ماذا فعلتم بالدين …وكيف ضيعتم علينا الشريعة الغراء …كتب الشريف المستشار اسماعيل الانصارى

.ماذا فعلتم بالدين …وكيف ضيعتم علينا الشريعة الغراء …كتب الشريف المستشار اسماعيل الانصارى

نزلت الرسالات وابتعث الله الانبياء لهداية الناس بعد ان ضلوا الطريق وسيطرت عليهم الشياطين وحب الدنيا واغرتهم الشهوات وانتشر الظلم والفساد بينهم وعلا انين المظلومين وصراخهم عنان السماء …. فارسل الله للناس من يخرجهم من ظلمات الشرك وعبادة الاوثان  لنور التوحيد ، وانقاذهم من جور الظالمين وطغيانهم واستبدادهم لعدل الشريعه التى انزلها الله عليهم رحمه بهم  ، فملات الشريعه الغراء حياة الناس بالصدق فى اقوالهم وافعالهم ليتوارى عن المجتمع الكذب والضلال والنفاق  ، وعمت الامانه بينهم فالتزم الناس بالوفاء بالعهود فى البيع والشراء فتراجع الغش والتدليس  ، واصبحت معاملات الناس عنوانها الشفافيه والوضوح واساسها انه لاضرر ولا ضرار او خساره لاحد ، واصبحت اخلاقيات المجتمع هو التواضع فيما بينهم والتطلف فى القول وتجنب الكبر والاحسان للاخرين باعطاء كل فرد اكثر مما يستحق دون انتظار شكر من احد او مقابل  … ” انما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاءا ولا شكورا ” …. بل ان الشريعه اخذت أرواح الناس فارتقت بها ، بل انها تسللت لقلوبهم فطهرتها من حب الدنيا بجشعها وطمعها ، وغرست فى نفوسهم حب المعروف والايثار ، ونمت بداخلهم نجدة الاخرين والتضحيه من اجلهم ودفع الشر والسوء والضرر عنهم … انها الشريعه الغراء التى قدمت للبشريه العلم النافع  والاتقان فى كل مجالات الحياه وميادينها فعاش  الناس فى امان بعد خوف …تلك الشريعه الغراء التى زرعت فى المجتمعات ثقافة احترام الاخر وقبوله والتعايش مع الجميع فى سلام ووئام رغم اختلاف عقائدهم والوانهم وثقافتهم ، ونشر العفو والتسامح من اجل الاصلاح ، فقدمت الشريعه للانسانيه على مدى الف واربعمائه وخمسه واربعون عام مجتمع قادر على البناء لا الهدم ، قادر على الاعمار لا الخراب ، يدعوا للترابط والتوحيد لا للنزاع والفرقه ، يسعى ان يكون فيه الجميع اقوياء لا ضعفاء لان البشر ما هم الا جسد واحد كالبنيان المرصوص …….
جاءت الشريعه لتصنع الحب للناس وتقربهم من بعضهم البعض فى اطار من الموده والتراحم  … اما ما يحدث الان وما يتم غرسه فى المجتمعات ممن ادعوا انهم من اهل الله واهل الدعوه كان حصاده هو انهم نفروا الناس من الدين وابعدوهم عنه لانهم صوروا للناس الشرع على انه جبل من الالتزامات والفروض والواجبات لا طاقة لاحد على حمله او استطاعه لاحد على تحمله ، وجعلوا من انفسهم ملائكه لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يامرون وعقدوا الدين وازموه على الناس  فاصبح يرى الدين على انه وحش يجب الهروب منه  …. والحقيقه البسيطه التى يجب على الجميع ادراكها والعمل بها ان الدين جاء لهداية غير المسلمين وانه على كل مسلم انه يكون ادوات هدايه لغيره ونافع لنفسه …. ونقول للقائمين على الدين ان الدين ليس وظيفه ياخذ منها اجر ولكنه رساله وامانه والسؤال لهم  اين دين الله فينا ؟ ، وماذا فعلتم بالشريعة الغراء ولماذا اختفى العلماء الربانيين ، واين ذهب الاولياء ، وفى اى مكان يعيش الصالحين ، بل اين هم اهل الله الحقيقيين اللذين جعلهم الله لنا قناديل للحياه تشع النور والطاقه والامل والتفاؤل لكل البشر .. تدعون انكم حراس العقيده وحماية الشرع وانه على ايديكم ياتى الخير … اذا اين هو شرع الله وقد انتشر فى وجودكم الرذيله وكثرت وتبجحت  ، اين شرع الله وقد كثر بوجودكم الرشوه والمحسوبيه والوساطه والفساد ، اين شرع الله وقد امتلات بكم الحياه فشل ومعاناه واحباط وقسوه ومراره وفقر وجوع ومرض وخبث . اين شرع الله وقد اغلقتكم علينا ابواب المستقبل واظلمتم علينا الحياه وجعلتم الحياه مغنم لا مغرم يطلبها الجميع ويتمناها ويسعى اليها بكل الوسائل والطرق ….. فانتشر بين الناس ثقافة اخطف وأجرى ، واتغدى بغيرك قبل مايتعشى بيك ، وأحيينى النهارده وموتنى بكره ، وان جالك الطوفان حط ضناك تحت رجليك….قبضنى تجدنى … انا ابويا وابوك الجنيه …. القرش الابيض ينفع فى اليوم الاسود … اقول لكم بكل صراحه بكم ضاعت الشريعه الغراء ولم يتبقى فى ديار المسلمين الا اسمه فى شهادة الميلاد …اقولها بصدق لقد فشلتم وانتم تدعون التدين وتحملون راية الدعوه فى ان تكونوا للناس اسوه حسنه رغم ان كلامكم يحمل بريق الدين ويجذب العقول ويسحر القلوب وياخذ الالباب ويصدر للناس الابهار بالسوشيال ميديا ، عشتم وحدكم فى رفاهية الحياه ورغدها وقصورها وابراجها العاليه لما لبستم رداء الشريعه. وحلة الدين .. وكانت بضعاتكم للناس هى كيف نشغل عقولهم ونحير اذهانهم ونتعب قلوبهم بقضية الحلال والحرام فى كل شئون حياتهم فضيعتم عليهم الشريعه والدين والحياه وجعلتم عبادتهم تدور فى فلك الشك بين هل تمت فقبلت ام ردت عليهم ، فضاعت اعمار الناس بين سؤال الشيخ فلان والشيخ فلان فخرجوا من الدنيا ولم يقدموا لانفسهم او الدين او الشريعه او للناس وانفسهم نفعا او خير ….وما ضيع اليهود عليهم دينهم الا بكثرة سؤالهم … وانتم تفعلون ذلك بالمسلمين … لقد صنعتم للناس حاله من الرعب والذعر فى كل ماهو دين وشريعه … وخالفتم متعمدين قول النبى صلى الله عليه وسلم لن يشاد الدين احدا الا غليه ، وانتم تعلمون انه ما عرض على النبى امرين الا اختار  ايسرهم للناس … وقول النبى يسروا على الناس ما استطعتم لان الدين يسر ، وقول النبى وبشروا ولاتنفروا … وخالفتم قول النبى من صلى بالناس فليخفف عليهم …. لقد تعب الناس من الدين بعد ان ادخلتموهم عنوه من باب الحرص فى اداء العباده على اكمل وجه ، ومن باب ضرورة اخلاص العمل لله وتجنب بطلان اعمالهم بالرياء وهذه امور لاطاقه لاحد بها …. وانتم تعلمون ان الله رب قلوب وان الاعمال تبدأ اولا بالنيه…وان اداء العباده ماهو الا مظهر خارجى للنيه…لذلك فان الله يأجر الناس بالنيه  ، حتى وان أخطأ فى التطبيق ، ولن يضيع على الناس ثواب النيه من الله .. يالها من شريعة غراء لاتعلمون عنها شيئا … من اجل ذلك اقولها بصدق لقد نفرتم الناس من قول قال الله وقال الرسول …ويكثر الان فى المجالس سماع الناس تقول لك والنبى ابعدنا عن الدين خلينا فى الدنيا بتاعتنا …ولا حول ولاقوة الا بالله …اتدركون فعلا ماذا فعلتم بالناس … لعن الله امثالكم فى كل زمان ومكان وفوق الارض وتحت التراب ….بكم اصبحنا فى زمن الفتن الذى قال عنها النبى صلى الله عليه وسلم”  اذا اشتدت الفتن فالزم دارك … انتم زمن هذه الفتن … بل انتم الفتن نفسها التى تحاصرنا وتحيط بنا من كل اتجاه .. والنجاه منكم الا نسمع لكم او منكم وان نعتكفكم . ….لان الله اراد لنا فى زمانكم ان ننجوا من فتنكم ونفر له بديننا فنلقاه سبحانه وهو عنا راض….

 

 

عن إسماعيل الإنصاري

شاهد أيضاً

قلوب الاحرار لاتعرف الخوف ولاتحكمها الاهواء التى سيطرت بها دول الظلام على العالم ….كتب الشريف المستشار اسماعيل الانصارى

قلوب الاحرار لاتعرف الخوف ولاتحكمها الاهواء او تسقطها الصراعات التى سيطرت بها دول الظلام على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *