إسماعيل الإنصاري
شهداء الشرطه الذى كتبوا بارواحهم أعظم الملاحم والبطولات صباح يوم الجمعه ٢٥ يناير ١٩٥٢ ضد القوات البريطانيه الغاشمه .. أعياد الشرطه المصريه العظيمه ….كتب الشريف المستشار اسماعيل الانصارى
بدات المقاومه شرارتها الاولى ضد القوات البريطانيه القابعه فى منطقة القناه فى ذات اليوم الذى أعلنت فيه حكومة مصطفى باشا النحاس رئيس وزراء مصر من طرفها الغاء معاهدة ١٩٣٦ فى ٧ اكتوبر ١٩٥٢ والتى بمقتضاها تم جلاء القوات البريطانيه عن القاهره وبقائها فى منطقة القناه وكان هذا بمثابة اعتراف من حكومة مصر بقبول وجود الاحتلال على جزء من اراضيها بل ان تلك المعاهدة ” ١٩٣٦ ” أعطت لبريطانيا امتيازات وسياده على منطقة القناه ولم تكتفى بذلك بل انها فرضت على الحكومه المصريه التزام بتقديم مساعدات للجيش البريطانى فى حالة الحرب وأعطت له كذلك حق انشاء ما يشاء من ثكنات ومستودعات وقواعد عسكريه مما نتج عنه اعباء ماليه جسيمه على ميزانية مصر …
كما ألغت حكومة رئيس وزراء مصر مصطفى باشا النحاس فى ذات اليوم ٧ اكتوبر ١٩٥١ معاهدة الحكم الثنائى للسودان الموقع عليها ١٨٩٩ لصالح بريطانيا والتى بموجبها تحولت كامل السودان شمال وجنوب لمستعمره بريطانيه كبيره مساحتها ٢ مليون ميلو متر مربع يحرسها جنود مصريين وينهب خيراتها الانجليز …
والسبب فى الغاء حكومة مصطفى باشا النحاس تلك المعاهده هى فشل كل محاولات مصر الدبلوماسيه امام مجلس الأمن التابع للأمم المتحده عام ١٩٤٧ ومن قبلها محاولات عديده امام عصبة الامم المتحده فى عام ١٩٤٥ والتى عجزوا عن اصدار قرار عادل باستقلال مصر واعلان كامل سيادتها على كافة اراضيها وجلاء للقوات البريطانيه من منطقة القناه .. وهذا شان تلك المؤسسات الدوليه التى تصبح عاجزه عن اصدار قرارات تتعارض مع مصالح الدول الخمس العظمى اصحاب حق الفيتو وفى حالة صدور قرار فلا يكون بالخطأ بل انه يصدر ليتم تجميده ولوقف تنفيذه وكانه ولد ميتا واصبح بعد صدوره هو والعدم سواء ليبدأو بالتلاعب به واستخدام الحيل حوله والمتاجره بهذا القرار فيجعلوه اداة ظلم وعدوان لاستمرار خدمة مصالحهم ولاستنزاف ثروات الشعوب ومقدراتهم والتحكم فى مصيرهم …
وقد استمرت المواجهات الشعبيه فى التصاعد ضد القوات البريطانيه فى منطقة القناه حتى وصلت لذروتها فقاموا بحرق مستودعات للبحريه البريطانيه بميدان احمد عرابى بوسط مدينة الاسماعيليه فقرر قائد القوات البريطانيه بشن هجوم وحشى صباح يوم الجمعه ٢٥ يناير ١٩٥٢ على مقر قوات الشرطه المصريه بالاسماعيليه مستخدما المدفعيه الثقيله والدبابات الضخمه فما كان من قوات الشرطه البواسل الذين رفضوا تسليم اسلحتهم والاستسلام بل انهم قرروا بباسله وشرف خوض معركه غير متكافئه عظيمه دفاعا عن ارضهم وكرامة وطنهم بالبنادق العاديه التى كانت معهم فسطروا بارواحهم الطاهره ملحمه خلدها التاريخ وكتبها ابنائها بدمائهم فى سجلات البطولات والانجازات انها معجزه من معجزات المقاومه ضد كل مستعمر ..
وفى فبراير عام ٢٠٠٩ صدر قرار من رئيس الجمهوريه باعتبار ٢٥ يناير من كل عام عيدا للشرطه واجازه رسميه للحكومه والقطاع العام شكرا وتقديرا وامتنانا لدور رجال الشرطه المصريه الشرفاء البواسل على مر العصور .. وستبقى مصر بشرطتها العظيمه واحة الامن والامان دمتم لمصر سندا ودعما فانتم الأبناء والاخوه والاباء والأصدقاء ان شرطة مصر العظيمه شرطة لها شعبا وليس شعبا له شرطه فكل شعب مصرى سندا ودعما للشرطه وهو فى خطوط الدفاع الاولى حفاظا على امن وامان مصر … ” ادخلوا مصر ان شاء الله امنين ” ان شعب مصر واهليهم وشرطتهم وجيشهم فى رباط الى يوم الدين … لنعم الشعب انتم ولنعم الشرطه انتم …
Mahmoud Kamal
