حول التعليم العابر للحدود، التي نظمها المجلس الثقافي البريطاني في مانشستر، المملكة المتحدة، في الفترة من 12 إلى…

You Missed

تتراباك تنال جائزة ” الشركة الأكثر استدامة لهذا العقد” في معرض جلفود للتصنيع 2024

تتراباك تنال جائزة ” الشركة الأكثر استدامة لهذا العقد” في معرض جلفود للتصنيع 2024

“إكس فاكتور دبي” يعزز حضوره على تلفزيون دبي ويجذب انتباه الرعاة

“إكس فاكتور دبي” يعزز حضوره على تلفزيون دبي ويجذب انتباه الرعاة

OPPO تُطلق سلسلة OPPO Find X8 مع نظام ColorOS 15 عالميًا

OPPO تُطلق سلسلة OPPO Find X8 مع نظام ColorOS 15 عالميًا

الحاج محمدي كمال ونجله الكاتب الصحفي محمود يهنئان كابتن محمد سيد بفوزه بعضوية مجلس اتحاد الجودو

الحاج محمدي كمال ونجله الكاتب الصحفي محمود يهنئان كابتن محمد سيد بفوزه بعضوية مجلس اتحاد الجودو

الإعلامية عائشة الرشيد : الثالوث النووي الأمريكي والصيني

الإعلامية عائشة الرشيد : الثالوث النووي الأمريكي والصيني

الإعلامية عائشة الرشيد : الدين العام الأمريكي يصل لمستوى غير مسبوق

الإعلامية عائشة الرشيد : الدين العام الأمريكي يصل لمستوى غير مسبوق