صلوا على النبي المختار وأحيوا سنته تنالوا النجاة

مقال بقلم : د. مختار القاضي

مراجعة : جيهان الجارحي

في يوم الهجرة النبوية الشريفة ، عندما هاجر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من مكة المشرفة إلى المدينة المنورة ؛ هربا من بطش قريش التي كانت تريد قتله ، فنام سيدنا علي بن أبي طالب في فراش الرسول الكريم ، وكانت قريش قد جمعت عددا من شباب القبائل لقتل النبي ليتفرق دمه بين القبائل وترضي قبيلته بالدية . ولكن الله هيأ الأسباب ومكن الرسول من الهرب ، كما نجى سيدنا علي بن أبي طالب من القتل ، وسخر العنكبوت والحمام الراقد على البيض بباب غار ثور لتمويه الكفار الذين أقنعهم سراقة بن مالك المدلجي ، قصاص الأثر بوجود الرسول داخله بصحبة صديقه أبي بكر الصديق ؛ ليتمكن الرسول – صلى الله عليه وسلم – من الوصول إلى المدينة ، ويبدأ مرحلة جديدة من الدعوة التي انتشرت في جميع أنحاء العالم ، وأصبح للإسلام مليارات المنتمين إليه في كافة قارات العالم .

والآن ، لننظر إلى ما نحن فيه من ضعف وذل ومهانة ، جعلنا نتأخر كثيرا عن ركب الدول المتقدمة التي أصبحت تتحكم فينا وتنهب ثراوتنا ، وتحتل أراضينا وتقتل منا الملايين وتزرع الفتنة بيننا ، فأصبحنا نقتل بعضنا بعضا ، ونبيد بأيدينا عباد الله الصالحين ، ويقال عنا القتلة والإرهابيين ، ويوصف الإسلام بدين التطرف والإرهاب ، وهو دين العدل والإحسان والعطاء والبر والسماحة . صار المسلمون بلا سيف يقاتلون به ، وبلا درع يحميهم ، في الوقت الذي تقدمت فيه الشعوب الأخرى بالأسلحة النووية والقنابل الهيدروچينية ، والصواريخ الباليستية والطائرات الأسرع من الصوت ، والدبابات والمدرعات ، بل والأخلاق والقيم التى تنازلنا عنها طوعا لغيرنا ، ونبذنا ديننا وابتعدنا عن ربنا ، فأصبحنا لقمة سائغة لأعدائنا .

صار أعداؤنا يبيعون لنا الأسلحة لنقتل بعضنا بعضا ، ويغرقون شبابنا في البحار أثناء الهجرة ، كما يغرقونه في المخدرات والخمور ، ويزرعون بيننا الطابور الخامس من الجواسيس الذين يبيعون أي شيء من أجل المال والدولارات . واليوم ما هي الحلول ، وكيف نعيش وسط عالم تقدم علينا في كل شيء وفي كافة المجالات ؟!
الحلول صعبة كثيرا ، ولكنها مضمونة النتائج لو تم تنفيذها بدقة وفي سرية تامة . من أهم هذه الحلول ، التمسك بفرائض الله وسنة رسوله الكريم ، وامتلاك السلاح النووي ، وتشجيع العلماء على الاختراع والابتكار ، ونشر العدل بين شعوب أمتنا الجريحة ، ووقف الحروب والجلوس معا على طاولة المفاوضات ، ووضع الحلول السلمية لمشاكلنا وحروبنا ، مع وقف التدخلات الخارجية بكافة صورها وأشكالها ، والتي أدت إلى ضعفنا وتمزقنا .

من المهم أيضا ، عودة القيم الأخلاقية لمجتمعاتنا ، ووقف الفنون الهابطة والمبتذلة من قنواتنا التليفزيونية وشاشات السينما والمسرح ، وإحياء سير العظماء من القادة والأئمة المسلمين ونشر الوعي والثقافة بين شعوبنا ، ونشر التعليم بين أطفالنا وشبابنا ، وتطوير منظومة الصحة والعلاج لشعوبنا . أضف إلى ذلك ، عمل المشروعات القومية ، وتوفير فرص عمل للشباب ؛ لتلتف الشعوب حول قادتها وملوكها ورؤسائها ، وتفعيل دور جامعة الدول العربية ، وتغيير اسمها إلى اتحاد الدول العربية ، مع توقيع اتفاق دفاع عربي مشترك بين هذه الدول بعضها البعض ؛ لتصبح قوة واحدة يعمل لها ألف حساب .

يمكن أيضا إنشاء البنك العربي الدولي ، برءوس أموال تشارك فيها كافة الدول العربية ؛ وذلك لتنمية مشروعات الصناعة والزراعة ، وتمويل البحث العلمي ، ودعم العلماء والمخترعين . يمكن كذلك للشعوب العربية المطالبة بتغيير لائحة مجلس الأمن ، التي أصبحت تصب في صالح الخمس دول الكبريات فقط دون غيرها ، بمنحها حق الفيتو الذي أفقد المنظمة الدولية صلاحياتها ، وأضاع حقوق العديد من الشعوب العربية والأفريقية والآسيوية ، وأيضا الأمريكية ؛ ليكون للجميع حق التصويت بإلغاء حق الفيتو تماما ، ويؤخذ الرأي فيها للأغلبية العظمى من آراء الدول ، ويتساوى الجميع أمام القانون الدولي الذي أصبح ظالما ، وأسقط الكثير من الدول في آتون الحروب التي ضاعت بسببها أرواح الملايين من البشر .

عن Gihan Elgarhy

شاهد أيضاً

الكاتب الصحفي والإعلامي محمد مصطفى شردي يقدم برنامج “كل يوم” على شاشة “ON” الأربعاء المقبل

كتب ابراهيم احمد يبدأ الكاتب الصحفي والإعلامي، محمد مصطفى شردي، رحلة إعلامية جديدة خلال الأيام …