قصة النسر المصري .. الشهيد البطل عاطف السادات

مقال بقلم : د . مختار القاضي

النقيب عاطف السادات هو شقيق الرئيس الراحل محمد أنور السادات ، كما أنه أول شهيد طيار في حرب أكتوبر المجيدة ، وذلك بعد أن قام بتنفيذ مهمته القتالية ضمن الفوج الأول بكل نجاح ، وكانت آخر كلماته : “ومارميت إذ رميت ولكن الله رمى” . ولد عاطف السادات فى السادس عشر من مارس سنة ألف وتسعمائة وثمانية وأربعين (١٩٤٨) ، وتخرج في الكلية الجوية سنة ألف وتسعمائة وستة وستين(١٩٦٦) ، ثم قضى عامين في الاتحاد السوفييتي للتدريب على المقاتلات الجوية وبرنامج القاذفات المقاتلة السوخوي . في عام 1969و 1970 شارك عاطف السادات في عمليات هجومية مصرية ضد طائرات مصرية باتجاه سيناء ، وقد اكتسب خبرات كبيرة في حرب الاستنزاف ، مما أهله ليصبح معلما على قيادة الطائرات السوفيتية في تلك الفترة .

في السادس من أكتوبر طلب النقيب عاطف السادات من القائد زكريا كمال الطيران معه لتنفيذ مهام قتالية داخل خطوط العدو في سيناء ضمن الضربة الأولى لسلاح الجو المصري ، بدلا من الانتظار الضربة الثانية التي كانت القوات الجوية تجهز لها . وأمام إلحاح عاطف السادات استجاب قائده لهذا المطلب ليقوما معا بعملية جسورة كللت باستشهادهما عقب نجاح المهام التي كلفوا بها . قام البطلان بقصف مواقع إسرائيلية في منطقة أم مجرم ، كما قاما بقصف طائرات إسرائيلية بمطار المليز ، كذلك تمكن عاطف السادات من تفجير مركز للمراقبة الجوية يحتوي على رادارات ، قام أيضا بتفجير مركز قيادة صواريخ الهوكي الإسرائيلية للدفاع الجوي بالمطار ؛ لحرمان العدو الإسرائيلي من استخدامه ضد القوات المصرية الجوية طيلة فترة الحرب .

قام باقي التشكيل بضرب وتفجير مطار المليز ، وبعد ذلك قام النقيب طيار عاطف السادات بدورتين كاملتين بطائرته للتأكد من تدمير الهدف ، وفي الدورة الثالثة وعقب تبليغه لمركز القيادة عبر أجهزة اللاسلكي بإتمام مهمته ، أصيبت طائرته وتحطمت ليسقط البطل قتيلا ويلقى ربه شهيدا بصاروخ دفاع جوي إسرائيلي على سيناء أرض البطولة ، وذلك بعد أن ساهم هو ورفاقه ، نسور الجو المصريون في فتح الطريق أمام القوات المسلحة المصرية لعبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف الحصين ، ورفع العلم المصري على أرض سيناء

كان الشهيد البطل عاطف السادات شاب خلوق محترم ووسيم جدا ، وقبل الحرب طلب من الرئيس الراحل أنور السادات أن يقود سربا جويا ويهاجم العدو الإسرائيلي بنفسه ، إلا أن الرئيس رفض ذلك . يذكر أنه ذات مرة أخطأ عاطف السادات في أحد التدريبات ، وكان يستحق العقاب ، وبالفعل تقبل الأمر بأريحية معترفا بخطئه ومتقبلا للعقاب دون أن يستغل سلطة أخيه الأكبر الزعيم الراحل أنور السادات رئيس الجمهورية رحمه الله . تم تخليد ذكراه بإطلاق اسم الشهيد الراحل عاطف السادات على أحد أحياء العريش ومركز شباب بنفس الحي .

عن Gihan Elgarhy

شاهد أيضاً

قصي خولي في “كاربول كاريوكي”: العائلة مهمة في حياتي

كتب ابراهيم احمد حضور جماهيري لافت يحظى به الفنان السوري قصي خولي الذي تمكن من …