فضل شهر رجب انه من الاشهر الحرم وكل ما نسب اليه عدا ذلك موضع وضعيف

كتب : الشريف المستشار اسماعيل الانصارى

نبدأ كلامنا ببسم الله الرحمن الرحيم وصلاة وسلاما على خير خلق الله اجمعين ارسله الله للعالمين والانس والجن هاديا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا ، قال الله تعالى ” وما اتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا ”
وقبل كل شئ علينا ان ندعوا الله بان يجعلنا ممن يعظمون حرماته ويلتزمون بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم باطنا وظاهرا وان يجنبنا البدع والا نحدث فى امر ديننا مايخالف شرعه وسنة حبيبه انه ولى ذلك والقادر عليه واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .
قال الله تعالى : اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام ديننا ” فلم ينتقل الحبيب المصطفى الى جوار ربه الا بعد ان اكمل لامته الدين .
لذا فان الابتداع فى الدين باعمال واقوال وادعيه على انها من منسوبه للنبى وجاء بها الشرع من الامور الخطيره التى تبوء صاحبها مقعدا من النار يقول النبى ” من كذب على متعمدا فليتبوء مقعده من النار ” .

من هنا نبدأ كلامنا عن فضل شهر رجب

فضل شهر رجب انه من الاشهر الاربع الحرم الخاصه بالتقويم القمرى وهم رجب ، ذو القعده ، وذو الحجه ، ومحرم وتسمى بالاشهر الحرم لان الله حرم فيها القتال بين الناس ، الا ردا للعدوان ، وعلة ذلك ان يتاح للناس الانتقال والسفر والتجاره والحج والعمره وهم امنين على ارواحهم واموالهم .
قال الله تعالى ” ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السموات والارض منها اربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن انفسكم ” سورة التوبه ايه ٣٦

وفضل شهر رجب كفضل باقى الاشهر الحرم فهى ايام معظمه مباركه اجزل الله فيها الثواب وجعله مضاعفا لمن عمل عملا صالحا وضاعف فيها عاقبة الظلم ويغلظ فيه دية القتل .

اما عدا ذلك فكل ماقيل عن فضل شهر رجب من احاديث وروايات وادعيه فهى مبتدعه وموضعه او مضعفه ومنكره فقد ابتدع بعض الناس فى رجب اعمالا متعدده .
اشهرها :
_ صلاة ” الرغائب ” وهى تقام فى اول ليله فى رجب وهى بدعه باتفاق ائمة الامه وهذه الصلاه اختلقها بعض الكذابين.
_ ماورد عن تخصيص زيارة المقابر فى اول جمعه من شهر رجب
وهى بدعه اتفاق ائمة الامه فالزياره تكون فى اى وقت .
_ ماورد بان النبى صلى الله عليه وسلم ولد فى اول يوم من شهر رجب
وماورد بان بعثة النبى فى ليلة السابع والعشرين من شهر رجب وقيل فى الخامس والعشرين وهذا كذب باتفاق ائمة الامه
_ ماورد من ادعيه مخصوصه تقال فى شهر رجب بدعه باتفاق ائمة الامه .
_ ماورد من تخصيص ايام من شهر رجب بالصوم فليس له اصل فى الشرع باتفاق ائمة الامه
_ ماورد من تخصيص رجب بالعمره واعتماد ان العمره فى رجب فيها فضل فليس له اصل فى الشرع باتفاق ائمة الامه.
_ ماورد بان ” شهر رجب شهر الله وشهر شعبان شهرى ورمضان شهر امتى ” حديث منسوب كذبا للنبى صلى الله عليه وسلم باتفاق ائمة الامه .
_ ماورد بان ” فى الجنه نهرا يقال له رجب ماؤه اشد بياضا من اللبن ، واحلى من العسل من صام يوما من رجب سقاه الله من ذلك النهر ” حديث منسوب كذبا للنبى صلى الله عليه وسلم باتفاق ائمة الامه.
_ ماورد بانه ” من صام من رجب يوما كان كصيام شهر ومن صام منه سبعة ايام غلقت عنه ابواب الجحيم ، ومن صام منه ثمانية ايام فتحت له ابواب الجنه الثمانيه ، ومن صام منه عشرة ايام بدلت سيئاته حسنات ” حديث منسوب كذبا للنبى صلى الله عليه وسلم باتفاق ائمة الامه.
_ ماور بانه ” من صلى المغرب فى اول ليله من رجب ثم صلى بعدها عشرين ركعه ، يقرأ فى كل ركعه بفاتحة الكتاب وقل هو الله احد مره ويسلم فيهن عشر تسليمات حفظه الله فى نفسه واهله وماله وولده ، واجير من عذاب القبر ، وجاز الصراط كالبرق ، بغير حساب ولاعذاب ” حديث منسوب كذبا للنبى صلى الله عليه وسلم باتفاق ائمة الامه.

وفى النهايه على المسلمين ان يتذكروا الانتصارات التى تمت لهم بفضل الله عليهم فى هذا الشهر المبارك وان يستعيدوا تلك الاحداث واسباب الانتصار ومن هم ابطالها ونتائجها التى تحققت للانسانيه والبشريه كلها منها غزوة ” تبوك ” وتخليص القدس من الصلبين بعد كفاح مرير ومعارك كبيره خاضها القائد المسلم الفذ صلاح الدين الايوبى ( ٥٨٣ هجريا _ ١١٨٧ ميلاديا ) .

وقد اشتهر شهر رجب باسم ” الاصم ” لعدم سماع قعقعة السلاح لانه من الاشهر الحرم .
واشتهر بانه ” الاصب ” لانصباب الرحمه فيه من الله على الناس
واشتهر بانه ” منصل الاسنه ” حيث كان العرب اذا دخل عليهم شهر رجب ينزعون الحديد عن رؤوس الاسهم والرماح ويلقونها .

هذا هو شهر رجب لمن اراد الوقوف على حقيقة فضله وما يجب على كل مسلم القيام به اتجاه هذا الشهر المبارك ومايجب عليه الابتعاد عنه وتجنبه .