علم الكتاب .. ودرجات الايمان .. وقدرات البشر
كتب الشريف المستشار اسماعيل الانصارى
كل مخلوقات الله من الملائكه والجن والانس والعوالم الاخرى هى من خلق الله الواحد الاحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ، بداية دعونا نتفق ان كل مخلوقات الله جميعا خاضعه شاءت ام ابت لقوانين الله وقدرته وقضاءه وقدره وانهم اما مسيرون كالملائكه ، وبعض العوالم الاخرى كالشمس والقمر والافلاك والنجوم ، والأراضيين والسموات السبع ، والبحار ، او مخيرون كالجن والانس ، وان كل مخلوق من تلك المخلوقات خلقه له بقدرات وصفات وهيئه خاصه به ، وله مهمه وبدايه ونهايه ، وله حقوق تكفل الله بها له وعليه التزامات ، ومنهم من ليس له حساب كالملائكه ‘ لأنهم يفعلون ما يامرون ولايعصون الله ما امرهم ‘ ، ومنهم وجب عليه الحساب كالجن والإنس ، والحساب اما نعيم او عذاب ينزل بهم فى الدنيا والاخره او يؤجل لبعضهم فى الدنيا ليوفى كل منهم جزاءه جزاءا غير منقوص فى الاخره ،
فما هو علم الكتاب وهل متاح للملائكه والجن والانس والعوالم الاخرى ام ماذا ، الحقيقه ان علم الكاتب ، خص الله به صفوة خلقه من الرسل والانبياء والاولياء والصالحين ، وعلم الكتاب نجده على سييل المثال ، فى قصة سيدنا الخضر مع سيدنا موسى عليه وعلى نبيا السلام .. فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما … هذا هو علم الكتاب الذى نقصده وهو علم الله اللدونى الذى يهبه الله لمن يشاء وقتما يشاء لينفذ به مشيئة الله فى الزمان والمكان ليشهد جميع الخلائق لله بالعظمه والقدرة والمشيئه والالهيه والتوحيد ، والانفراد فى حكمه لكونه ومخلقاته دون سواه … وعلم الكتاب قد يكون اذن مباشر من الله …يا معشر الجن ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السموات والأرض لاتنفذون الا بسلطان … فمن ليس معه اذن يكون عاجزا ، اما سيدنا محمد صلوات ربى وتسليماته عليه فقد اذن له برحلة الإسراء والمعراج لتعلم كل الخلائق بانه هو اعلى مخلوقات الله قدرا واقربهم لله وخاصة خاصته ، كان قاب قوسين او ادنى ، فقد اذن له بزيارة بيت المقدس وصلى بالانبياء جميعا اناما بعد ان احياهم الله له ، واذن له بان يعرج للسموات السبع وعند سدرة المنتهى قال له سيدنا جبريل هذا مقامى ان تجاوزته احترقت اما انت يا محمد ، صلوات ربى وتسليماته عليه ، ان تجاوزته اخترقت … وهذا هو علم الكتاب لسيدنا محمد ، وكذلك قصة إحضار كرسى الملكه بلقيس عندما امر سيدنا سليمان على نبينا وعليه السلام احضاره اليه ،
قال عفريت من الجن انا اتيك به قبل ان تقوم من مقامك ،وانى عليه لقوى امين ، قال الذى عنده علم من الكتاب انا اتيك به قبل ان يرتد إليك طرفه ، فلما راه مستقر عنده ، وخلاصة القول ، ان علم الكتاب ، له مفاتيح وبدايات وهى التمسك بالايمان واتباع ما أمر الله به .. هنا يكون للعبد مع الله حال ، يصل بيه إلى درجه من درجات علم الكتاب ، فإذا قال للشئ كن فيكون ، وكل درجه من تلك الدرجات تفتح باب من ابواب العلم والمعرفه والقدره والقوه تظهر عظمة الله فيرى خلق الله حقائق الامور وينكشف عنهم الزييف والتضليل فيرى الكافرون كفرهم وخزيهم واى منقلب ينقلبون ، واهل الكتاب لا ترهبهم شياطين الانس والجن او تقهرهم طيغيان الطغاه او تهزهم جنود الظالين ، الا ان أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون ، هؤلاء هم المنصرون فى الارض ، جعلنا الله واياكم من اهل الايمان ومن خاصة الله …. وتذكروا قول الله …وعلم ادم الاسماء كلها … علم الكتاب …