بقلم : د. مختار القاضي
مراجعة : جيهان الجارحي
“آرمجارد شميدت” ، هي جاسوسة ألمانية ، تم تجنيدها عقب الحرب العالمية الثانية للعمل ضد المخابرات الأمريكية ، وكانت تبلغ من العمر آنذاك 19 عاما . كانت آرمجارد رائعة الجمال ، بها جاذبية عالية وشقراء اللون ، ذات شعر ذهبي ومظهر أنثوي مثير .
تم تجنيد آرمجارد عن طريق الألمان ، وتم تدريبها بدرجة عالية على التجسس والتحكم في المشاعر والانفعالات والاتزان النفسي والعاطفي ، بالإضافة إلى التنكر والتخفي والهروب والمراوغة ، واستخدام أجهزة الإرسال والحبر السري وفك الشفرات .
ذهبت آرمجارد إلى مقر المخابرات الأمريكية عقب الانتهاء من التدريب ، وطلبت مقابلة مسئول كبير من الضباط ، وبالفعل تمكنت من مقابلة مدير المخابرات الأمريكية المدعو “آرنست وليڤر” ، وطلبت منه العمل كجاسوسة لصالح الأمريكان ، وعندما سألها الضابط عن السبب أكدت له أنها كانت على علاقة بشاب ألماني ، وكانت بصدد الزواج منه ، ولكنها فوجئت به يطالبها بعمل علاقة مع أحد الأمريكان الذي اتضح بعد ذلك أنه جاسوس أمريكي ، تم إلقاء القبض عليه من جانب القوات الألمانية ، وقتله وتصفية الخلية التابع لها بالكامل ، وأنها تريد الانتقام .
اهتمت المخابرات الأمريكية بالفتاة ، وتم وضعها تحت المراقبة ، وعند الوثوق بها والاطلاع على ملفها اتضح أنها لا غبار عليها ، فتم تجنيدها بالفعل للعمل بالمخابرات الأمريكية . بعد فترة طلبت آرمجارد من رئيس المخابرات الأمريكية البحث لها عن عمل بسبب ظروفها المادية الصعبة وضيق ذات اليد ، فما كان منه إلا أن طلب منها العمل كسكرتيرة خاصه به وذلك بعد أن فُتن بجمالها وجاذبيتها وأنوثتها ، التي كانت المصيدة التي وقع فيها مدير المخابرات . نشأت علاقة حميمة بين آرمجارد الاأمانية ورئيس المخابرات الأمريكية ، ومن خلال عملها كسكرتيرة له تمكنت من الاطلاع على الكثير من الملفات السرية الخاصة بال “سى . آي . إيه” ، ومن ضمن هذه الملفات أسماء الجواسيس الألمان الذين يعملون لصالح أمريكا ، حيث تم قتلهم والتخلص منهم جميعا من جانب المخابرات الألمانية التي تعمل لصالحها آرمجارد ، وخلال فترة وجيزة تم التخلص من جميع الجواسيس في ألمانيا
انتاب الشك أحد ضباط المخابرات في آرمجارد ، وأصر على نقلها إلى مكان آخر ، وتم بالفعل إصدار القرار بنقلها إلى سلاح الطيران الأمريكي ، حيث لوحظ بعد نقلها عدم تصفية أي عملاء جدد للأمريكان في ألمانيا ، كما قامت بتسريب معلومات عن سلاح الجو الأمريكي وإبلاغ الألمان به ، مما عرّض الطائرات المقاتلة الأمريكية لخطر الاستهداف من جانب الألمان . تم تكليف أحد ضباط المخابرات بتتبع آرمجارد وكسب ثقتها والإيقاع بها ، وبالفعل تمكن هذا الضابط المُدرَّب تدريبا عاليا من الإيقاع بآرمجارد شميدت في شباكه ، وأقام علاقة حميمة معها وجعلها تحبه بجنون .
ذات يوم طلبت آرمجارد من ضابط المخابرات الأمريكي الذي أحبته أن يعمل معها لصالح المخابرات الألمانية ، وهنا انكشف أمرها وتم إلقاء القبض عليها ، وقُدِّمت للمحاكمة التي حكمت عليها بالسجن لمدة خمس سنوات .