إسماعيل الإنصاري
للعقلاء ومن يريدوا الاصلاح تجنبوا ثورة اليائس وفقد الامل …. كتب الشريف المستشار اسماعيل الانصارى
عندما يفقد الناس الامل والرغبه فى استمرار العيش ويبدأ اليائس يسيطر على أركان حياتهم وحياة من يحبهم وتبدأ احوالهم تتغير للاسوأ ويفقد الجميع الامل فى ان يحمل الغد لهم ما هو افضل ، ويتساوى عند الناس الحياه والموت ، ويفقدون الرغبه فى العيش والاستمرار فى حياه تزيد فيها المعاناه دون نقصان ، وتتفاقم فيها الازمات دون حل ، وباتت عندهم نار الاخره اهون من نار اليائس وقسوته ، وامتلأت حياة الناس دون استثناء بالمشاكل والهموم ، التى لا حل لها او مخرج منها ، فيجد الجميع انفسهم امام مرحله يصعب تجاوزها ، فيفقد الناس الامل فيجعلهم يعيشون فى عزله اليائس والاحباط فيفقدون القدره على التواصل ويفلس الجميع ويعجز عن تقديم ابسط انواع الدعم والعون والمساعدة لأقرب الناس اليه أبناءه واخوته واصدقائه وجيرانه ، فيعيش الجميع حياه جافه لا طعم لها سوى الالم حرها شديد لا يطاق او لاحد القدره على تحمله او العيش فيه ، وينتظر الناس املين حدوث اى انفراجه تفتح لهم ابواب الامل ، فلا يجد الناس الا مزيد من النكبات تهبط على رؤوسهم لتزيد اعباء وضغوط الحياه عليهم ، ولا يجدوا امامهم الا الاحباط قد احاط بهم بقسوته التى لا ترحم …من هنا تبدا اهم ثورات الحياه نقاءا وطهرا ثورة القضاء على اليائس وأحياء الامل فى نفوس البشر تلك الثوره القويه القادره على محو كل اسباب اليائس والاحباط ، وتقضى على كل الحواجز التى تقف حائلا امام احلام الناس الذين يؤمنون بانهم قادرون على تحقيقها بالعمل والاجتهاد وجنى حصاد تعبهم وثمرة جهدهم لينتفع به الجميع ، انها ثورة القضاء على اليائس التى اراد الله إزالتها من نفوس خلقه فانزل لهم الكتب والرسالات وبعث لهم الرسل والانبياء واعد لهم العلماء والصالحين لتجديد الامل فى نفوسهم فيسود العدل وتعود الحقوق لاصحابها دون نزاع او صراع او تصادم ، وللقضاء على اليائس والاحباط فيزول الظلم والطغيان بين الناس فلا يكون هناك قهر او عدوان ، الله اراد لاحلام الناس ان تنطلق فى الحياه بنسماتها الجميله لترسم لهم طريق النجاح والسعاده ….ان اقوى برامج الاصلاح والتغيير والنهوض والعيش فى حريه والتمتع برخاء ورفاهية الحياه هو القضاء على اليائس والاحباط وزرع الامل واعطاء الفرصه للجميع ليصنع مستقبله ومستقبل من يحبهم .
ان ثورة القضاء على اليائس تنطلق فجأه دون ميعاد او مقدمات كالسيول والفيضانات وتخرج امامنا كالبراكين وتتحرك كالزلازل وتسقط علينا كالرعقد لايحكمها او يتحكم فيها عقول مدبره او يقودها شخص او ان احدا ما قد خطط لانطلاقها ، وانها لا تهدأ اوتتوقف حتى يعود الامل الى نفوس الناس من جديد .
فالبشريه لا تستطيع ان تحيا بلا امل او ان تحيا ولا تجد لاحلامها حظا فى غرسها فى الحياه ، افسحوا الطريق لامنيات الناس لتتحقق ، ولاتفقوا امامها فتتعطل ان فعلنا ذلك نفوز وننجح .
.. ازرعوا الامل فى كل القلوب لان فيه سعادة البشريه ، وانزعوا فتيل اليائس والاحباط لان فيه تعاستنا جميعا .
…حفظ الله الأمم والشعوب والدول من شر زرع اليائس والاحباط فى نفوس الناس .
من اجل ذلك كان الدين هو افبون الشعوب لانه يحيى الامل ويوقظ الاحلام ويصنع الانجازات ويقضى على اليائس والاحباط ويوزع المحبه بين الناس ويجعل الجميع يعيشون فى سلام مهما اختلفت الاديان ، فاهلا بكل دين وعقيده تحيى الامل وتقضى على اليائس والاحباط ” من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ” والايمان الحقيقى هو زراعة الامل والكفر الحقيقى هو نشر اليائس والاحباط بين الناس ….فأهلا بالامل مسئولية كل إنسان منا فى هذه الحياه عليه ان يغرسه فى نفسه وفى نفوس الاخرين
