السخريه وقلة الاحترام والاستهزاء والتنمر …سرطان هذا العصر … كتب الشريف المستشار اسماعيل الانصارى
علينا ان نتفق اولا ان حياتنا اصبحت الان مليئه بالصراعات والمعاناه لغياب الاحترام فى مجتمعنا ، وتحولت الى كوابيس مزعجه مما نلاقيه من سخريه واستهزاء ممن حولنا من الحمقى والسفهاء عمدا دون حياء او شعور بالذنب او مراعاة لقيمنا الانسانيه التى نشانا عليها ….يقول نبيا المختار حبيب الرحمن ومصطفاه صلوات ربى وتسليماته عليه…انزلوا الناس قدر منازلهم …اى لا تحطوا او تقللوا من شان الناس ومكانتهم .. هنا نستوعب بشاعة ما يفعله هؤلاء بنا فقد استباحوا كرامتنا ومزقوها غرورا وكبرا .. حتى اصبحت السخريه والاستهزاء والتنمر هى لغة وعنوان ومنهج حياة العصر الذى نعيشه ، وسمه من سماته يتباهى ويفتخر بها هؤلاء علينا ، انها السخريه والاستهزاء وقلة الاحترام السبب الرئيسى فى احباط الكثيرين واحساسهم بالياس وفقدانهم الامل فى الاجتهاد والنجاح ، فتوارى الاكفاء عمدا وازيحوا ليكونوا فى الصفوف الخلفيه للمجتمع فلا يسمع بهم احد او يراهم او يستفيد منهم ، واختفى عن ساحه الوطن المخلصيين الحريصين على نهضته وتقدمه وازدهاره خوفا على كرامتهم وهيبتهم ومكانتهم من الضياع ممن لا عقل او فهم او ادب لهم فانعزلوا عنا فاصيب الوطن بالشلل ، والسؤال كيف بالله عليكم وصل بنا الامر الى ما وصلنا اليه ومن المستفيد … الاجابه ان المستفيدين هم اعداء الوطن فهم من جلبوا لنا هذه الخبائث وغرسوها وعمقوها فى نفوس الحاقدين والطامعين والمخربين اللذين لاقيمة او وزن لهم فصنعوا بهم حصار هيمنوا به علينا وكان سلاحهم الوحيد هو قلة الاحترام والسخريه والاستهزاء …اعداءنا هم اصحاب المصلحه فى ضياع كرامة الوطن وهيبته ومكانته بين الامم والشعوب ، اما الحاقدين علينا بنعم الله الذى امد الله بها شعوبنا والتى لا تحصى ولا تعد ، نجدهم هم الداعمين لكل رذيله ، وهم من يحمون كل فساد ، ويرعون باموالهم وقوتهم اهل الشر واعداء الوطن .
بالله عليكم هل يستطيع احدا منا ان يكمل الحياه ويطمئن على أبناءه وأسرته ومجتمعه وسط هولاء اللذين لا ضمير او نخوه او مرؤه لهم ، هؤلاء يتنمروا علينا لنقص فى نفوسهم وغل فى قلوبهم ، ومرض فى عقولهم يتفاخرون باعتدائهم على شرفاء الوطن والاكابر منهم ويستهنون بالاجوايد من العائلات لانهم الافضل هيهات هيهات ، والحقيقه ان هؤلاء هم من ضيعوا اوطانهم فلم يتركوا مجتهد الا ولفقوا له التهم كذبا وبطلانا ، وهم من ملؤ حياتنا اشاعات وافتراءات زورا وبهتانا ، وهم من استولوا عنوه بفسادهم على المناصب والمراكز والنفوذ ، فكانوا سببا رئيسا فى نكبة ونكسة الوطن وفقره وتخلفه عن ركب الحضاره حتى فقدنا البوصله فاصبحنا ندور فى فلك الدول الناميه المتخلفه ، بعد ان كنا وطنا يشار اليه بكل فخر واعتزاز وطن كان كان موضع احترام وتقدير العالم ، فيا لها من حياه نحياها ونتحملها وسط هؤلاء … للاسف ان المجتمع استيقظ فجأه وبعد إنذارات كثيره فوجد ان كل فضيله كان يتمسك بها ويورثها تحولت لرذيله يسخر ويستهزء بها كل جاهل ، استيقظ فوجد نفسه محاط بأهل الشر ، اصحاب القلوب القاسيه المتحجره التى لاتعرف برا او شفقه او رحمه او تلين بالموده لاحد ، قلوبهم انتزعت منها الرحمه ، فلايعرفون العفوا ، او التسامح ،هؤلاء من اهدروا الحقوق وضيعوها ونشروا الظلم والفاسد ، هؤلاء كانوا سببا فى هدم الاخلاق ودفن القيم وضياع المبادئ حتى اصبحت حياتنا فى مهب الريح يعصف بنا كل فاسد غشيم … هؤلاء هم وقود النار …فماذا نحن فاعلون هل نتحمل هذه الامور المزريه وهذا الواقع المرير ، طبعا لا بل علينا ان نتكاتف جميعا ضد هؤلاء فلا نصمت على افعالهم دون عقاب او نتركهم يسيئون لنا دون رادع ، وعلينا جميعا ان نتحمل الان وقبل فوات الاوان ومن منطلق مسئوليتتا المجتمعيه والاخلاقيه القضاء عليهم بعد ان تلونت حياتنا بلون افعالهم القميئه وحتى لايستمر المجتمع فى تجرع كوؤس المراره من ايديهم .. لذا علينا الان التمسك والعوده فورا لاخلاق نبينا الكريم صلوات ربى وتسليماته عليه فقد كانت تاج حضارتنا الاسلاميه التى سادت بها العالم شرقا وغربا ، وعاشت فى ظلالها معنا الشعوب والامم العدل والرحمه والمساواه ، انها الاخلاق عنوان الحياه بكل ما فيها من جمال ، انها الاخلاق سياج الحمايه المتين لكرامة كل فرد تصان فيه فلا تنتهك او تستباح من اهل الشر ..ولاننسى مسئولية أئمة اهل الدين ورجال العلم ورموز المجتمع وقادتهم وكبار العائلات هم من عليهم مسئولية تقويم كل معوج والوقوف حائط صد امام كل متبجح . هنا اضمن لكم انكم سوف تكتشفون ضعف هؤلاء وان قوتهم المزعومه وجراتهم وبجاحتهم قد زالت وانتهت ولم يتبقى منها الا الانكسار والخضوع والطاعه لنا وهذا مانريده ونامله جميعا ….لقد صبرنا كثيرا على هؤلاء وتركناهم حتى استفحل امرهم بيننا وآن الاوان لغلق باب الوطن امام وجوههم .