كتب الشريف المستشار اسماعيل الانصارى
هناك امور فى حياتنا يكون الحديث فيها بحرص شديد وعدم تسرع وتانى فى كل معلومه فما بالكم بالحديث عن الروح والجسد والمنتقلين والاحياء … دعونا نفتح الباب قليلا فى هذا الموضوع ونقف امامه بعمق وتركيز ونتحدث معا… اما الروح فلن نقول الا … يسالونك عن الروح قل الروح من امر ربى وما اتيتم من العلم الا قليل …. اما الجسد فهو هذا البنيان الالهى العظيم الذى خلقه الله بيده وامر الملائكه بالسجود له الا ابليس ابى فلم يكن من الساجدين …. فطرد من رحمة الله وكان من الملعونين الى يوم الدين … فكان ابليس وذريته واعوانه من الشياطين اعداء للانسانيه لايريدون لهم الا الشر وان يكونوا واياهم حطب جهنم التى يسعر بها النار ، اعاذنا الله واياكم من غضب الله وعذابه سائلين الله رضاه ورحمته … وليس ابليس هو عدو الانسان الاول والوحيد بل ان الد اعداء الانسان هى نفسه التى بين جنبيه ، وهى تلك النفس الاماره بالسوء ، وللانسان سبع انفس ، نفس واحده هى التى تردى بيه فى نار جهنم لو اطاعها واتبع هواه … ان كيد الشيطان كان ضعيفا …وهذا ردا على ان دور الشيطان فى غواية بنى ادم ضعيف جدا جدا ، وان كل دوره يقتصر على على ان يكون مع النفس الاماره بالسوء جنبا الى جنب وصفا واحدا لافساد المهمه التى من اجلها خلق الله الانسان وهى اعمار الكون بالطاعه … وماخلقت الجن والانس الا ليعبدون …. والعباده طاعه والطاعه امر بالمعروف ونهيا عن المنكر والطاعه بناء واعمار وتقدم وازدهار والمعصيه المنهى عنها هدم وفتن وغوايه وصراعات وحروب وخراب ……. وياتى الحديث الان عن المنتقلين اللذين وفى الله لهم فى الدنيا اعمارهم وارزقاهم وصعدت ارواحهم الى بارئها …. اين ذهبت تلك الروح لايعلم احدا مكان تجمعها الا الله والملائكه المقربون وبعضا من خلقه وخاصته … اما الجسد فيفنى ويتحول فى مرقده الاخير الى تراب الا عظمة الزنب فاذا ما جاء الوقت المعلوم عادت تلك العظمه الصغيره الى انسان ليتم محاسبته … ليست بعد الموت الا جنة او نار …وهى حياة الخلود بلا موت بذات الروح ولكن باجساد ليست كما كانت عليه فى الدنيا اجساد لها مواصفات الخلود اجساد اما فى نعيم دائم او عذاب لاينتهى…. واخيرا ارجوا ان تقبلوا منى ما قد ازعم انه صواب بان زمن الكون وحياة الانسان والبرزخ وقيام الساعه والحساب والخلود صفر زمن وبان الزمن ثابت والمتغيرات تطرأ على كل مخلوقات الله الانسان والجن والسموات والارض ولاتطرأ على الزمن .. لاتسبوا الدهر ولاتسبوا الزمن فانا الدهر والزمن ، فهل تصدقون ذلك …
ولنتوقف هنا للتفكير ونكمل حديثنا فى جزء ثانى من هذا المقال … وشكرا لحسن متابعتكم