منطقة وسط البلد بعاصمة القاهره تحفه معماريه رائعه الجمال والسحر أساسها الخديو اسماعيل ومازالت تحمل عبق التاريخ وعمقه الملهم…. متابعة : الشريف المستشار اسماعيل الانصارى

جوله معرفيه مع خبير ترميم الاثار والمنشآت التاريخيه الاستشارى المهندس : فاروق شرف
جميلة .. يامصر :-
جولة لشارع وسط القاهرة ولا يعرفه الكثير حتى وهم بداخله .. هذا الشارع القريب من ميدان التوفيقية عبارة عن تحفة معمارية ويتميز بموقع جغرافى فريد يربط الشوارع الرئيسية بالعاصمة ..
وأشهر مافيه (وزارة التأمينات) وعمارة (عدس) وملهى (شهر زاد) ..وأخيراً تم غلقة أمام السيارات وأصبح متنزه سواء بالجلوس على كافيهاته أو السعى إلى محلات آخر ساعة لتناول وجبة تيك أوي.
فهل وضحة الرؤية بمعرفة هذا الشارع ؟
إنه شارع الألفى الذى يربط بين شارع الجمهورية وبين شارع عماد الدين .. ويرجع إسمه للأمير المملوكى محمد بيك الألفى.
فلكل شارع في مصر حكاية..
ولكل اسم شارع بطل لا يعرفه في الغالب أحد، حتى سكان هذا الشارع..
ويعلق المصريون على شوارعهم لافتات بأسماء مشاهير في الطب والسياسة والفنون والعلوم،
وغالباً تكون تلك الشوارع على علاقة بهؤلاء المشاهير،
مثل أن تكون مكان ميلادهم أو مكان سكنهم، وأحياناً تلجأ الدولة لتكريم بعض الأشخاص حيث تقوم بتسمية الشوارع بأسمائهم، لا يعرف ساكنوها من هو صاحب الاسم.
من أشهر شوارع منطقة العجوزة في مصر شارع أحمد عبد العزيز والذي أطلق على اسم أحد أبطال وشهداء الجيش المصري في حرب 1948 فلسطين،
لكن الغريب أن معظم المارين في الشارع لا يعرفون من هو «البطل أحمد عبد العزيز».
يقول بائع شرائط الكاسيت القريب من ناصية الشارع: ان الشارع أطلق على اسم الممثل أحمد عبد العزيز بعد نجاحه في مسلسلات «ذئاب الجبل والوسية»،
ويقول آخر: انه تمت تسميته نسبة إلى طبيب مشهور هو الذي أسس الشارع في فترة الستينات، لكن الإجابة الأغرب التي تلقيتها من أحد المارة حيث قال: ان الشارع أطلق على اسم أحد الضباط الذين يسكنون في نهاية الشارع.
ويتمتع المصريون بذاكرة قوية، فهم يرفضون في أحيان كثيرة تغيير أسماء الشوارع والميادين،
فميدان «عبد السلام عارف بميدان» باب اللوق ما زال يعرف بميدان البستان، رغم تغيير اسمه
ومحطة مترو محمد حسني مبارك ما تزال تعرف بمحطة رمسيس، حتى أن الموظفين وباعة التذاكر اصطلحوا على هذا الاسم أيضاً، وميدان سفنكس بالعجوزة ما زال يعرف بهذا الاسم رغم تغيير اسمه إلى ميدان نجيب محفوظ
ومحطة مترو محمد نجيب تعرف بمحطة عابدين،
وكذلك بالنسبة لمحطة السادات والمعروفة باسم التحرير
وشارع طلعت حرب بالتحرير ما زال البعض يناديه باسم شارع سليمان باشا،
وربما يمكن تفسير هذا بأن المصريين ارتبطوا بالأسماء القديمة إلى أن أصبحت جزءاً من ذاكرتهم التي يرفضون تغييرها.
ومن أطرف أسماء الشوارع في مصر شارع «الماء والليمون» وهو يقع في منطقة الملك الصالح، يقول أحد قاطنيه: انه لا يُعرف سبباً لهذه التسمية، وأوضح أنه يلقى سخرية كبيرة خاصة عندما يقول له أصدقاؤه «يجب إضافة السكر الى اسم الشارع حتى تشربوه»،
ويوجد بمنطقة مصر القديمة شارع إسطبل عنتر، وبعض شوارع لا تنتمي إلى أحد، مثل شارع اسمه محمد أحمد، أو حسن محمد، أو شارع فتحي فقط، وفي منطقة الطوابق بالهرم يوجد شارع اسمه «كعابيش»، أحد الباعة الجائلين هناك في البداية لم يعرف سبب التسمية لكنه بعد فترة قال لي ان الاسم يعود إلى المعلم كعابيش الصعيدي الذي جاء وسكن هذه المنطقة قديماً يوم أن كانت خلاء، ويبدو هذا التفسير مناسباً يناسب غرابة هذه الأسماء.
تقول مي التي تسكن في منطقة أرض الجولف بمصر الجديدة: إنها تسكن في شارع اسمه دكتور سليمان عزمي، وتقول لا اعرف من هو سليمان عزمي هذا، كما أن مصر الجديدة كلها مسماة على أسماء أشخاص لا يعرفهم أحد، ربما يكونون باشاوات أو مشاهير لا اعرفهم، أو أرادت الدولة تكريمهم دون التعريف بهم أو بالشيء الذي كرَّموا من أجله.
وإذا كان الدكتور سليمان عزمي ليس معروفاً بالنسبة إلى مي فان هناك شوارع مسماة بأسماء أناس معروفين، لكن ساكني الشارع لم يسمعوا بهم من قبل. فمن بين عشرة أشخاص سألتهم عن شارع عباس محمود العقاد ومن هو صاحب الاسم فمنهم من أجاب أنه كاتب وشاعر معروف، وتنوعت باقي الأجوبة بين أن يكون عالماً أو «اذكر أن هذا الاسم مر علي في كتب المدرسة» أو «قد يكون شخصية عربية مهمة». وكذلك الحال بالنسبة لشارع مكرم عبيد الذي لم يعرفه أحد رغم تاريخه السياسي الطويل.
أطرف أسماء الشوارع، هي أسماء الشوارع المتفرعة من شارع جامعة الدول العربية بمنطقة المهندسين، فمعظمها أسماء دول عربية، فنجد شارع سوريا وعدن والحجاز والرياض ووادي النيل والسودان، كما نجد بعض الشخصيات العربية التاريخية مثل شارع الضابط السوري جول جمال، وهناك السفارات العربية، ومكاتب الجرائد والمجلات العربية ومنها جريدة الشرق الأوسط، وهكذا استطاعت هذه الشوارع بفروعها أن توحد العرب في مكان واحد، فيما فشلت السياسة في ذلك. كما نجد بعض المناطق تتخذ معلماً مميزاً في تسمية شوارعها فمنطقة الزمالك مسماة على أسماء أمراء المماليك، ومنطقة وسط القاهرة على أسماء باشاوات عصر ما قبل الثورة أما شوارع منطقة المعادي أرقام.

