مقال بقلم : د . مختار القاضي
مراجعة : جيهان الجارحي
بافوميت هو ابن إبليس البار ، حي إلى الآن ، ويتحكم في الملايين ، وهو مخلوق ناري ، كما أصبح إلها لعبدة الشيطان . يقدس الماسونيون هذا الشيطان الذي توجد صوره بمعابدهم ؛ لاعتقادهم أن إبليس قد وكّله لإذلال بني آدم ، وأنه يحاول بقوة أن يكون ديانة عبدة الشيطان ، بحيث تصبح أكبر ديانة على الأرض ، وجمع أكبر عدد من العبيد حوله . عقيدة باڤوميت منتشرة في الأوساط الأوروبية والأمريكية ، ويعتبرونه ابن إبليس الأكبر ، ومرتبته بين الشياطين كبيرة جدا ، وقد ذُكر بافوميت في الإنجيل والتوراة كشيطان خسيس ومذموم ، كما ذُكر اسمه في كتب السحر والشعوذة ، وذكره فرسان الهيكل أو المعبد ، وهو من أقوى التنظيمات العسكرية ، حيث يمتلكون الكثير من الأموال ، وهم من قاموا بتحريض أوروبا على القيام بالحملات الصليبية ضد البلاد العربية .
يرتبط السحر الأسود بالشيطان باڤوميت ، وهو عبارة عن رأس ماعز تتوسطه النجمة الماسونية ، مع جسم بشري وثدي امرأة ، وله قرنان . أصبح تنظيم عبدة الشيطان شبه علني ، حتى أنهم أنشأوا معبد للشيطان بمدينة سان فرانسيسكو ، ووضعوا فيه تمثالا كبيرا لإلههم باڤوميت ، حيث يقومون بعادة سنوية تُسمى بالتضحية البشرية ، والتي يقدمون فيها القرابين من البشر ، وخصوصًا الأطفال بعد ذبحهم كقربان للشيطان ؛ تقربا إليه واعترافا بربوبيته . وضع بافوميت ٧ وصايا للبقاء على الأرض ، وهي منهج حياة عبدة الشيطان ، ألا وهي الانغماس في الشهوات والاستمتاع بباقي الأجناس ؛ لأنك أفضل منهم ، والشيطان يحمي ظهرك ، وعليك بالحكمة القذرة ، ولا وقت لديك لتفكر براحة الآخرين ، وكن أنانيا ، ولا تقع في الحب ؛ لأن الحب للضعفاء ، وانتقِم ولا ترحم ، ولا ترأف بأحد ، وإنك حيوان لا إنسان ، فاشبع رغبتك الحيوانية قدر المستطاع ، ولا تؤمن بالأديان لأنها ما تقف في وجه سعادتك ، ولا تبالِ بخطاياك لأن الشيطان درعك في هذه الخطايا ، ولن يحاسبك بها أبدا .
مَن يخالف هذه الوصايا من عبدة الشيطان يُعتبر ملعون ، والغريب أن بعض أفلام هوليود روّجت لبافوميت ؛ محاولةً منها لغرس قِيمه بين بني البشر . أشهر عبدة الشيطان في العالم ، والأب الروحي لهم ، هو أليستر كراولي الذي أطلق على نفسه “رسول الشيطان والملذات” ، وزعم تواصله مع الشيطان خلال عزلته في أحد القصور ، وقد وُلد سنة ١٨٧٥ م ، وهذا الشخص ذُكر بكل ماهو سيئ في الكتب التي ذكرته ، وأسموه بالشيطان البشري ، ورسول الشهوات والملذات ، وابن إبليس البار ، وكان من عائلة غنية ، وكانت له دوافع شريرة منذ صغره ، فكان يمزق جثث الحيوانات ، ويُخرج أحشاءها الداخلية ، ويحرق الحيوانات حية ، وعمره لا يتعدى السبع سنوات ، وقد حاولت أمه علاجه عند قساوسة الكنائس ؛ لإخراج الشيطان من جسده ، ولكن دون جدوى .
عندما بلغ عمر “أليستر كراولي” ١٨ سنة ، ورث الكثير من الأموال ، ومارس الجنس بشكل يومي ، كما سافر إلى الصين والهند وأفريقيا ومصر لتجميع كتب السحر ، وانعزل عن العالم فترة ، ثم أعلن عن دينه الجديد ، وتجمّع حوله الكثيرون ، ودعا إلى ممارسة الفجور ، وإشباع الشهوات ، وكلما تزّود من ذلك ، تقرّب إلى الشيطان أكثر . أحبه أتباعه بعد أن أحّل لهم كل شيء . استوطن جزيرة كورفو في صقلية ، وأقام بها طقوسه الشيطانية المرعبة ، وكانت تخرج من القصر أصوات مخيفة ، وصارت هذه الجزيرة مهجورة بعد موته من شدة خوف الناس منها ، فتحولت إلى جزيرة قذرة.
كان أليستر كراولي يطلق على نفسه رمز ٦٦٦ ؛ لأن في آخر الزمان سيظهر كائن نصفه إنسان ونصفه شيطان ، فرغب في أن يكون هو ذلك الوحش ، وقد تزوج أليستر كراولي ٥ مرات ، انتحرت أربعة من زوجاته والخامسة أصابها الجنون . كراولي هو المثل الأعلى لعبدة الشيطان الذين يقومون بتعليق صوره وكتبه على الجدران