من روائع التراث

الأمير أحمد بن طولون وقصه بناء ثالث أكبر جامع فى مصر.

مقال بقلم. مختار القاضى.

وسط مدينه المساجد بقاهره المعز يقع جامع أحمد بن طولون والذى يعرف باسم جامع الميدان وهو ثالث أكبر مسجد فى مصر بعد جامع عمرو بن العاص وجامع العسكر. قام بتشييد هذا المسجد الأمير أحمد بن طولون مؤسس الدوله الطولونيه الذى ولد فى بغداد سنه ٢٢٠ ميلاديه وقد انفق على تشييد هذا المسحد ١٢٠ الف دينار وهو مبلغ كبير فى ذلك الوقت. يلقب هذا الجامع أيضا بلقب شيخ معالم القاهره بلانزاع حيث أنه أكبر مسجد محتفظ بمكوناته الانشائيه بشكل كامل منذ بنائه وحتى الآن مع بعض الاضافات المملوكيه. أنشأ بن طولون مسجده هذا ليكون مسجدا جامعا للإجتماع بالمسلمين وحيث أنه من مواليد سامراء بالعراق فقد تأثر بالأساليب المعماريه العراقيه فنقلها إلى مسجده فى مصر. ظهرت تلك التأثيرات فى التصميم والزخرفه والتقسيم والبناء. يبلغ طول الجامع ١٣٨ مترا وعرضه ١١٨ مترا ويحيط به من ثلاث جهات البحريه والغربيه والقبليه ثلاث زيادات عرض كلا منها ١٩ مترا بحيث يصبح المسجد مربعا طول ضلعه ١٦٢ مترا مع صحن مكشوف يبلغ طول ضلعه ٩٢ مترا وقد شيد الجامع علي مساحه ٦ أفدنه ونصف. الجامع يتميز بواجهه مهيبه إستمدت شكلها من واجهه جامع عمرو بن العاص والمسجد له عده أبواب تتخلل السور الخارجى له صفت بانتظام بالاضافه إلى باب صغير الذى فتح فى جدار القبله كان يؤدى إلى دار الاماره التى أنشأها أحمد بن طولون فى شرق الجامع الذى يبلغ عدد أبوابه ١٩ باب الا أن المدخل الرئيسى حاليا هو المدخل المجاور لمتحف جاير إندرسون حيث توجد عليه لوحه تجديد فى عصر الخليفه الفاطمى المستنصر بالله. يتوسط مسجد أحمد بن طولون قبه محموله على رقبه مثمنه ترتكز على قاعده مربعه بها ٤ فتحات معقوده وبوسطه حوض للوضوء ويوجد سلم داخلها بسماكه حائطه. كانت هذه القبه مذهبه فى الأصل وتعلو نافوره أسفلها وتقوم هذه القبه على ١٠ أعمده ويحيط بها ١٦ عامودا من الرخام وقد إحترقت تلك النافوره فى أوائل العصر الفاطمى ولم يتبقى منها شيئ. بنى حسام الدين لاشين الميضأه الحاليه مكان النافوره ومسقطها على هيئه مربع طول ضلعه ١٤ متر وله جدران سميكه من الحجر المنحوت ويتوسطها من الداخل حوض مثمن يملأ بالماء للوضوء. إن قبه المسجد الموجوده الآن هى القبه التى شيدها العزيز الفاطمى بدلا من القبه التى إحترقت. كان يوجد حجره بالمسجد مخصصه للطبيب الذى كان يعالج المرضى كل يوم جمعه وقد بنى هذا الجامع من الحجر الأحمر الذى رفع على دعامات ويشترك جامع أحمد بن طولون مع جامع سامراء وسوسه فى وجود الزيادات باعتبارها أسلوبا هندسيا إستخدمه المعمارى للصعود المتدرج والغرض منه التحضير النفسى لدخول الجامع مع توفير السكينه والطمأنينه للمصلين أثناء آداء المناسك. بنى هذا المسجد مهندس قبطى قال له بن طولون آنذاك اريد مسجدا إذا إحترقت مصر بقى وإذا غرقت بقى. تم ترميم هذا الجامع عده مرات منذ نشأته كما أعيد بناؤه فى عصر الملك فؤاد الأول كما دخل ضمن مشروعات تطوير منطقه القاهره التاريخيه. تمتاز واجهات الجامع الأربعه بالبساطه وهى شبه خاليه من الزخارف كما تنتشر بالمسجد الكتابات على اللوحات الرخاميه منذ تاريخ إنشاء المسجد بعضها بالخط الكوفى. يوجد بالمسجد مأذنه تأثرت بمأزنه مسجد سامراء تسمى المأذنه الملويه تتألف من قاعده مربعه تقوم على ساق أسطوانيه يلتف حولها من الخارج سلم دائرى لولبى عرضه ٩٠ سنتيمترا ويبلغ إرتفاع مأذنه الجامع حوالى ٤٠ مترا وهى من أقدم المآذن الموجوده فى مصر وقد صمدت أمام الكثير من الزلازل والظروف الطبيعيه. يتكون المسجد من صحن أوسط مكشوف متساوى الأضلاع تقريبا طول ضلعه ٩٢ مترا ويحيط بالصحن ٤ أروقه أكبرها رواق القبله الذى يشتمل على ٥ صفوف من العقود المدببه المحموله على أكتاف مستطيله القطاع ويغطى الأروقه الأربعه سقف من الخشب حديث الصنع. أستخدم المسجد فى العصر الأموى كجامعه لتدريس العلوم المختلفه من المدارس الفقهيه والطب وغيرها كما يوجد على حوائط المسجد الداخليه عناصر زخرفيه متميزه تسمى العرائس المتراصه غير موجوده فى أى مسجد آخر كما يتميز المسجد بوجود ٦ محاريب.

عن إسماعيل الإنصاري

شاهد أيضاً

السلام العالمى الان رهن وجود تحالف عربى افريقى اسلامى ينهى صراع الزعامه على قيادة العالم والخراب والدمار …. كتب الشريف المستشار اسماعيل الانصارى

السلام العالمى الان رهن وجود تحالف عربى افريقى اسلامى ينهى صراع الزعامه على قيادة العالم …