مقال بقلم : د. مختار القاضي
مراجعة : جيهان الجارحي
يتم حاليا ، على قدم وساق ، الانتهاء من إنشاء أعظم متحف في العالم ، أو المتحف المصري الكبير الذي يضم مجموعات كبيرة من القطع الأثرية من عصور ما قبل التاريخ ، وحتى العصر اليوناني الروماني . ذلك المشروع الذي ينتظره العالم كله ؛ لما له من أهمية كبرى من الناحية الثقافية والعلمية والحضارية .
تم إنشاء المتحف على مساحة ١١٧ فدان ، شاملة منطقة اللاندسكيب أو المساحة المحيطة بالمتحف . تم نقل غالبية آثار الملك المصري الشهير توت عنخ آمون لعرضها بالمتحف ، وتضم حوالي ٥٢٠٠ قطعة أثرية ، وفي منطقة البهو العظيم سيتم عرض مجموعة من أكبر التماثيل المصرية من حيث الحجم ، ومنها تمثال الملك رمسيس الثاني
يضم المتحف حوالي ١٨ معملا لترميم الآثار باستخدام أحدث الطرق العلمية ، وهي أولى المباني التي تم إنشاؤها بالمتحف ؛ ليتم فيها صيانة وترميم كافة القطع الأثرية القادمة من خارج المتحف ، سواء من المتاحف أو المخازن أو مكتشفات البعثات الأثرية ، ومنها معامل متخصصة لترميم الآثار العضوية وغير العضوية والأحجار والمعادن والمخطوطات . من المزمع أيضا عرض إحدى المسلات الكبرى بالمتحف ، والتي كتب اسم الملك أسفلها في تقليد نادر الحدوث في الحضارة المصرية ، وسيتم عرض هذه المسلة معلقة ، بحيث يظهر اسم الملك للسادة الزوار ، كما سيتم عرض مكتشفات خبيئة العساسيف المكنونة من ٣٠ تابوت في حالة جيدة داخل المتحف .
المتحف من الخارج عليه رسومات على هيئة مثلثات للتوافق مع بانوراما الأهرامات المصرية ، التي تبعد عنها بمسافة قليلة ، وسيتم عرض القطع المنتقاة في فتارين مؤمنة ضد الاقتحام والسرقة والحريق ، كما يضم المتحف أجهزة إنذار ضد الحريق ، وأجهزة إنذار ضد السرقة ، وأجهزة كشف مفرقعات ، وأجهزة كشف معادن وطفايات حريق .
المتحف المصري الكبير يضم أيضا متحف للطفل ، وثلاث قاعات للعرض المتغير ، ومكتبة كبرى وقاعة عرض سينمائي ثلاثية الأبعاد ، وقاعة عرض لذوي الاحتياجات الخاصة ، وجراچ للسيارات ودورات مياه ، وقاعة اجتماعات كبرى وقاعة لاستقبال كبار الزوار . وللربط بين منطقة الأهرامات والمتحف الكبير ، فإنه يجري أيضا تطوير منطقة الأهرامات وتخصيص مناطق للخيول ، وتخصيص سيارات كهربائية لنقل الزوار ، مع تمهيد الطرق وإنارتها وعمل نفق أسفل طريق الفيوم ؛ للربط بين منطقة الهرم والمتحف الكبير . تم كذلك إلغاء متحف مراكب الشمس الموجود بمنطقة الهرم ، ونقل مراكب الشمس إلى المتحف المصري الكبير ؛ ليتم فكها وإعادة تركيبها بطريقة صحيحة .
الرخام المستخدم في المتحف من خامات مصرية ، كما أن جميع العمالة مصرية ، ويصل عددها إلى خمسة آلاف عامل ، وكافة المتخصصين في الترميم والهندسة والآثار من المصريين ذوي الخبرات الواسعة ، كل في مجال تخصصه ، والمتحف بالكامل مكيف تكييف مركزي . يوجد داخل كل فاترينة ملصق من الجرافيك مدون عليه معلومات موجزة عن الأثر المعروض ، وذلك لأول مرة بخمس لغات ، منها المصرية والإنجليزية والفرنسية ؛ وذلك حتى يخرج الزائر المصري أوالأجنبي بمعلومات كافية عن القطع الأثرية المعروضة ، وينطبق ذلك أيضا على القطع الأثرية الكبرى والقطع المعروضة خارج ڤتارين العرض .