#عيون_الكاميرا ترصد “شجرة الجن” شجرة سامة ذات أصل علاجي عند القدماء بجبال طيبة بالأقصر

#عيون_الكاميرا ترصد “شجرة الجن” شجرة سامة ذات أصل علاجي عند القدماء بجبال طيبة بالأقصر

كتبت #اعتماد_يوسف

شجرة العشر (العشار) أو مايعرف ب “شجرة الجن” وهي شجرة معمرة مستديمة الخضرة أفرعها هشة ولحاؤها أسفنجي وأوراقها كبيرة لحمية الملمس وتحتوي جميع أجزاء النبات عصارة لبنية وإزهاره مخضرة ويزهر طوال العام والثمار في شكل جراب وتظهر في شكل زوجي وتشبه كثيرا ثمرة المانجو وبداخلها بذور ذات لون ابيض مكسوة بشعر يشبه الحرير ويصل ارتفاعها إلى خمسة أمتار تنتشر في كثير من المناطق الصحراوية وغيرها فنجد الشجرة تكثر في المملكة العربية السعودية وجميع البلدان الصحراوية والهند وأفغانستان وباكستان ومصر والسودان وأغلب المناطق الرملية، ولقد رصدت الكاميرا شجرة العشر بمنطقة جبال طيبة بالأقصر حيث تنطبق مناخها بالبيئة الملائمة لظهور شجرة العشر من الطبيعة الرملية وقلة المياه حيث تموت بكثرة المياه، كما أن سبب وجودها بكثرة أن الحيوانات لا ترعى العشر بل أن الحشرات لا تستسيغ طعمها، وقد ورد الكثير من هذه المعلومات الخاصة بنبات العشر في كتاب حبائل الصحراء لمؤلفه محمد بن سليمان اليوسفي.

وترجع تسميتها بشجرة الجن لأن ساد قديما اعتقادات غريبة حول العشر , ففي بعض مناطق المملكة كان الشخص إذا مشى بقرب شجر العشر قال (بسم الله) لاعتقادهم أنها مساكن للجن، وذلك زعم قديم لدى العرب.

ومما يُروى من القصص الشعبية ( السباحين ) أن امرأة تزوج زوجها بغيرها وهجرها بعد أن أخذ آنيتها وأدوات الطبخ ليعطيها لزوجته الثانية، ولما طال هجر الزوج لزوجته الأولى ذهبت إلى شجرة عشر وجلست تحتها تندب حظها وتستنجد قائلة:
(جن العشر، هو من خَطَرْكم يخَطّر، قشي غدا وأبو عيالي تنكر، وأبو عيالي يالنشاما فقيدة).

والخاطر هو الزائر أو الضيف، وقشي تقصد أدواتها وآنيتها. وتخلص هذه القصة إلى أن ( شهامة الجني المزعومة ) تحركت فتلبس زوجها ورفض الخروج حتى أرغمه على العودة إلى زوجته الأولى.

وكان يعتقد قديما أن إحراق أغصان العشر يجلب الجن وأن إحراق نبات الحرمل يؤدي إلى طردهم.

وفي الأمثال الشعبية يُقال (خضرة عشر) عن الرجل الذي يجمع بين أناقة الشكل وسوء المخبر، وذلك أن خضرة شجر العشر ونضارته تخدع من لا يعرف حقيقة النبات وسميته.

ويقول الشاعر عبد الله بن سبيل :
وخطو الولد رجمٍ على غير حله
لو جاز لك مبناه برق بساسه
خضرة عشر ما هو على شوفةٍ له
يزوم روحه وا حسايف لباسه

العشر من النباتات التي تستخدم طبيا، إلا إنه يعتبر من النباتات السامة فجميع أجزائه سامة خصوصا العصارة اللبنية الموجودة في جميع أجزاء النبات، ويقال أيضا إن لبنه من السموم القاتلة حيث يضر الكبد والرئة، وإذا أصابت العصارة اللبنية العين قد تتسبب في فقد البصر، أما إبتلاع العصارة أو أي جزء من النبات فيسبب تهيجا في الجهاز الهضمي وألما في المعدة مصحوبا بغثيان وقي وإسهال وبطء في النبض وزوغان في البصر وضعف عام، أما إذا كانت الكمية كبيرة فتؤدي إلى نبض سريع غير منتظم وهذيان وتشنجات وهبوط في القلب قد يعقبه الموت.

والعديد من الأبحاث الحديثة تناولت نبات العشر هذا النبات الذي يعتبر مهملا في مصر وليست له أهمية، أصبح حاليا من أهم النباتات التي استغلت استغلالا تجاريا، ويعتبر من أهم النباتات الاقتصادية، فهذا النبات الذي ينمو بشكل كبير في جميع أرجاء العالم والذي يتحمل العطش، قد قد نال أهمية كبيرة حيث تنتج منه الألياف الحريرية، وقد زرع في آلاف من الأفدنة في كل من جزر الهند الغربية وأمريكا اللاتينية.

وخلال العشر سنوات الماضية نشطت الأبحاث العلمية على مستوى العالم وبصفة خاصة في الهند والباكستان، في دراسة إمكانية استخدامه ليس كمصدر دوائي فقط ولكن كمصدر محتمل لمبيدات الآفات ومكافحة النيماتودا في التربة والنباتات، وقد دلت نتائج الأبحاث على أن كثير من الآفات الصحية والزراعية قد استجابت للمكافحة بمستخلصات العشر.

ولقد سبق القدماء المصريين اكتشاف أهمية نبات العشر حيث استعمل العشر من مئات السنين في المداوة حيث ورد ذكر نبات العشر (الأشخر) في الطب المصري القديم فقد ورد في قرطاس “هيرست” الطبي وصفة تتعلق بالأوعية الدموية

كما ورد ذكر العشر في تراث الطب العربي القديم حيث استعمل كملين للأمعاء، طارد للديدان، ودواء للقرحة، الرماد مقشع للبلغم ودواء لحصر البول، الأوراق توضع ساخنة على البطن لشفاء ألم المعدة، الأزهار مقوية فاتحة للشهية، علاج للربو، وتستعمل الأزهار في الهند لعلاج الكوليرا، العصارة اللبنية تستعمل لعلاج البثرات الجلدية، كما يعطي أليافا قوية بيضاء حريرية تشبه في خواصها ألياف الكتان، وهي واحدة من الألياف النباتية القوية التي تقاوم الماء العذب والماء المالح. وتستخدم هذه الألياف في صناعة خيوط حياكة الملابس وخيوط السجاد وشباك صيد الأسماك وصيد الطيور وصناعة الملابس، أما الفحم الناتج من حرقها فتستخدم في صناعة البارود.

فنبات العشر داء ودواء ورغم إنها شجرة سامة لها إلا إنها لها تاريخ علاجي ورغم الأبحاث الحديثة التي عرفت كل مكونات المستخلص الورقي لهذا النبات منذ بداية القرن الماضي وأهميته الاقتصادية إلا أن الاستفادة منه لم تتعدى ما توصل إليه قدماء المصريين منذ خمسة ألاف سنة.

منقولة…

عن هدى شحاته

شاهد أيضاً

السلام العالمى الان رهن وجود تحالف عربى افريقى اسلامى ينهى صراع الزعامه على قيادة العالم والخراب والدمار …. كتب الشريف المستشار اسماعيل الانصارى

السلام العالمى الان رهن وجود تحالف عربى افريقى اسلامى ينهى صراع الزعامه على قيادة العالم …