الملاك الجدد والانقلابات الاقتصاديه والمجاعات ومعاناة الشعوب ..كتب الشريف المستشار اسماعيل الانصارى
الملاك الجدد يعمدون فى انقلاباتهم الاقتصاديه على التدخل المباشر والغير مباشر فى منظومات الاقتصاد العالميه القائمه داخل الدول والتى تملك القدره والامكانيات الماليه الجباره على اضعافها فى اى وقت شاءت فتصبح قابله للانهيار او السقوط من تلقاء نفسها وذلك لان حركه التجاره الدوليه والاستثمارات العالميه تحكمها بروتوكولات واتفاقات ومعاهدات التزمت بها جميع الدول سواء راسماليه او اشتراكيه وسواء انتقلت إليهم برا او جوا او بحرا ولانها جميعا تتعامل فيما بينهما ماليا من خلال منظومة مصرفيه وبنكيه موحده حول العالم تتبع البنك الدول وصندوق النقد الدولى التى انشائهما الملاك الجدد …..
……وسواء كان نظام الحكم راسمالى حر يمتلكه الافراد والشركات والمؤسسات والكيانات الراسماليه العملاقه او نظام حكم مالى اشتراكى تمتلكه الدوله وتسيطر عليه ولا مكان فيه لملكيه الافراد ، او نظام حكم مالى يجمع بين ملكية الدوله وملكية الافراد فاداراتهم الماليه جميعا تتم من خلال الملاك الجدد وتخضع لهم ….
…..ونظره سريعه حول سبب انهيار الانظمة الماليه القائمه الاشتراكيه منها والراسماليه … لقد كان سبب انهيار النظام المالى الاشتراكى ان المواطنين اعتمدوا فى حياتهم اعتماد كاملا على الدوله من سكن وتوظيف وتعليم وصحه وبنيه اساسيه ودعم متكامل شامل كافة نواحي حياة المواطنين المعيشيه والمجتمعيه ونتج عن ذلك انه بمرور الوقت ومع زيادة الكتله السكانيه التى تخطت إمكانيات الدوله وقدراتها ومواردها الطبيعيه انهار النظام المالى الاشتراكى …. اما سبب انهيار النظام المالى الراسمالى الحر هو الفساد داخل المؤسسات الراسماليه والرشوه والاحتكار وشراء الذمم وغسيل الاموال فلم تستطع القوانين الرادعه التصدى لجشع الراسماليه الحر او التحكم فيه والذى سيطر على كل مفاصل الدوله فانهار …
…. اما دور الملاك الجدد قائم على اقراض الجميع افراد وشركات ودول اشتراكيه كانت او راسماليه فاصبح لهم نفوذ مالى قوى حول العالم بالاضافه الى امتلاكهم شركات اعملاقه عابرة للقارات ومتعددة الجنسيات من كل ذلك استطاعوا صنع الانقلابات الاقتصاديه حول العالم لافلاس الدول والشركات والأفراد حتى اصبحوا وحدهم الان الملاك الجدد لهذا العالم تتبعهم وتسير على خطاهم الماليه النظم والحكومات والدول …
وللتخلص من سطوة الملاك الجدد وسيطرتهم علينا ان نقوم بانشاء نظام مالى وتجارى واقتصادى متعدد الاطراف ومترابط فيما بينه يتاجرون فيما يصنعوه فلا يستورده من الخارج وياكلون مما يزرعوه والفائض منه للتصدير ويكونون فينا بينهم شراكات اقليميه ودوليه انها اقتصاديات الاسر والعائلات العملاقه القويه الممتده جذورها وافرادها حول العالم …. ان فعلنا ذلك عادت لنا ملكية ما اخذه الملاك الجدد …. وعلينا ان نحذف من قاموس حياتنا تلك العبارات البراقه التى تسلب العقول وتاخذ الالباب والتى خدعنا بها جميعا راسماليين واشتراكيين والتى كان يطلقها الملاك الجدد علينا فى الخفاء من خلال امتلاكهم وسيطرتهم على منظومة الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعى حول العالم والتى منها ضرورة التوزيع العادل للثروات والحفاظ على الطبقه المتوسطه ورفع المعاناه عن الفقراء كلها كانت قنابل موقوته صنعوها لتنفجر فى مجتمعاتنا لتجريف مواردنا ونهب ثرواتنا فتخلف لنا الفقر والجوع والمرض….
…..ان نظريات الاقصاديات القويه التى تستطيع ان تصمد امام كل المتامرين من الملاك الجدد هى نظرية الثواب الاقتصاديه للاسر والعائلات لا المتغيرات التى تديرها الملاك الجدد ، لان الثوابت تبقى وتزول دونها المتغيرات …وان كل الصراعات والانقلابات الاقتصاديه مع مرور الوقت سوف تزول بثوابت اقتصاد الاسر والعائلات الذى نشأ عليها البشر اقتصاد الحاجه والضروره التى صنعت منهم شعوب وامم والتى حافظت على مواردهم الطبيعيه والبشريه طوال عشرات القرون …. وبها سوف يزول المحتكرين من الملاك الجدد وتبقى لنا اقتصاديات الاسر والعائلات تنمو وتكبر وتتخطى الحدود وتعبر القارات …. لان كل متغير يريد فرض نفسه على الجميع من الملاك الجدد سوف ينتهى وجوده واثره ونتائجه وتبقى لنا فى للنهايه ثوابت الشعوب منتصره دون حروب….
….