مدينة فاس نبض الحضارات والثقافات والمعرفه وبدايات عصر وتاريخ العالم الاسلامى .. الجزء الاول
كتب الشريف المستشار اسماعيل الانصارى
بدا تاسيس مدينة فاس الشريفه المغربيه
برحله مباركه وفتح من الله عظيم من فتوحات ال البيت التى لم يصل لنا من اخبارها الا القليل وتم عمدا عبر التاريخ اخفائها وطمسها من المتامرين والحاقدين والحاسدين عليهم سواء من ادعى كذبا واظهر محبتهم واخفى فى ثنايا قلبه ماتدمره نفسه من حسد وغيره او من قبل اعدائهم اللذين واصلوا الليل بالنهار والسنين بالاعوام وعبر مئات السنين لم يتوقفوا لحظه عن اعلان حربهم اولا ومنذ اول ظهور له بالدعوه لسيد الخلق وحبيب الحق ونور الدنيا ورحمة الانسانيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وثانيا لال بيته واصحابه وثالثا للمسلمين اجمع فى شتى بقاع الارض .
فما هى هذه الرحله التى نود الحديث عنها ونقلها للقارئ الكريم
انها الرحله الالهيه المباركه العظيمه للسيد الشريف المبارك الحسيب النسيب المولى ادريس الاول مؤسس دولة الادارسه عام ١٧٢ هجريا الموافق عام ٧٨٩ ميلاديا والذى ولد عام عام ٧٤٣ ميلاديا ببلاد العرب وهاجر لمدينة وليله المغربيه سنة ١٦٩ هجريا الموافق ٧٨٦ ميلاديا وهو مؤسس دولة الساده الادراسه الاشراف بالمغرب وخوفا من اتساع نفوذه وزيادة قوته وانتشار صيته الذى وصل الى كل مكان بالعالم الاسلامى ان ذاك فقد تم التامر عليه لاغتياله وانتقل شهيدا الى جوار ربه عام ١٧٧ هجريا الموافق ٧٩٣ ميلاديا عن عمر يناهز ٤٩ عاما ودفن بليلى بالمغرب ورغم قصر المده التى بقى فيها بمدينة ليلى المغربيه وعددها ٨ سنوات الا انها كانت سنوات مباركه تم فيها تاسيس دولة الادارسه وتم اثناء تلك الفتره البسيطه توحيد القبائل الامازيغيه حوله ومبايعته على تولى حكمهم وقد قام بالعديد من الفتوحات ومرت الثمانية سنوات المباركه وكانها عشرات السنين لما تم فيها من اعمال جليله يعجز العقل ان يصدقها ، ولماذا اراد اعدائه قتله فى هذا السن المبكر هو رغبتهم فى القضاء على تلك الدوله الوليده التى نشات قويه من اول يوم وبما انه لم ينجب اولاد فقد اسرعوا فى اغتياله حيث كان العربى الوحيد بالمغرب ان ذاك ولم يكن بصحبته سوى مولاه راشد وبمجرد اغتياله سوف ينقطع نسله وحكمه وبمرور الوقت سوف ينساه من احبوه والتفوا حوله وساندوه ودعموه وانتصروا معه ، الا ان ارادة الله كانت فوق الجميع فقد ترك زوجته الاميره كنزه حاملا فى شهرها السابع لتنجب للبشريه كلها ولدا يتيما وياله من ولد من نسل طاهر شريف هو امير المؤمنين الشريف ادريس الثانى الحاكم الثانى لدولة الساده الاشراف الادارسه رضى الله عنهم جميعا والذى ولد ١٧٧ هجريا الموافق عام ٧٩٣ ميلاديا وهو الذى امر بتاسيس مدينة فاس المباركه الشريفه المغربيه سنة ١٨٢ هجريا وتم اغتيال راشد الذى تولى رعايته بعد وفاة والده ادريس الاول وكان ذلك سنة ١٨٨ هجريا حتى يبقى وحيدا بلا سند او دعم وهو فى هذا السن المبكر ابن احدى عشر عاما .