ومن الظواهر المرتبطة بأسماء الشوارع في مصر والتي لا يمكن تجاهلها أنك عندما تسأل أي مار في الشارع عن اسم أي شارع آخر فإنه سيتبرع بالإجابة حتى لو كانت إجابة خاطئة .. مع مرور الزمن تصبح بعض الشوارع أشهر من أبطال أسمائها، ويولد نجوم جدد، لا يعرفهم أحد، ليصبحوا أبطال لافتات هذه الشوارع.. دون الاهتمام أو الاكتراس بمعرفة تاريخهم.

نعود إلى شارع الألفى فبالرغم من صغر طول الشارع فإن له تاريخ عريق وشهد أحداث كثيرة تمثل علامة فارقة فى التاريخ المصرى.. من أول الحملة الفرنسية حتى حريق القاهرة 1952م.. وكان من اشهر شوارع الفن والمسارح والملاهى فى العهد الملكى.. وبالرغم من مرور الزمن عليه مازال يحتفظ بذكرياته على طول الشارع.

وشارع الالفى تم تخطيطه على ايام الخديوى توفيق عند انشاء منطقة التوفيقية وكان يطلق على هذا الشارع حتى عام 1906م “شارع توفيق” إلى أن تحول إلى شارع الالفى.. وهو الأمير المملوكى الذى عاصر الحملة الفرنسية.. ونازع محمد على باشا فترة على حكم مصرى بدعم من الانجليز.. وكان قصره يوجد فى مدخل الشارع بالقرب من شارع الجمهورية الآن.. وهذا القصر اتخذه نابليون مقرا له.. وفيما بعد أقيم فندق شبرد وأصبح من اشهر معالم القاهرة.

ومن أشهر معالم الشارع أيضا.. مطعم الالفى بك وهو فى الأصل مسرح برنتانيا القديم.. وكان من أكبر مسارح القاهرة.. وقد هدم وبنى مكانه مبنى كبير يضم مطعم الالفى وفوقه ملهى شهرزاد جزء منه تحتله سينما كايرو.. ولهذا المبنى ثلاث واجهات الأولى على شارع الالفى حيث المطعم الآن وواجهة مطلة على شارع زكريا أحمد والأخرى على شارع سراى الأزبكية حيث سينما كايرو.

وهناك أيضا سينما ديانا والتى افتتحت عام 1931م.. وكان هناك أيضا سينما حديقة ركس والتى هدمت وحل مكانها مبنى هيئة التأمينات منذ عام 1957م.. و على ناصية شارع عماد الدين مع الالفى.. توجد عمارة عدس حيث كان يوجد اسفلها محل شركة الأزياء الحديثة “عدس”، ومكانه الان محل الملابس “نايل ستوك”.. وقبل هذه العمارة كان يوجد مسرح الكورسال الذى أنشأه دلبانى عام 1913م.. وعلى هذا المسرح مثل نجيب الريحانى وغنت أم كلثوم عليه عام 1932م.

وفى 19 شارع الالفى.. يوجد فندق ويندسور والذى يحتل مدخله من ناحية شارع الالفى سنترال الالفى ويوجد فى الدور الارضى منه.. أما مدخل الفندق فمن شارع مدرسة الألسن وهو جزء من ميدان حليم القديم.. وفندق ويندسور وكما يذكر مكاوى سعيد فى كتابه “مقتنيات وسط البلد” .. انشىء فى مطلع القرن العشرين كحمامات للأسرة المالكة.. ثم تحول لنادى للاعيان وكان مكان للضباط الانجليز قبل الثورة.. وهو فندق 3 نجوم واشتهر ببار باريل ويقصده الأوربيين الآن.. ويتم تصوير الكثير من المسلسلات والبرامج

نقل وإعداد لحق المعرفة على مدى الرقى والفخامة وعبق التاريخ الواضحة فى البنايات الخديوية وسط العاصمة القاهرية التى أسسها الخديو إسماعيل بعد إفتتاح مشروع قناة السويس والتى تضع القاهرة فى مصاف الشوارع الأوربية حيث لا تقل جمالاً عن باريس ولا عن قيمة ساحات روما العتيقة.

عن إسماعيل الإنصاري

شاهد أيضاً

قصي خولي في “كاربول كاريوكي”: العائلة مهمة في حياتي

كتب ابراهيم احمد حضور جماهيري لافت يحظى به الفنان السوري قصي خولي الذي تمكن من …