الفراغ معركة الصراع بين اهل الكفر واهل الايمان لاضلال البشر …كتب الشريف المستشار اسماعيل الانصارى
الفراغ كلمه قد لا يدرك البعض مدى اهميتها ومدى خطورتها ومدى تأثيرها فى حياته ويرى الكثير منا بل معظمنا انها مجرد كلمه ولكن فى الحقيقه … الفراغ هو اكبر معركه يعيشها الانسان منذ اول يوم فى مولده وحتى وفاته انها معركة البشر الوجوديه وصراعها الابدى المخيف الذى يسعى ابليس اللعين وجنوده من شياطين الانس والجن امتلاكه ( الفراغ ) لتدمير البشريه وفى سبيل ذلك يستخدم كل ما اوتى من قوه وحيل ودهاء ومكر وسحر وشعوذه لتحقيق ذلك ، فالفراغ هو اهم مساحة لابليس اللعين واعوانه للاستحواذ على الناس …. وكلنا نعلم ان الاناء اذا امتلأ بالماء خرج منه الفراغ ( الهواء ) …الماء بما يمثله من ايجابيات فى حياة البشر ونجاحات وتقدم وازدهار ، والفراغ بما يمثله من سلبيات وهزيمه وفشل واحباط ويأس .. ومن هنا بدأت معركة ابليس اللعين واعوانه ضد البشر فى نسج حياتهم وملأها بالسلبيات والا تدور حياتهم فى فلك الايجابيات لان فيها صلاح لهم … هنا ساحة معركة البشر الوجوديه انه الفراغ الذى يهزم بالايجابيات وينتصر بالسلبيات … وابليس اللعين واعوانه ينفذون لحياة الانسان ويسيطرون عليها ويكون لهم سلطان الامر والنهى بامتلاك هذا الفراغ انه ابواب ابليس واعوانه لهدم حياة البشر وتدميرها وخرابها ، وهدفه الوحيد هو ضياع العمل الصالح عليهم فى الدنيا ، فيجدوا انفسهم انهم خرجوا منها ولم يحملوا معهم ما يكفيهم من زاد التقوى والايمان فى رحلة الفراغ الاكبر وهى رحلة العبور من الدنيا للاخره وانتظار الحساب وليس بعد الموت ( هذا الفراغ الاكبر ) الا جنة او نار طريقك الى الجنه هو ان تملا مساحات الفراغ فى الحياه بالايجابيات وطريقك الى الهلاك والضياع ودخول النار ان يملأ ابليس اللعين واعوانه الفراغ بالسلبيات انها المعركه الحاسمه والفاصله فى حياة كل إنسان منا … ندعوا الله ان ننتصر فيها … انها تلك المعركه التى حدثنا عنها النبى صلوات ربى وتسليماته عليه .. وقال للسلمين بعد رجوعهم من معركه اصيب فيها الجميع بجراح ” رجعتم من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر ” قالوا او بعد هذا جهاد ، قال النبى ” جهاد النفس ( الفراغ ) ” وهو الجهاد الاعظم الانتصار فيه اكبر شهاده ينالها انسان حى يعيش بها حياه بلا موت ..
وقوة معركه الفراغ انها معركه فرديه بين الانسان وما يمتلكه من عزيمه وايمان ، وبين ابليس اللعين واعوانه ..
ان ميزان القوى فى حياة كل انسان هى ملا هذا الفراغ بالايجابيات وهذا ما يجعله ينتصر ويتفوق …
والله يقول لنا حتى نكون اهلا للنصر ” عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم ” وقول الله ” ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ” وقول الله ” ان الله لا يصلح عمل المفسدين ” وقول الله ” اتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ” وفول الله ” كل نفس بما كسبت رهينه ” كلها تدور حول كيف للانسان ان ينتصر على نفسه والشيطان والهوى فى معركة الفراغ …فالفراغ اما يكون لك فتنتصر وتفوز بغنائم كثيره فى الدنيا وجنة عرضها السموات والأرض ، وأما تخسر فتندم يوم لا ينفع الندم وتخرج من الدنيا صفر اليدين وتاتى فى ” يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لكل أمرئ منهم يومئذ شان يغنيه … انها معركة ابليس اللعين واعوانه لضياع اعمار البشريه وهو مانطلق عليه مصطلح اللهو او الالهاء او الاستغراق انها ادواتهم فى الدنيا فتجنبوها ….احذروا الفراغ