فانتقل الامير ادريس الثانى الى رعاية ابى خالد يزيد بن الياس العبدى واستلم الامير الشريف ادريس الثانى مقاليد الحكم بعد عام ١٩٠ هجريا حيث كان اول قرار مبارك يصدره هو تاسيس مدينة فاس الشريفه المباركه المغربيه وقد تم التامر عليه واغتياله شهيدا سنة ٢١٣ هجريا عن عمر يناهز ٣٦ عاما ليلتحق بدوره الى ركب الشهداء من ال البيت ابيه الشهيد ادريس الاول ، وجده الشهيد الحسن ، والحسين سيدا شباب اهل الجنه وابيهم الشهيد سيدنا على بن ابى طالب رضى الله عنهم وكرم الله وجه ليلتقوا جميعا بجدهم سيد ولد ادم سيدنا رسول الله بعد ان اتموا رسالة ربهم ودعوة جدهم النبى على اكمل وجه لتظل صفحاتهم فى تاريخ الانسانيه بيضاء كلها نور وضياء وعدل ورحمه وعفوا وتسامح وخير وبركه لكل من كان معهم ولحق بهم وسار على دربهم.
انها الرحله الالهيه والرساله المحمديه هدية الله للمغرب الشريفه لبناء اول دوله اسلاميه بعد الخلافه الامويه وهى مدينة فاس الشريفه المغربيه
كان لابد لنا قبل ان نتكلم عن مدينة فاس الشريفه المغربيه ان نذكر تلك المقدمه ( الجزء الاول ) كيف نشات تلك المدينه المباركه الشريفه ومن مؤسسها .
ولن نكتفى بذلك سوف نذكر فى ( الجزء الثانى ) مزيدا من التفاصيل عن حياة كلا من الشريف ادريس الاول مؤسس دولة الساده الادارسه ، وابنه الشريف ادريس الثانى مؤسس مدينة فاس الشريفه المغربيه ، اما فى ( الجزء الثالث ) سوف نخصصه عن حضارة وثقافات ومعارف مدينة فاس الشريفه المغربيه
ولن نختتم هذا الجزء الا بعد تدوين هذه الملاحظه
حيث اننا لم نجد صوره وحده لامير المؤمنين السلطان ادريس الثانى كابيه الشريف ادريس الاول بل انه من عظيم اخلاصه وتفانيه لدعوة الله الحق انه لم يطلق اسمه او اسم عائلته على دولته كما فعل السابقين كما فعل خلفاء الدوله الامويه او خلفاء الدوله العباسيه او غيرهم ممن نسبوا الخلافه والدوله والسلطنه والاماره باسمائهم واسماء عائلتهم فكان ذلك سببا فى الصراع والتناحر حتى قصى كل منهم على الاخر ولم يتبقى من الاسماء الا مدينة فاس الشريفه المغربيه التى بقيت رمزا وتاريخا تتوارثه الاجيال حتى بلغ عمرها الان ١٢١٤ عاما لتكون عنوان حقيقى لاخلاص من اسسها وانشائها للعالم الاسلامى كاول دوله انطلقت منها الحضارات والثقافات والمعرفه فقد كانت ومازالت مركزا واشعاعا ونور للعالم.
انها ياساده مدينة فاس الشريفه المغربيه لمؤسسها امير المؤمنين السلطان ادريس الثانى هذا الشريف القائد المحنك الحكيم الذى بنى وشيد غرس واقام مالايستطيع غيره ان يفعله فرضى الله عنه وارضاه .
ولكم منى فى نهاية رؤيتى لهذه الحقبه العظيمه من تاريخ الاسلام والمسلمين ومن على ابواب مدينة فاس الشريفه المغربيه تحية الاسلام …السلام عليكم ورحمه الله وبركاته