غياب ثقافة العطاء …وانتهاكات حقوق الانسان … فخ يقع فيه الجميع ظاهره الخير وبطانه الشر …كتب الشريف المستشار اسماعيل الانصارى
تعانى المجتمعات البشريه فى عصرنا الحالى من فخ انتهاكات حقوق الانسان وضياع المصالح بين الناس واتساع الفجوه المجتمعيه بين الطبقات .
وزيادة وتيرة الصراعات والخلافات الداخليه والتصادم دون مبرر او اسباب جوهريه تستدعى ذلك بين افراد المجتمع ونظم الحكم القائمه ومؤسساتها باعتبار انها الحارس الامين على حقوق الانسان ومن واجبها رد الحقوق لاصحابها .
الا ان مشكلتنا تكمن فيمن يتربصون بنا ويحسبون للجميع انفاسهم وتحركاتهم ويقيمون تصرفاتهم ويرصدون سلوكهم وهم منظمات المجتمع المدنى الحقوقيه المدعومه بوسائل التواصل الاجتماعى السوشيال ميديا وفى غياب التنسيق والقواعد الوطنيه الملزمه والحاكمه بين الجميع وجدت الشعوب نفسها قد وضعت رغما عنها فى دائرة ودوامة انتهاكات حقوق الانسان والتى وقعت عليها بمحض ارادتها بميثاق الامم المتحده ومجلس حقوق الانسان العالمى عام ١٩٤٨ الذى وجد ليشعل فتيل الصراع والفتن التى لاتنتهى داخل المجتمعات من باب انتهاكات حقوق الانسان يالها من منظمه شيطانيه ظاهرها الخير وافعالها رؤوس الشياطين .
فقد وضعت تلك المنظمه مبادئ حقوقيه فى ٣٠ بند لا تستطيع اعتى انظمة الحكم فى العالم فى تطبيقها لغياب البيئه الانسانيه والمقومات الاخلاقيه والماديه لانجاحها والنتيجه دائما انتهاك المجتمعات لحقوق الانسان وسيطرة المنظمه الشيطانيه على ارادة الدول وسيادتها .
والخروج من دائرة تلك المنظمه الشيطانيه هى اعتماد الشعوب على غرس تقافة العطاء والانتماء للحفاظ على كافة الحقوق والحريات وتفعيلها داخل المجتمع …
كل فرد فى المجتمع له الحق فى ان يعيش فى وطن يحقق فيه احلامه وطموحاته ويصنع فيه مستقبله مجتمع لايستطيع احد فيه حرمانه منها ، انها حقوقه الطبيعيه المشروعه التى يعيش من اجلها فلا تسلب منه او توضع امامه معوقات لايراها وحدود لايستطيع تخطيها ..
اننا فى مجتمع يملك من المقومات الأخلاقيه والمبادى والتواصل الانسانى مايجعلنا قادرين على بناء جسور قويه من حقوق الإنسان يعبر عليها الجميع اذا امن كل فرد منا بثقافة العطاء كلا فى حيزه وفى اطار عمله وفى محيطه الاسرى بلا مقابل وايثار الغير على نفسه والانتماء للمجتمع والوطن بلا حدود تلك هى قوتنا الحقيقه الجباره التى تستطيع ان تحقق لنا سياج قوى من حقوق الانسان الاخلاقى نحمى به حاضرها ونؤمن به مستقبلنا ونصنع به حصنا لاوطاننا لا تستطيع قوه فى العالم ان تهدمه او تتآمر عليه لافساده ممن خدعتهم وغررت بهم واضلتهم بطمعهم للانقلاب على اوطانهم هم من كانوا سببا فى كل انتهاكات حقوق الانسان اما الان لا سبيل لمكركم علينا ولا وجود لحيلكم بيننا .
انها ثقافة العطاء والانتماء وحب المجتمع انها طوق نجاة الشعوب والدول من انياب منظمة الشياطين الدوليه كل منا عليه واجب ان يؤدى ما عليه من التزامات اتجاه الاخرين وان يتحمل كامل مسئوليته الوطنيه والمجتمعه ، وانها لامانه كبيره لو تعلمون حملها خفيف وادائها فيه سعادة الجميع افراد واسر وعائلات فيه مستقبل الاجيال من الشباب امانه لا مكان فيها للتقصير او الاهمال او اللامبالاه وان التزام كل فرد منا واداءه يحمينا من انتهاك حقوق غيره وان عطاء كل منا يمنع غيره من اختراق سياج حمايه المجتمع انها مظله العطاء والانتماء والترابط والتواصل الانسانى التى يستظل فيها المجتمع باسره وتحميهم .
والعطاء هى قدره الانسان وقوته وارادته التى يمتلكها ويستطيع بها اعمار حياه الجميع ….
واكبر جريمه انسانيه واخلاقيه يرتكبها الانسان هو توقفه عن العطاء وهذا هو بداية الانتهاكات الحقيقيه لحقوق الانسان التى هى السبب الرئيسى والوحيد فى تعطل مسيرة تقدم الوطان وتخلفها وهدمها …
لذا وجب علينا جميعا هيئات ومؤسسات ومجتمعات مدنيه رصد كافة الانتهاكات وتحديد مصدرها واسبابها والعمل على حلها وعدم تكرارها وإزالة كل الأثار السلبيه الناتجه عنها والبدأ فورا فى نشر ثقافة العطاء والانتماء فبها ننجو جميعا وبها نحيا احرار لان كل منا لم يقيد غيره باخطاءه .