٢
وجنود ربك لا يعلمها إلا هو…سبحانه…كتب الشريف المستشار اسماعيل الانصارى
ما كان للظالمين ان يتجرأو على الله باذية خلقه ، وان ينشروا فى الارض الفساد ويملأوها جورا وظلما ، والله امرنا باعمارها والعدل فيها ، فهل كان يظن الظالمين انهم ناجون من خزى الله لهم فى الدنيا ، وويل الاخره وجحيمها …
الا يعلمون ان لله جنود لا يعلمها إلاهو … ” ولله جنود السموات والارض ” لاتترك مؤمن الا نصرته ولا تترك ظالم الا قصمته
… ومن جنود الله …
القبر… فالقبر سجن لا هروب منه ، للظالمين ظلام وظلمات واهوال وحفرة من حفر النار فياله من سجن لا مفر منه … وجنود ربك لايعلمها الا هو …
والنوم … جند من جنود الله يقهرنا جميعا … راحة لمن اطمئنت قلوبهم بذكر الله ، اما الظالمين فهو لهم ارق وضيق لانهم بدلوا نعمة الله كفرا وامتلات قلوبهم غلا وحقدا واذى للناس ..وجنود ربك لايعلمها الا هو ..
والزوال … جند من جنود الله .. فقد ظنوا انهم فى الحياه خالدون ” كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ” وأورثناها قوما اخرين .. فورثها المستضعفون فى مشارق الارض ومغاربها … وجنود ربك لايعلمها الا هو .
المؤامرات والانقلابات … جند من جنود الله … كم هدمت عروش للطغاه والظالمين … فالله ” يعطى الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ” …وجنود ربك لايعلمها الا هو .
والغيب .. جند من جنود الله …. ” لايعلم الغيب إلا الله ” … ” وعنده مفاتيح الغيب ” … فيا جهل الظالمين وغفلتهم لا يملكون من امر انفسهم شئ فيظلمون ، ولا يعلمون من الغيب شئ فيزدادوا ظلما ، ويعلمون ان مصيرهم كمن سبقهم الى زوال ، فلايتعظون …وجنود ربك لايعلمها الا هو .
وجنود ربك لاحصر لها ، الفيضانات والاعاصير والبرق والصواعق والحممو البراكين والزلازل والفيروسات كلها من جنود الله منها من نراه وغيرها لا قدره لانس او جان او ملك مقرب ان يتصدى لها هى جند من جنود ” كن فيكون ” ليس بينها وبين تنفيذ امر الله وقت تستغرقه… ولا راد لقضاء الله …
..يايها الانسان المخلوق بيد الله ومن روحه المكرم عن سائر خلقه ومخلوقاته … ” ولقد كرمنا بنى ادم ” فلماذا ايها الظالم تتجاهل قدرة الله وعظمته وتؤذى غيرك … وانت تعلم ان الظلم ترجع عقباه الى الندم فلم يهنئ ظالم فى الدنيا براحة البال رغم نعمها التى تغمره من الظاهر ..اما الباطن ومايحدث له فيه فهو امر خفى وهو جند من جنود الله … وجنود ربك لايعلمها الا هو …
وجنود ربك لاتنفذ ..اما حياة الظالمين واعمارهم تنفذ…
ولايبقى فى كون الله بعد فناء كل خلقه الا وجه الله الكريم.. …فاستعدوا عباد الله للقاء ربكم بصالح الاعمال وطيب الكلام وصفاء القلوب ، وتوبوا اليه جميعا قبل فوات الأوان .