تابوت العهد .. اللغز الغامض الذي حيّر العلماء .. وذُكر في الكتب السماوية .. وسر اختفائه

بقلم : د. مختار القاضي

مراجعة : جيهان الجارحي

ذُكر تابوت العهد في جميع الأديان السماوية ، وقد صنعه سيدنا موسى – عليه السلام – بعد أن طلب منه مَلكَان ذلك بأوامر من الله تعالى . والتابوت له قدرات خرافية ، فكان اليهود يحملونه معهم في الحروب تيمُنا به واعترافا بقدراته ، فكانوا ينتصرون في كل معاركهم ، أما عندما يتركون التابوت يُهزمون شر هزيمة ، وكان يُحفظ في التابوت لوحان حجريان ، سُطر عليهما الوصايا العشر ، كما كان به إناء ذهبي وعصا موسى وعصا هارون ، وثيابهما وأشياء أخرى .

 

يُقال أيضا إن تابوت العهد كان به قوى ذرية غريبة ، ويحتوي على مواد مشعة ، وبه طاقة عالية ، فكان يُضعف بصر حُراسه ، ويحصل اليهود منه على المن والسلوى حتى لايموتوا جوعا عندما تاهوا في الأرض ، مما يؤكد تقدم العلوم في هذا العصر . يقال إن الملك نبوخذ نصر البابلي ، عندما هدم هيكل سُليمان لأول مرة ، أحرق الهيكل بما فيه التابوت ، واختفى التابوت من يومها ، ويُقال إن التابوت موجود في إحدى الكنائس في أثيوبيا ، بعد أن اصطحبه ابن الملك سليمان معه إلى هناك ، حيث أسس في أكسوم بأثيوبيا مايُعرف بالقدس الثانية . يقال كذلك إن تابوت العهد موجود في مكانٍ ما أسفل قبة الصخرة بفلسطين المحتلة .

 

يبلغ طول التابوت ١١٠ سم ، وعرضه ٦٧ سم ، وارتفاعه ٦٧ سم ، وهو مصنوع من خشب السنط ، ومُغطى بالذهب من الداخل والخارج ، وله حافة مزخرفة ، وعلى طرفي غطائه المصنوع من الذهب يوجد مَلكَان متواجهان ، صُنعوا من الذهب أيضا ، ولهما أجنحة منبسطة تظلل الغطاء ، وتوجد فوق قواعد التابوت ٤ قواعد من الذهب ؛ لإدخال عصا مصنوعة من خشب السنط ، ومطلية بالذهب ، تُستخدم لحمل التابوت . لقد ذُكر التابوت في القرآن الكريم ، وأسماه اليهود تابوت العهد ، وأطلق عليه المسيحيون اسم تابوت الشهادة ، أما المسلمون فقد أسموه تابوت السكينة .

 

يُسمى غطاء التابوت بالكفارة ، أو غطاء الرحمة ، ففى يوم الغُفران كان رئيس الكهنة يسكب عليه دماء الأضاحي ، سواءً عجل أو جدي للتكفير عن خطايا اليهود . ويقال أيضا إن التابوت مُخبأ في معبد لانيبيلا المنحوت داخل جبل بمهارة فائقة ، والذي تحوّل بعد ذلك إلى كنيسة ، لدرجة اعتقاد البعض بأن الجن الذي سخّره سُليمان – عليه السلام – هو من بناه . ويعتقد الأثيوبيون أن تابوت العهد موجود في معبد بمدينة أكسوم ، بحيث لايطّلع عليه إلا كبار الكهنة فقط ، والذين يموتون بعد ذلك في ظروف غامضة . ويُقال إن إحدى الجماعات اليهودية قد استولت على التابوت ، وقامت بدفنه في الصحراء الأردنية .

 

الغريب كذلك أن بعض الباحثين أكدوا أن التابوت قد وصل إلى الماسونيين ، الذين يحاولون بسط سيطرتهم على العالم ، عن طريق فرسان المعبد الذين يستعينون بقدراته في سبيل إحكام السيطرة على العالم . ويذكر البعض أيضا أن التابوت يقع أسفل بحيرة طبرية ، وأنه سيظهر في نهاية الزمان .
وذُكر أيضا ، أن كل مَن اقترب من التابوت دون إجراء طقوس معينة يمرض مرضا خطيرا ، ثم يكون الموت هو مصيره المحتوم بعد أيام قليلة ، فيما يشبه التعرض للإشعاعات الذرية .

 

وأخيرًا ، يبقى مكان وقدرات التابوت سرا غامضا لا يعرفه أحد حتى الآن ؛ لأن كل ما قيل عنه من روايات مجرد حكايات لا تستند إلى أي دليل علمي مُوثّق .

Related Posts

“غيما” العالمية تتوج “دبي للإعلام” بـ 4 جوائز في الإبداع والابتكار

  حققت “دبي للإعلام” نجاحات نوعية بعد تتويجها بـ 4 جوائز مهمة تكرم الإبداع والابتكار في مجال التسويق الترفيهي، وذلك خلال مشاركتها في حفل توزيع جوائز أكاديمية الفنون والعلوم للتسويق…

غداً… خابير موسكوسو يجيب السؤال: “كيف حاولت البشرية الإفلات من الألم؟” في المركز الثقافي الإسباني

كتب ابراهيم احمد يستضيف معهد ثربانتس بالقاهرة (المركز الثقافي الإسباني)، خابير موسكوسو، الباحث الإسباني في تاريخ وفلسفة العلوم، في حوار خاص عن “التأمل في الجسد ومتلازماته المادية والميتافيزيقية، وذلك في…

You Missed

الربان وسام هركي : خوف اردغان و سيطرة رجال الدولة

الربان وسام هركي : خوف اردغان و سيطرة رجال الدولة

إضافة ڤينشر كابيتال تستحوذ على حصة استراتيجية بنسبة 25% في منصة بنيان التعليمية

إضافة ڤينشر كابيتال تستحوذ على حصة استراتيجية بنسبة 25% في منصة بنيان التعليمية

الإعلامية عائشة الرشيد : تباطؤ نمو الاقتصاد الأمريكي

الإعلامية عائشة الرشيد : تباطؤ نمو الاقتصاد الأمريكي

الإعلامية عائشة الرشيد : الشباب الأمريكي غير مؤهل للخدمة العسكرية

الإعلامية عائشة الرشيد : الشباب الأمريكي غير مؤهل للخدمة العسكرية

الإعلامية عائشة الرشيد : مسودة الاتفاق اللبناني الإسرائيلي

الإعلامية عائشة الرشيد : مسودة الاتفاق اللبناني الإسرائيلي

الإعلامية عائشة الرشيد : دعم دولة الإمارات للتعليم في لبنان

الإعلامية عائشة الرشيد : دعم دولة الإمارات للتعليم في لبنان