كتبت : جيهان الجارحي
اللهم إنه لا حول ولا قوة إلا بك ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .
عندما دعا البعض يوما ما إلى إبرام اتفاقية سلام مع الإرهابيين ، أثارت تلك الدعوة ردود فعل غاضبة ومنددة ومعارضة بكل حزم وشراسة .
نحن نعلم أن الولايات المتحدة الأمريكية تبرم منذ وقت ليس ببعيد اتفاق سلام جاري تنفيذه مع حركة طالبان الأفغانية حفاظا على حياة الجنود الأمريكان ، كما تقوم الحكومة الأفغانية بإطلاق سراح المعتقلين لديها من حركة طالبان بين الحين والآخر .
إن الحرب على الإرهاب حرب ضروس طويلة الأمد ، يدفع ثمنها خيرة جنودنا البواسل من رجال القوات المسلحة المصرية ، الذين يروون بدمائهم الطاهرة ثرى سيناء الحبيبة بين الحين والآخر ، وما يترتب على ذلك من مأساة يعيشها الشعب المصري حسرة وألما على حياة جنود مصر الأبطال ، ناهيك عن حرق قلوب الأمهات والأسر المصرية على فقدان أبنائها فلذات أكبادها !
صحيح أنه من الجميل أن تستشهد في سبيل الوطن ، ولكن الأجمل أن تحيا من أجل الوطن .
عندما نفكر في أمد تلك الحرب ، نشعر أنه لا نهاية لها ، وأننا نكاد ندور في دائرة مفرغة .
إن الزعيم الراحل محمد أنور السادات أبرم اتفاقية سلام مع اليهود الصهاينة ؛ حقنا لدماء رجال مصر الشرفاء الذين ضحوا في حرب أكتوبر المجيدة بما يزيد على ال100 ألف شهيد .. فلماذا لا يمكن إبرام اتفاقية سلام مع هؤلاء إن كان ذلك ممكنا ، مع الاستعانة بالعلماء ورجال الدين في تقويم فكرهم المتطرف ، وإرشادهم إلى التعاليم السمحة للدين الإسلامي الحنيف .. دين الوسطية والاعتدال ؟!
قال تعالى : وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ . صدق الله العظيم .