قال الإعلامي والباحث المتخصص في شؤون العلاقات الدولية محمود كمال أن ضم الغواصة من طراز “أوهايو” إلى حاملتي الطائرات “آيزنهاور” و”جيرالد فورد” ومجموعة السفن الحربية التابعة لهما والتي سبق أن نشرهما الجيش الأمريكي في المنطقة يأتي نتيجة أن قوى الغرب وجدت أن نفوذها بدأ يتراجع في الشرق الأوسط خلال السنوات الخمس الأخيرة وأن دولا عربية كانت تحت العباءة الأمريكية وعباءة حلف الناتو بالكامل الا انها الآن بدأت تتخلص منها مشيرا إلى انها انضمّت إلى منظومة “بريكس” ومجموعة شانغهاي وعقدت اتفاقيات تجارية ضخمة مع الصين وروسيا ودول شرق آسيا بالإضافة إلى المتغيرات التي حصلت في أفريقيا للتخلص من السطوة الفرنسية والغربية الأمر الذي يفسر زحف الغرب العسكري نحو الشرق الأوسط من جديد .
و أكد كمال أنه خلال الفترة الأخيرة لاحظنا استقلالية دول الخليج العربي وتحكمها بإنتاج النفط وعدم الإنصياع لأوامر الإدارة الأمريكية وطلباتها.
وأشار إلى أن ذلك يتم لانهاء الخلافات بين الدول العربية والتوجه نحو لمّ الشمل العربي وهذا يخالف المخططات الأمريكية والإسرائيلية التقسيمية للمنطقة عبر مشروع الشرق الأوسط الجديد وصفقة القرن وإقامة الأحلاف الإقليمية تحت غطاء غربي.
وقال كمال إن الغرب استغل الفرصة في حرب غزة للتدخل بهذا الكم العسكري الكبير في المنطقة بهدف إعادة ترميم وبسط سلطته ومحاولة تطويق التمدد الشرقي القائم على تعزيز التعاون والمصالح الوطنية للدول واحترام سيادتها
وأوضح أن أولى خطوات محاولة التطويق هذه كانت مشروع الخط التجاري والنفطي من الهند إلى دول الخليج العربي إلى قناة بن غوريون وتفريغ غزة من سكانها واستخدام أرضها كمنطقة وصل مع الموانئ الإسرائيلية في مواجهة طريق الحزم والحرير الصيني خاصة بعد تدمير خط “نورد ستريم” ومرفأ بيروت”.
وأضاف قائلا إن المطالبة الأمريكية الملحّة بعدم توسيع الحرب ليست سوى مناورة مرحلية تنتهي بعد حسم احتلال غزة ليبدأ بعدها دور الأساطيل والغواصات الاطلسية في تنفيذ خط الهند – حيفا
الجدير بالذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل يومين قال إن غزة ستبقى تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي حتى بعد الانتهاء من “حماس”.