مخاض السلوك
بقلم عبير التميمي
عندما تتمخض جذور التربيه تنتج عنها أجنه مختلفه من السلوك والطباع. تثري أو تذري حياتنا.
فتظهر لنا حقيقة الأشخاص من حولنا.
فنسعد بلقاء أحدهم. ونثتغيث من لقاء شيطان أحدهم.
فمنا من تسبقه سيرته الطيبه وأخلاقه الرفيعة الراقيه. ويجني ثمار تربيته الفاضله وسلوكه السَّوِيُّ ويظل في قائمة الأحترام والتقدير
حتي وإن إنقطع عمله تبقي سيرته العطرة التي تكون بمثابه صدقه جارية له بمجرد ذكر أسمه
فتتاهفت محاسنه بنهر من الترحم والحسنات له.
وكل من يعرفه أو يسمع عنه في حياته ومماته يدعو له بالخير.. فهل أفضل من ذلك صدقات
أو أفضل من ذلك ميراث لولده بعد مماته يؤجر به وترفع درجاته عند خالقه.
ومنهم ما هو شريف حتى تأتي له الفرصه المناسبه.
لتخرج حقيقة جذوره العطنه من تربيته.
لأن من يتأصل فيه الخير لا تغيره الفرص ولاتتعطن جذوره ولا تتحول أغصانه وأوراقه الي عصف مأكول تذره رياح الفرص
ومنهم ذات السمعه السيئة الذي ليس له جذور ولا أساس من الأصول، فذلك لا يعنيه سوي التربح واستغلال كل من ساء حظه وقابله، ليستفيد منه بكل الطرق وشتي الوسائل المشروعة وغير المشروعة، وهذا الشخص لا يفرق معه ما قد يفعل بنفسه او سمعته أو ما يوصم به أولاده او عائلته، من عار وأطنان من الوحل يغرق بها نفسه وكل من حوله، ويظل غريق هذا المستنقع ولا يخرج منه أبدا حتى بعد مماته فتقرن سيرته حيا وميتا، بقول أعوذ بالله منه سيرته وأفعاله،
أو لفظ لا رحمه الله ولا جزاه خيرا فقد كان وكان..
فهل يبقي للإنسان منا غير سيرته وعمله الطيب،
أعذنا الله وإياكم من مخاض تربيه مشوهة ونفوس ضعيفة، ورزقنا وإياكم حسن الخلق والسيرة الحسنه دنيا ودين.