ماذا يتبقى لنا ان فقدنا الاخلاق …. كتب الشريف المستشار اسماعيل
فى عصر تحكمه الماده وتسيطر عليه المصالح والمنافع وتطغى عليه الانانيه والجشع والطمع عالم تقوده الانتهازيه والتملق والنفاق كل مافيه بريق يلمع فى اعيوننا ولكنه ليس ذهب ، تحولت فيه حياتنا الى زيف ووهم وضلال ، وامتلات قلوب الناس باليأس والملل والاحباط ، فاصبحنا نعيش فى غابه بشريه يفترس فيه القوى الضعيف ، ويلتهم فيه الكبير الصغير ، ويدهس فيها ويدوس الراكب الماشى ، فى عالم مادى متمرد يرغب فيه الكثير ان يعيش وحده فى سعاده مزعومه وهناء ورغد ملوث ومغموس بتعاسة وفقر والم وحزن وانين الاخرين ، ياله من عالم مادى قبيح غابت فى دنياه مرحبا شمس الاحاسيس الجميله والعواطف الصادقه والمشاعر الرقيقه ، وتجرد فيها البشر من فطرتهم الانسانيه الجميله وانسلخوا عنها ، انها تلك الفطره التى تصون البشريه وتحفظها من طغيان الماده عليها ، تلك الفطره التى يحب فيها كل انسان الخير لغيره ، ويتواصل فيها كل انسان مع الاخرين بحب وموده ونقاء وسمو ، تلك الفطره التى يحمى فيها القوى الضعيف فلا يظلمه ، ويعطى فيها الغنى الفقير فلا يتركه فى ضنق العيش يتألم وحده ، تلك الفطره السليمه التى لم تلوثها مغريات الحياه فتجد فيها اصحاب القلوب الرحيمه يسارعون فى نجدة ومداوة الام المصابين والمرضى ويرفعون الحزن عن المنكوبين ويجتهدون بكل مايمتلكون من اسعاد قلوب الايتام فيكبر كل يتيم فى حب غيره فيصبح نواه خير وغرس طيب لغيره ، تلك الفطره السليمه التى لاتعرف الحقد والغل والبغضاء تلك الغطره السليمه التى تصلح بين ذات البين فلا تتركهم فى خصام وفرقه وضعف وهوان ، والسؤال الذى يجب أن يسال كل منا نفسه كيف تحولت حياتنا وتبدلت فطرتنا السليمه فأصبحنا فى عالم تقاس فيه الاشياء وتوزن بمقايس المال والسلطه والمراكز لا بمقياس الاخلاق والقيم والمبادئ ، والاجابه بكل صدق اننا بالطبع سبب رئيسى مما وصلنا اليه من ماساه . فماذا نحن فاعلين، وكيف لنا ان نقاوم هذه الماديه البغيضه التى احاطت بنا وتسلطت على حيتنا ، وكيف لنا ان نكمل الحياه ونتحمل العيش فى ظلالها ونارها ولهيبها وقسوتها ، ونطيق شرها الذى يفتك بفطرتنا السليمه ، وكيف لنا ان نتفادى امواجها العاتيه المتلاطمه ، فى عالم تركنا فيه وحدنا وغاب عنا من يمد لنا يد العون ويعلمنا العوم فى تلك الحياه الماديه الرهيبه او يرشدنا لوسيله تنقذنا وتهيئ لنا الخروج من تلك الدوامه الماديه القاسيه ، محتفظين ببشريتنا وانسانيتنا وقيمنا واخلاقنا ، اذا علينا ان ندرك اننا الان فى مأزق خطير انه يجب علينا ان نفكر جميعا ومعا فى كيفة الخلاص منه ، وماهى الحلول التى يجب علينا التمسك بها فورا ، وماهو الطريق الوحيد الامن الذى يجب ان نرسمه لانفسنا للسير فيه والعبور منه … والاجابه الوحيده التى سوف نصل اليها جميعا انه مهما بحثنا عن حلول وطرق ووسائل فلا نجاه او طريق الا العوده سربعا والتمسك بكل قوه بفطرتنا الانسانيه والاخلاقيه السليمه التى خلقنا الله عليها وان نطهرها من اوثان المطامع ومن تلبيس ابليس ومن غرور النفس ومكائد الشياطين … وليعلم الجميع ان قطرة واحده من انسانيتنا واخلاقيتنا التى فطرنا عليها ان سكبت فى ماء البحار يغدوا حلوا عذبا …. انها الاخلاق عنوان الحب فى الحياه ، انها الاخلاق طوق النجاه ، انها الاخلاق ان فقدناها فماذا يتبقى لنا فى الحياه الا الشقاء …