التعايش السلمي والوحدة الوطنية والمفاهيم المغلوطه ..
بقلم : جيهان حنا
سألني طفل صغير منذ سنوات عندما كنت اعمل في مجال التربية و التعليم…«اين غطاء رأسك يا ميس؟؟؟ لماذا لا ترتديه مثل جدتي وامي؟؟؟» ابتسمت بهدوء وشرحت له بطريقة مبسطه تتناسب مع سنوات عمره الذي لم يكن يتجاوز الخمس سنوات،….« حبيبي انا البسه عند الصلاة واماكن التعبد» وانه اذا امعن النظر سيجد حوله الكتير مثلي وان هناك من هم بلا غطاء رأس… طبعا لم اتطرق إلي اختلاف الأديان السماويه تماما….
المهم انه ابتسم وقال…«شعرك حلو يا ميس»
تجاذبنا اطراف الحديث الذي هو في الحقيقه انترفيو لقبوله بالمدرسة… وذكرت له ان عندي كلاب جميله وتصفح صورهم علي الموبايل.. اضفت انني اعتبرهم بناتي… وهنا صدمني بقوله«كلاب مسيحية» بالطبع لم يكن يقصد اهانتي ولا اهانة الديانه المسيحية…فانا ام وتربوية ودارسه سيكولوجية الطفل… وبالاضافة لكل ما ذكرت تعلمت في بيتي المتواضع ومدرستي وكنيستي بالطبع ان ادافع عن ديني بسماحة ولين قلب وبهدوء….استرسلت قائله وانا احتضنه حتي يشعر بامومه وحنان اكثر وتصل رسالتي أعمق…«حبيبي….مخلوقات الله من حيوانات وحشرات… الي أخره ليس لها دين ولا شعائر دينية ولا تذهب ال جامع او كنيسة»
لكي لا أطيل عليكم عرفت انه طلب إقتناء حيوان اليف بالمنزل وبدل من أن يرفضوا ويشرحوا السبب الحقيقي للرفض أدخلوا الي ذهن ملاك برئ هذه «المفاهيم المغلوطة»
وهنا أعزائي وجدت ان من كان ولا يزال يحتاج الي توضيح ووعظ وأرشاد ليس هذا ااطفل البرئ البالغ من العمر خمس سنوات بل الأهل الذين هم للأسف مسؤولون عن تربية جيل باكملة…طبعا هناك المئات من المفاهيم المغلوطة لدي جميع الأطراف…ولكنها كانت دائماً تدفعني لأن اتسأل…
اين التسامح والمحبة والسلام الذي ينادي به كل الأديان السماوية؟؟؟
أين الرقي والعزة واحترام الدين الآخر؟؟؟
لماذا اقوم بتشوية الدين الأخر بدل من ان ابذل قصاري جهدي في تعليم سماحة ديني لابنائي وأن من أهم ركائزه ان أحترم وأتقبل الدين الآخر؟؟؟
لماذا لا أقول للمسلم والمسيحي ان الأديان السماوية تجمع بين الناس ولا تفرق ولا تخرب العقول…
لقد بدأت بقصه بسيطة من واقع عملي…التعصب وعدم قبول الأخر موجود بين الطرفين عند بعض الطبقات التي تجهل تعاليم الإسلام والمسيحية…
دعونا نتذكر رقي المدارس و الأجيال السابقه وبعض المدارس الآن بالطبع… ففي وقت الصلاة والتعبد وهو وقت مقدس لدي الطرفين، يذهب كلا منهم دور العبادة ثم يعاود الطرفين المشاركة في الطعام والدرس والنقاش السوي و الراقي…دعونا نفرح بالأعياد معا مثل الماضي…فانا كنت بقمة سعادتي عندما تسوقت في شبرا مع صديقتي في اعياد المسيحيين وشاهدت الاحتفال في الشوارع و فرحت أكثر عندما أضافت صديقتي «نفس الجمال ده في شهر رمضان الكريم»….« هى ديه جمهورية شبرا»
تحية مني الي كل حي ومنطقة يتجمع فيها الكل للأحتفال…تحية لكل رجل دين مسؤول واعي معتدل يقف علي منبره وينادي بالخير والسلام والرحمةوالتسامح بين كل الأطراف…. تحية لمن ينادي بأسمي معاني الإنسانية والرحمة…
الدين معاملة…هكذا يحترم كل طرف الأخر لانه يستشعر ان تعاليم دينه السمح أثرت علي طباعه وسلوكه واضائت قلبه ووجهه وبالأخص بصيرته …يجب أن ننادي بالوحدة الوطنية والتعايش السلمي وأن يعلو ويسمو مبدأ المواطنة بين الناس ونتذكر دوما ان عقيدة و مبادئ الدين المسيحي والإسلامي هي مبنية أساسا علي السلام والمحبة وان تحية المسيحي«السلام لكم» وهي تحيةالسيد المسيح عليه السلام للحواريون…. وهو ما لا يعرفه الكثيرون… والمسلم«السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة» فالمشاركة السوية بين الطرفين ومبدأ تقبل الأخر هو أساس عقائدنا…
قال الله تعالي «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إنِ الله عليم خبيرـ». صدق الله العظيم.
والتعبير بالتعارف هو مصدر التفاعل والمشاركة المتساوية بين الطرفين و الإشارة الي أن كل طرف يجب أن يتعرف علي الأخر بنفس الحرص ومقدار المعرفة…أحذروا ان كل مشاكلنا تاتي بسبب جهلنا بتعاليم ديننا والدين الأخر…فلماذا لا يتحقق هدف التعاون علي البر والتقوي لخير البشرية وتتحقق الرحمة للعالمين وليس للمسيحيين او المسلميين…«وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»
الله محبه.. الدين لله والوطن للجميع.. المسيحيه والإسلام اديان تدعو الي التسامح والتواصل الاجتماعي والحضاري…تدعو الي تقبل الأخر… علموا أولادكم أن يجتهد كل شخص لفهم دينه أكثر والتقرب من الله فنحن لسنا بصدد حرب ولسنا في مباراة… كل منا يحاول جاهدا بالصوم والصلاة والزكاة التقرب من الله… كل منا إنسان له ما له وعليه ما عليه… كل منا يبتغي مغفرة الله عز وجل.. علموا أولادكم ان هناك قواسم وقيم مشتركة بين الأديان السماوية علموا أولادكم ثقافةالتسامح بين أبناء المجتمع الواحد ونبذ العنف والكراهية والتطرف …. علموا أولادكم ان
الدين لله والوطن للجميع….. حمي الله مصر وشعبها العظيم…تحيا مصر….د. جيهان حنا…
المفاهيم المغلوطه خنجر فى قلب الوطن والتعايش والمواطنه اساس تقدم الاوطان والشعوب
الكتابه الصحفيه سحر الجمل فى برنامجها الاذاعى الكبير اغانى منسيه تعيد ذكريات الموسيقار حلمى امين باستضاف ابنته الفنانه التشكيلية منى حلمى ….ذكريات لا تنسى …متابعة الشريف المستشار اسماعيل الانصارى
الكتابه الصحفيه سحر الجمل فى برنامجها الاذاعى الكبير اغانى منسيه تعيد ذكريات الموسيقار حلمى امين باستضاف ابنته الفنانه التشكيلية منى حلمى ….ذكريات لا تنسى …متابعة الشريف المستشار اسماعيل الانصارى …