حقيقة محاربي الفايكنج وغموض اختفائهم المفاجئ

مقال بقلم : د. مختار القاضي

مراجعة : جيهان الجارحي

قوم الڤايكنج من الأقوام الغازية التي تمكنت من غزو العالم كله ، وكانوا يتمتعون بالشجاعة والإقدام بدرجة كبيرة .
يرجع سر اجتياحهم العالم إلى مهارتهم الكبيرة في تصنيع السفن ، والتي كانوا أحيانا يدفنون فيها موتاهم بممتلكاتهم ؛ اعتقادا منهم أنهم سيذهبون إلى العالم الآخر عن طريق هذه السفن  اعتقد الفايكنج أيضا أن من يموت موتة شجاعة سيبعث مرة أخرى ليعيش حياة رغدة ، مع كبير الآلهة التي كانوا يعبدونها . برع الڤايكنح كذلك في تصنيع أجود أنواع السيوف ، وهو سيف الفايكنج أو أولفبرت الذي كان أفضل سيف في التاريخ ، وقد صنعوها من الحديد أو الفولاذ الذي لم يتم التوصل إلى صناعته من قبل ، وكانت سيوفا قاتلة فتاكة ، ولا يعرف أحد كيف اكتشوا الحديد الذي لم يُعرف مسبقا ، كما سبقت هذه السيوف مثيلتها بمئات السنين .

 

آمن الفايكنج بتعدد الآلهة ، مثل آلهة الحرب وغيرها ، وكانوا يستخدمون عملاتهم من الذهب والفضة ، وكما برعوا كمزارعين برعوا أيضا في التجارة بفعل غزواتهم التي طالت ممالك كثيرة من العالم ، وكذلك برعوا في صيد الأسماك .
كان الڤايكنج يصنعون أسلحتهم بأنفسهم ، كما صنعوا البوصلة الفلكية ، وعرفوا الاتجاهات بدقة أثناء أسفارهم عبر البحار . اختفى الفايكنج فجأة عن الوجود ، ولم يعلم أحد أين ذهبوا حتى الآن ، على الرغم من أنه قد تم العثور على منازلهم وحوالي ١٠٠ سيف من سيوفهم ، وبعض الآثار التي وجدت في بعض البلدان ، وحتى القطب الشمالي وجدت آثارهم فيه . يقال إن الڤايكنج ذهبوا إلى القطب الشمالي واختفوا هناك إلى الأبد ، ولم يتبق من سلالتهم أحد ، وأصبح اختفاؤهم سرا ولغزا لم يتم الكشف عنه حتى الآن .

كان الڤايكنج يعملون شتاءًا في زراعة الأرض وصيد الأسماك والرعي ، وفي الصيف يعملون في الغزو والحرب ، حيث كانوا لايرحمون أحدا أبدا بسبب تعطشهم الشديد للدماء ، كما لم يُهزموا على الإطلاق في أي حرب من حروبهم ، ولم يسلم من بأسهم شعب على وجه الأرض . لم يتمكن الفايكنج من صنع إمبراطورية متماسكة لها عاصمة مركزية موحدة ، وبذلك كان صعبا على العلماء معرفة أكبر قدر من المعلومات عنهم خلال عصرهم الدموي المرعب . تواجد الفايكنج من منطقة إسكندنافيا التي تضم الآن كلا من النرويج والدنمارك والسويد وآيسلندا ، وعاشوا في الحقبة الممتدة بين القرنين الثامن والحادي عشر . كان الفايكنج وثنيين ولهم غزوات من الصعب حصرها ؛ بهدف توسيع مملكتهم والاستيلاء على كنوز البلاد الأخرى بعد إشباعهم قتلا .

 

لغة الفايكنج هي اللغة النوردية القديمة ، وهو ما يعرف اليوم باسم اللغة الچيرمانية الشمالية . قدس الفايكنج عددا من الآلهة ، أبرزها أودن إله الحرب ، وثور إله الرعد ، وبالدر إله الضوء ، وكانوا يؤمنون بالخلود مع الآلهة فالهالا لو ماتوا موتة بطولية ، وفالهالا تلك قاعة فخمة مهيبة داخل قصر عظيم في أزجارد في العالم الآخر ، فيعيشون في فالهالا في ضيافة الإله أودن ، ويتمتعون بأشهى الولائم إلى أن يأتي اليوم الذي سيحاربون به العمالقة في يوم الراكناروك الذي سيعيد السلام إلى العالم كله .

شكل الفايكنج مراكز تجارية متعددة ، أشهرها مركز هايديبي في الدنمارك ، وسيطروا على خطوط التجارة باتجاهاتها الأربعة ، الشمال والجنوب والشرق والغرب ، لقد تاجروا في كل شيء ، وحتى تجارة البشر ، وكانوا يحصلون على البضائع والمنتجات من الغزوات التي يقومون بها ، واشتهروا فيها بالوحوش وذئاب البحر ، ولم تستعص عليهم وجهة واحدة على وجه الأرض . ومن أشهر قادة الڤايكنج : راجنر روس بروك ، وليف إيركسون ، وإيريك الأحمر ، حيث وصل الأول في غزوه إلى أمريكا الشمالية قبل أن يكتشفها كريستوفر كولومبوس بمئات السنين ، أي أن الڤايكنج هم أول من اكتشفوا أمريكا .

 

تعرف الڤايكنج أثناء غزواتهم على الديانة المسيحية واعتنقوها ، وتحولوا من الوثنية إلى عبادة الإله الواحد ، وكانت جرين لاند هي المستعمرة الرئيسية لهم ، حيث وصل عددهم فيها إلى حوالي مائة ألف سنة ١٤١٠ م .
والغريب أن هذا التاريخ قد سجل آخر تواجد للڤايكنج في جرين لاند والعالم كله ، حيث اختفوا جمعيا في صورة حيرت كافة العلماء والمتخصصين . يقال إن الفايكنج قد اكتشفوا القطب الشمالي الذي توافرت به الأسماك والغابات ، ولكنهم رفضوا العيش فيه بسبب خوفهم من وجود وحوش أسطورية به . ويقال إنهم اختفوا في منطقة بالقطب الشمالي لم يتم الكشف عنها حتى اليوم !

Related Posts

الأربعاء… ليلة أدبية تفاعلية بنكهة “إسبانية .. نرويجية… تشيكية” في قلب القاهرة

كتب ابراهيم احمد ينظم معهد ثربانتس بالقاهرة (المركز الثقافي الإسباني)، أمسية أدبية تفاعلية مجانية للترويج لأعمال الأدب الأوروبي المعاصر. وذلك في تمام السابعة مساء الأربعاء 20 نوفمبر الجاري، بمقر أكسس…

وفد مصري يشارك في حوار معمق حول التعليم العابر للحدود بدعوة من المجلس الثقافي البريطاني

كتب ابراهيم احمد شارك وفد من مصر مؤخراً في فعالية الحوار المعمق حول التعليم العابر للحدود، التي نظمها المجلس الثقافي البريطاني في مانشستر، المملكة المتحدة، في الفترة من 12 إلى…

You Missed

تتراباك تنال جائزة ” الشركة الأكثر استدامة لهذا العقد” في معرض جلفود للتصنيع 2024

تتراباك تنال جائزة ” الشركة الأكثر استدامة لهذا العقد” في معرض جلفود للتصنيع 2024

“إكس فاكتور دبي” يعزز حضوره على تلفزيون دبي ويجذب انتباه الرعاة

“إكس فاكتور دبي” يعزز حضوره على تلفزيون دبي ويجذب انتباه الرعاة

OPPO تُطلق سلسلة OPPO Find X8 مع نظام ColorOS 15 عالميًا

OPPO تُطلق سلسلة OPPO Find X8 مع نظام ColorOS 15 عالميًا

الحاج محمدي كمال ونجله الكاتب الصحفي محمود يهنئان كابتن محمد سيد بفوزه بعضوية مجلس اتحاد الجودو

الحاج محمدي كمال ونجله الكاتب الصحفي محمود يهنئان كابتن محمد سيد بفوزه بعضوية مجلس اتحاد الجودو

الإعلامية عائشة الرشيد : الثالوث النووي الأمريكي والصيني

الإعلامية عائشة الرشيد : الثالوث النووي الأمريكي والصيني

الإعلامية عائشة الرشيد : الدين العام الأمريكي يصل لمستوى غير مسبوق

الإعلامية عائشة الرشيد : الدين العام الأمريكي يصل لمستوى غير مسبوق