مؤامره اقليميه للقضاء على قوى مصر الناعمه ومكانتها الحضاريه ودبلوماسيتها الشعبيه ….كتب الشريف المستشار اسماعيل الانصارى
تميزت مصر عن باقى دول العالم والشرق الاوسط بامتلاكها اكبر قوى ناعمه وتاريخ معرفى عريق ممتد بجذوره عبر القرون من علوم وادب وفنون ورياضه وبحث علمى وابداع واختراعات وموقع جغرافى متميز ومناخ رائع مستقر ، وشراكات وبروتوكولات ومعاهدات ومواثيق اقليميه ودوليه ، وتواصل انسانى وحضارى غير مسبوق ، ودبلوماسيه شعبيه متمثله فى الاف العلماء والمصريين المتخصصين فى كافة المجالات حول العالم مكنتها من ان تحتل مكانه عالميه متفرده …ان ماتصنعه القوى الناعمه من وعى وثقافه ورؤيه مجتمعيه بناءه مثمره ، وماتمهد له من تعايش واستقرار بين فئات وطبقات الوطن الواحد ، وماتغرسه من انتماء وقبول للاخر والعمل معا فى اطار جماعى ما يدفع عجلة الانتاج والتقدم والتنمية للامام ، وما قد تصنعه من توازنات قوى فى العلاقات الدوليه وموائمات فى السياسات المحليه والاقليميه والدوليه … وعلينا ان نذكر فى هذا المقام مثال لمدى اهمية وقوة القوى الناعمه فى ماقاله ….رئيس وزراء انجلترا عن هدف مارادونا الذى سجله فى مونديال ١٩٨٦ فى شباك بلاده بانه اقوى من انتصارهم ضد البرازيل فى حرب عام ١٩٨٢ والتى استعادت بها جزر فوكلاند المتنازع عليها بينهما والتى كانت انجلترا تسيطر عليها منذ عام ١٨٣٤ بالكامل ، وتحتفل البرازيل بذكرى هذا الهدف سنويا حتى وقتنا هذا
…تخيلوا مدى تاثير القوى الناعمه التى قهرت بها البرازيل بريطانيا العظمى … هذا ما اردت ايضاحه…..
والقوي الناعمه بتنوعها هى بوصلة القياده التى تحفز بها الدول المقاومه وتفجر بها طاقاتها الايجابيه وتوجها بالكامل فى خدمة الوطن وتصدرها رمزا وعنوانا ومنهج حياه للانسانيه ، وللقوى الناعمه تاثيرها المباشر فى افشال المؤامرات التى تحاك ضد الوطن من اعدائها فى الخارج واعوانهم فى الداخل ، وهى من تساهم وتساعد على القضاء على رؤوس الفساد وتطهر الاوطان من الجاشعين ” المرتشين ، والمحتكرين ” ، وهى القادره على اعطاء الامم والشعوب هدنه من الحروب المشتعله والفتن المستعره وطاقه متجدده لاستعادة النهوض بالاوطان …. فهل بعد ذلك نغفل ولو للحظه واحده عن الالتفات لاى مخططات يتم تنفيذها والاعلان عنها ويكون الهدف منها هو القضاء على قوة مصر الناعمه سواء تمت بنيه حسنه او بقصد سئ … ان قوة مصر الناعمه التي تجذرت في عمق التاريخ واثرت محليا واقليميا ودوليا دائما ما كانت تاتى بثمارها الطيبه لمصر … والاخطر من التخطيط للقضاء على قوى مصر الناعمه ، هى توظيفها واستخدامها وتوجيها بطريقه خاطئه بدون خطه مدروسه ووفق منهج علمى سليم ومن خلال متخصصين ورؤيه مستقبليه تحكمها المصلحه العليا للدوله … حتى نستخرج من كنوز تلك القوه الناعمه التى لاتنضب ما يعيد لمصر الرياده والقياده وزعامة الامه العربيه والافريقيه … انها مصر يا ساده… الأسد أسد ولو البسته خيشا… والكلب كلب ولو البسته ذهبا… لا بالمال ترتفع أقوام وتتغير معادنهم … تعلوا هامات ابناء الاصول وان لم يمتلك في جيبه مالا… فالمال يزين اهل الحكمه والعلم من الناس ويفضح السفهاء منهم …..وتدور بنا الايام ولايبقى للشعوب والامم والدول الا الود والاخوه بينهم … فيبقى الامن والسلام مابقى الود .