وهم النصر وغرور القوه والافلاس …كتب الشريف المستشار اسماعيل الانصارى
” وما النصر الا من عند الله “….. فكل نصر ياتى من غير طريق الله فاعلموا انه وهم النصر وغرور القوه اما من يدعون انهم قادرين على ان يحققوا انتصارات ويملكون سلطه ونفوذ فى كون الله دون اذن منه وانهم قادرين على ادارة كونه بارادتهم فانهم واهمون ومفلسون وخاسرون لانهم لا قبل لهم بجنود الله ” وجنود ربك لايعلمها الا هو ” فيا من تدعون انكم قد امتلكتم القوه غاب عنكم انكم لا تملكون اساسا من امر انفسكم شئ فانكم لم تاتوا للحياة بارادتكم ، او انكم تستطيعون البقاء فيها ومنع الموت عنكم ، وتناسيتم بغرور انكم تحيون على ارض الله بقدر الله حياه ترصد فيها عليكم أنفاسكم واقوالكم وافعالكم ولا تغادرون الحياه الا بعد ان ياذن الله لملك الموت بقبض ارواحكم ، ولاتملكون فى حياتكم إلا اعمالكم تقدموها لانفسكم بين يدى الله ليحاسبكم عليها يوم القيامه يوم اللقاء الاعظم يوم الفصل ” يوم لاينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم ” واعلموا ان الله ناصر الحق ” وانه يحق الحق بكلماته ولو كره الكافرون ” وأنه ليس فى كون الله الا الله ” هو المهيمن القادر على كل شئ ، وان اهل لا اله الا الله هم المنتصرون ، اما مدعين وهم النصر وغرور القوه وامتلاك رقاب الناس وتصريف امور حياتهم وشئونهم وان بيدهم الحياه والموت والخير والشر والنفع والضرر ، انهم واهمون وخاسرون ومفلسون وان الله لهم بالمرصاد فلا ينتصرون ابدا ، مهما حققوا فى الحياه من مكاسب وجمعوا من اموال وحشدوا من حشود فان نهايتهم هو الفناء مهما طال بهم الزمان وغرتهم الحياه التى غرت قبلهم ، فلماذا تركهم الله يعثون فى الارض فسادا ، ان الله امهلهم ولم يعجل لهم العقاب الا ليعودوا الى الصواب والحق فلما استكبروا وزاد عنادهم قضى الله عليهم وخسف بهم الارض ، كألم يغنوا بالامس ، فكم سحق الله قبلهم من فراعين وطغاه وافنى قبلهم من مستبدين .
فما هو الفرق بين نصر الله وغيره أما نصر غير الله من الواهمين فان فيه أذية وبطش وظلم وقهر وذل وانكسار للناس اما نصر الله العظيم فان فيه خير وعز وعدل ومساواه وتمكين للناس .
فكيف لنا ان نكتشف ذلك قبل ان نقع فى البلاء ، ان البدايات مؤشرات ونتائج تنبئ عن النهايات فان سارت الامور فى خطواتها الاولى فى دائرة وفلك قوانين الله التى فيها النفع والخير للناس كانت نصر من الله عظيم ، وان خرجت عن ذلك قيد أنمله نتج عنها كوارث للناس وكانت غرور القوه ووهم النصر والافلاس.