كتب : الشريف المستشار اسماعيل الانصارى
قبل ان نتطرق للموضوع نظرا لاهميته البالغه علينا اولا ان نذكر اهمية وكيفية وطريقة بناء الاسره الصحيحه وفقا للفطره الانسانيه السليمه التى فطر الانسان عليها منذ خلق ادم وحواء .
اذا لبناء الاسره التى تبنى عليها حضاره وتقود مجتمعات لمستقبل يكون موضع اعجاب وتقدير واحترام العالم اجمع ، لابد ان يتحقق لهذه الاسره نقظة البداية الصحيحه وهى اولا : حسن الاختيار لكلا الزوجين ، ثانيا : ان يدرك كل منهما ان الحياه الزوجيه تبنى على التكامل والتعاون والترابط وانكار الذات والتضحيه وتقديم مصلحة الاسره على مصلحة كل منهما ، ثالثا : تبنى الحياه الزوجيه على ركنين اساسين هما إن يكون بينهما ” موده ورحمه” ، رابعا : تربية وتنشأة الاولاد على بر والدهما واحترام المجتمع وان يكونوا نافعين ومحبين لاوطانهم ( غرس الانتماء ) ، خامسا : غرس قيم وثقافة الاسره فى نفوس الوالدين والاولاد والمجتمع وهى ان يجل ويحترم الصغير من هو أكبر منه وان يهتم ويرعى الكبير من هو اصغر منه وان يكون شغله الشاغل هو ان يحسن من نشاته وتعليمه وتدريبه واعداده للحياه ليكتمل بيه منظومة العمل فى المجتمع .
تسعى البشريه منذ فجر تاريخها للحصول على الحريه الكامله بلا قيود اسريه او قيود قبليه او مجتمعيه او قيود عرفيه اوقانونيه مظنة بان الحريه هى ان تملك ارادتك فتفعل ماتريد وقت ماتشاء وان تحصل على ما لا تستحق بلا جهد او عمل او علم وقد تسبب هذا فى فقر المجتمعات والشعوب والامم ونتج عنه البطاله وقلة الموارد فتسبب فى ذلك فى اندلاع الحروب والدمار والهلاك للبشريه ونذكر من تلك الحروب الحرب العالميه الاولى والحرب العالميه الثانيه وماتلى ذلك من تمرد وارهاب حروب ادى الى اضعاف الاسره المكون الحقيقى لاى مجتمع يريد ان ينهض ويتقدم ويزدهر ولكن
علينا ان نذكر الحقيقه بان بداية تفكيك الاسره فى القاره الاوربيه وامريكا واسيا وافريقيا وما تلاها بعد ذلك من سلسله من الانحدارات الاخلاقيه الرهيبه والتى ساهمت فى تدمير وتفكيك وانحلال وضعف الاسره فى معظم دول العالم وقد بدأ هذا الانحدار والتفكك بعد الثوره الصناعيه حيث طغت الماده ورفاهية الحياه الفرديه على حياة الاسره والمجتمع وبدا العالم معتقدا بانه ومن الضرورى مواكبة هذا التقدم الكبير بسن بعض القوانين وعقد بعض الاتفاقات والمعاهدات الدوليه والامميه التى تلائم وتناسب تلك المرحله من التقدم المزهل الكبير ومنها تعظيم قيمة الفرد ورغباته على قيمة الاسره والمجتمع ككل وبان الفرد هو الاساس وليس الاسره بكل ماتعنيه الفرديه من انانيه مفرطه واستحواذ وسيطره وبما تريد ان تحققه تلك الفرديه من رغبات وتسعى اليه من تحكم وعدم التقيد باى قواعد اخلاقيه او مبادئ او قيم وان مصلحة الفرد اهم واولى من المصلحه العامه بما فى ذلك مصلحة الاسره التى يرى فيها الفرد انها تضع عل كاهله وعاتثه اعباء والتزامات هو فى غنى عنها .
ومن القوانين التى انهت على وجود الاسره هو قانون المساواه التام بين الرجل والمرأه فى معظم دول العالم وان المرأه اذا طلقت من زوجها تاخذ نصف امواله وشقاه وتعبه لمجرد انها حصلت على الطلاق منه ، وهذا ما يحدث فى دول اوربا وامريكا وبعض الدول الاخرى ، فاصبحت العلاقه الزوجيه حفره ومصيده يهرب منها الرجال مما ساهم ذلك فى عزوف الكثير منهم عن الزواج وادى ذلك زيادة العنوسه فى العالم ، ومن تلك القوانين ايضا التى ساهمت فى تفكيك الاسره واضعافها هو انه لا ولايه على الاب فى تاديب اولاده وانه لو قام بضرب احدهم فانه يحكم عليه وفقا للقانون بالحبس وبان ياخذ منه اولاده وان يتم اداعهم لدى اسره اخرى ومما انهى تماما على الاسره انه بحكم القانون يحق للفتاه ان تنشئ علاقه كامله مع اى شاب دون زواج ويحق للمراه الحامل الاجهاض دون تجريم او مساله ، بالاضافه الى سن قانون بالالتزام بانجاب طفل او طفلين على الاكثر ، ومؤخرا تم سن قانون هو الاسوأ على الاطلاق لانه يتنافى مع الطبيعيه البشريه ومع تعاليم الاديان السماويه جميعا بل والاغرب من ذلك انه تم الاعلان عنه بوقاحه وجراه فى القاره الاوربيه ، بحق زواج المثليين الرجل بالرجل والمراه بالمراه ، فماذا كانت النتيجه المتوقعه والحتميه لكل هذه التصرفات الشاذه التى بدات بعد الثوره الصناعيه فى اوربا ان انتشرت الامراض القاتله مثل الايدز والاورام الخبيثه وتفككت الاسره وقل الزواج والانجاب حتى اصبحت القاره الاوروبيه التى أصبحت تسمى لان بالقاره العجوز لقلة الشباب وتاخر الوفاه فما هو الحل …. الحل بسيط هو اعادة بناء الاسره على مقومات صحيحه وسليمه كما هو الحال فى الاديان السماويه التى تقدس الحياه الزوجيه وبناء الاسره الصالحه وقد شاهدنا نتائج ذلك على القاره الاوروبيه والامريكيه والتى بدات الان تدعوا افراد شعبها بضرورة الانجاب حيث انهم جميعا يعتمدون فى ادارة اوطانهم ومصانعهم على الاجانب واعطائهم الجنسيه لضمان انتمائهم واستمرارهم وبقائهم .
حفظ الله دول الاسلام من التفكك والضعف ورزقهم الله الاسر القويه الصالحه التى تحمل على عاتقها الحفاظ على ازدهار وتقدم شعوبهم واوطانهم ودولهم .