أوطان مختطفه … وانظمه مستضعفه حكمت على نفسها بالإعدام…كتب الشريف المستشار اسماعيل الانصارى
تظن بعض الانظمه ان خطف هوية الاوطان وتبديلها وتغيير ثقافتها وعاداتها وتقاليدها ونهج حياتها وطرق معيشتها وارتدائها ثوب الحداثه هى افضل الطرق لادارة شئون الدوله فالديمقراطيه كمنهج سياسى يمنع الصراع على السلطه وينظمه والعماله الاجتماعيه تمنع التصادم بين طبقات المجتمع المختلفه وفئاته المتنوعه وان التزام الجميع بالقانون واحترامه وعدم مخالفته يحقق الاستقرار والتنميه فى اعلى درجاتها المجتمعيه وان هذا ما تصبو اليه كل شعوب العالم وتريد تحقيقه ….
ولكن الواقع فى التطبيق اثبت عكس ذلك تماما واتى للشعوب المستغربه والمختطفه من هويتها بنتائج كارثيه ادت الى ضعفه وتاخره و تخلفه عن ركب الحضاره بل انها افقدته مقوماته وموارده الطبيعيه وطمست شخصيته الوطنيه فاصبح مسخ لا وزن له ولا قيمه وسط الامم والشعوب واصبح شعور كل مواطن داخل وطنه وكانه غريب عنه ففقد حسه الابداعى وقل جهده وانتاجه وضعف انتمائه وحرصه على التطوير واصبح لايفكر الا فى امرين اما يعيش لنفسه واسرته الصغيره او يعيش فى الخارج وهذ هو الاختيار الافضل له والذى يسعى اليه كل مستغرب فى وطنه انها أوطان مختطفه وأنظمة حكمت على نفسها بالإعدام….فهل هناك دوله بلا شعب وحكم واداره بلا مواطنين هذا ما حدث بالفعل ونتج عنه تجربة الحداثه وخطف الهويه ….. الهويه هى جذور كل مواطن التى تكونت من الاف السنين وورثتها الاجيال فهل يعقل اقتلاعها وتغييرها ونظن بعد ذلك ان الحداثه وتغيير الهويه سوف نجنى من ورائها نفع وخير ونفع …..بالتأكيد لا ….
انها الخدعه التى وقعت فيها انظمة الحكم وحكمت على نفسها بالإعدام وأنفقت فى تحقيقها دون جدوى مئات المليارات ….
ولو فتشنا قليلا عن اسباب انزلاق الانظمه وسقوطها وتدمير شعوبها هو انها ارتكبت خطأ الوقوع فى وهم الحداثه والتقدم المزعوم المنتظر االذى لن ياتى وفى النهايه تاتى الرياح الشعبيه والجماهيريه التى تشبعت بهويتها واصبحت جزءا اصيلا من تكوينها ومميزا لها عن غيرها كبصمة الاصبع بما لا تشتهي تلك الانظمه او تتوقع فتسقط وتبقى الهويه فوق الجميع …
اما ما تظنه بعض الانظمه انها قادره على ان تؤتى بالحداثه التى تقنع بها المواطنين ليعيشوا فى ظلالها ويتنعموا بخيرها فهذا هو المستحيل نفسه. فالانسان لا يستطيع تغيير جلده لان هذا الجلد هو ردائه الذى يعيش به ولا يستطيع العيش بدونه . …انها الهويه التى يتنفسها المواطن داخل وطنه ولايقبل عنها بديل وان كل شئ يمكن تغييره وتبديله الا الهويه فانها تبقى وماعدها من افكار وحيل تسقط وينهار …ان معركة الهويه تنتصر دائما وتسقط دونها تلك الانظمه التى أرادت الحداثه بادعاء التغيير للأفضل انها دائما تخسر وتحكم على نفسها بالاعدام …والحقيقه ان الحداثه هى ان تلبس ما اراده الاخرين لتكون جزء منهم وعبدا ذليلا لهم وهذا ما تحاربه الهويه وتنتصر عليه …ان الاوان لتمزيق تلك الاثواب وخلع تلك الاقنعه المزيفه التى لاتشبهنا ولاتمثلنا والعيش فى هويتنا … هى خيرا لنا